انتقد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الطريقة التي اعتمدها حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في تقديمه مذكرة المطالبة بإدخال إصلاحات على تحالف الأغلبية الحكومية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية. وأضاف بنعبد الله أن لقاء جمعه، أخيرا، بشباط كان مبادرة لتهدئة الأجواء داخل الأغلبية، معتبرا أن هذا الأمر يتطلب وقتا للتغلب على بعض الانعكاسات وردود الفعل الذاتية، وعبر عن أمله في أن تستمر الأمور وفق هذا التوجه والتمكن في القريب العاجل من عقد اجتماع للأغلبية. وتوقع بنعبد الله، الذي كان يتحدث خلال "منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء"، أمس الثلاثاء بالرباط، أن يدخل في اختلاف في الرؤية مع المكون الرئيسي للتحالف الحكومي، حزب العدالة والتنمية، أثناء مناقشة مواضيع الإصلاحات الممكنة لصندوق المقاصة، والمناصفة، بسبب وجود نقص كبير في تمثيلية المرأة في الحكومة، متعهدا بأن يعمل على معالجة الاختلال حين تتاح المناسبة. وقال إن الحكومة بصدد التحضير لبرنامج يحدد أولوياتها المستعجلة، وعزا التأخر في العمل الحكومي إلى وزراء العدالة والتنمية، قائلا إنهم "كانوا يتأقلمون مع الملفات، وكان يلزمهم الوقت للدخول في العمل الحكومي". وأشار إلى أن الفريق الوزاري لحزب العدالة والتنمية انسجم في الوقت الحالي، بعد مرور سنة على عمل الحكومة، مع الملفات وأصبح الوزراء يدبرون العمل الحكومي داخل وزاراتهم "بنوع من الرشد"، معترفا أن عمل الحكومة عرف نوعا من البطء، وقال "كان بإمكان الحكومة أن تقوم بأكثر مما قامت به، لكن كان يلزم أن نترك لها بعض الوقت". واعتبر بنعبد الله أن التنزيل الأمثل لمضامين الدستور يحتم فتح نقاش مع المعارضة، وأن هذه العملية تتطلب خلق توافق يضمن انخراط جميع الفاعلين بدل الدخول في نقاش عقيم. ودعا إلى "الالتزام بالحوار في إطار حد أدنى من الاحترام والمسؤولية بدل الارتهان إلى النوايا". وأقر بنعبد الله أن تقييم التقدم والاشتراكية لعمل حزب العدالة والتنمية كان خاطئا، معلنا عن مراجعة فكرية في علاقته بهذا الحزب. قال "كنا نحذر من وجود فكر حزب العدالة والتنمية، لكن اليوم فهمنا أنهم يساهمون في تدبير المؤسسات وليسوا مهددين لها"، محذرا، في الوقت نفسه، من "المقاربات التي يعتمدها البعض"، دون أن يسميهم، لتقليص الوزن السياسي لحزب العدالة والتنمية، وقال إن "محاولات التضييق على العدالة والتنمية من شأنها أن تعطي نتائج عكسية". وبخصوص مستقبل الكتلة الديمقراطية، استبعد بنعبد الله إمكانيات العمل مع مكوناتها في الوقت الحالي لوجود حزبه، رفقة حزب الاستقلال، في الحكومة ووجود حزب الاتحاد الاشتراكي في المعارضة. وأضاف أنه رحب بعرض العمل من داخل الكتلة الذي قدمه له شباط في أحد اللقاءات، على أن تتوفر الشروط المناسبة لذلك في المستقبل. إلا أنه فتح آفاق العمل المشترك مع مكونات تحالف الأغلبية، الذي يضم أحزاب العدالة والتنمية، والاستقلال، والحركة الشعبية، إذ توقع أن تدخل في تنسيق في الانتخابات المحلية والانتخابات الجزئية. وقال "ليس مقبولا أن تكون أحزاب في تحالف حكومي ويتصارع مناضلوها في الانتخابات المحلية".