قبل ساعتين من قرار برلمان الاستقلال الانسحاب من الحكومة، وجد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في لقائه مع مستشاري حزبه بإقليم الخميسات أول أمس السبت، الفرصة لبعث رسائل واضحة و أخرى مشفرة إلى من يهمه الأمر، دون أن يغفل تصفية بعض حساباته مع حليفه حميد شباط، زعيم الاستقلاليين. «كيفما كانت الأمور لن نفرط في حلفائنا» كانت هذه أولى الرسائل التي حرص بنعبد الله على التأكيد عليها خلال اللقاء الذي احتضنه بيت الوزير التقدمي السابق بمنطقة تمكساوين بجماعة آيت إيكو، قبل أن يضيف بنبرة حادة: «لن نزيغ عن توجهاتنا وتحالفاتنا المبدئية، وسنبقى متشبثين بالتحالفات، اللهم إذا حدث تغيير، ومحافظين على توجهنا الأصيل. لسنا ناطقين رسميين باسم حزب العدالة والتنمية، وإنما معبرون عن صوت التقدم والاشتراكية، والدفاع عن مصلحة الوطن والشعب. نحن ناطقون رسميون باسم شعب يريد نجاح التجربة ويريد الاستمرار في منطق الإصلاح». وتوقف بنعبد الله عند تحالفه مع حزب العدالة والتنمية، وقال: «لا نصطف وراء أي كان، بما في ذلك العدالة والتنمية، وعلاقتنا هي من أجل الإصلاح، وهي ظرفية أملتها ظروف سياسية خاصة سادت قبل سنة 2011 وبعدها، من أجل تفعيل الطابع الديمقراطي»، مضيفا «علاقتنا صافية، على الأقل هناك الوفاء للالتزام من قبل الطرفين، وكلما قلنا لا تم التعامل الإيجابي مع ما نطرحه». إلى ذلك، شن الأمين العام للتقدم والاشتراكية هجوما حادا على شباط دون أن يذكره بالاسم، وقال: «لا يمكن أن تقول بالإصلاح الحقيقي في جميع المناحي، لكن في كل مرة نريد التقدم في ملف معين تظهر المزايدات.. الهدف الأساسي ليس هو أن يتم الإصلاح، بل هو أن نجر الحكومة إلى مستنقع وفضاء ليس فيه عمل، وإغراقها في القيل والقال والقذف والسب المتبادل وإعطاء صورة لا يرضى عنها الشعب المغربي وتجعله يتساءل: واش هادو هوما اللي معولين عليهم لتسيير البلاد والدفاع عن قضية الصحراء وبناء الديمقراطي؟ واش هادا هو النموذج الأخلاقي الذي يمكن أن يقدم في السياسة؟». بنعبد الله أشار إلى أن انتخابات 25 نونبر 2011 أفرزت فائزا، هو العدالة والتنمية، وأن ذلك واقع لا يرتفع، مضيفا «اللي كيبغي سيدي علي كيبغيه بقلالشو». وأكد بنعبدالله أن الرد الوحيد على كل «الطفيليات والمناورات الهامشية هو تسريع الحكومة لوتيرة الإصلاح، وتفعيل التصريح الحكومي. وتابع قائلا: «على الحكومة ما تديرش راسها في الجدل العقيم. ما غاديش نبقاو تابعين الكلام الزائد والتافه باراكا»، مضيفا أنه حان الوقت بعد ما يزيد عن السنة من تنصيب الحكومة لوضع المشاريع الملموسة والإصلاحات عوض الاستماع إلى كلام تافه. «كاين اللي اختار الوطا واحنا اخترنا الجبل»، رسالة أخرى من الرسائل التي وجهها بنعبد الله ردا على استهدافه ووزرائه من قبل شباط، معتبرا ذلك الاستهداف دليلا على أن للتقدم والاشتراكية وزن سياسي كبير. أمين عام التقدم والاشتراكية عاد إلى اتهام شباط له بخيانة قضية الوحدة الترابية، على خلفية تصريح له حول الصحراء الشرقية، حيث قال: «من يزايد في قضية الوحدة الترابية لا يزايد على هذا الحزب أو ذاك أو هذه الحكومة أو تلك، وعليه أن يدرك أن هناك حدودا، وأن القضية الوطنية لا تحتمل المزايدة أو أن تتخذ مطية». وأشار بنعبد الله إلى أن «الوحدة الترابية تستعمل في إطار ما سماها المزايدات الرخيصة والجدل العقيم الذي يسعى البعض إلى جرنا إليه»، مؤكدا أن تدبيرها يتم من قبل من «يجمعنا ويوحدنا، من قبل المؤسسة الملكية».