استفاق سكان عدد من الأحياء الشعبية المحيطة بمعمل «كوطيف»، أكبر معمل حكومي للنسيج بإفريقيا تعرض للإفلاس بمدينة فاس، صباح يوم أمس, على وقع مقتل شاب كان بداخل المعمل في ظروف لا زالت غير محددة. واستنفرت عناصر الوقاية المدنية عناصرها لإخراج جثة الشاب من وسط حفرة عميقة سقط فيها داخل المعمل الذي تعرض للإفلاس، وأغلقته وزارة التجارة والصناعة في عهد صلاح الدين مزوار، في سنة 2006، دون أن تُتخذ أي إجراءات احترازية لمنع الولوج إليه، وحماية محتوياته التي تقدر بالملايير من عمليات نهب تتعرض لها، واتخاذ أطرافه غير المراقبة كملاذ آمن لبعض الجانحين أثناء فرارهم للاختباء بعد ارتكابهم عمليات اعتداء على المواطنين بغرض السرقة والنشل. وتقول المصادر إن عددا من هذه التجهيزات والآليات التي تتعرض للسرقات تم اقتناؤها قبل فترة قليلة على الإعلان عن إفلاس المعمل. وعادة ما توجه هذه المحتويات إلى السوق السوداء للمتلاشيات. وقالت المصادر إن جل محتويات المعمل أصبحت في مهب الريح. وينقل شهود عيان أن عمليات السرقة التي تتعرض لها محتويات المعمل تتم في آناء الليل وأطراف النهار، دون أن يدفع هذا الوضع الجهات المعنية إلى اتخاذ أي قرار لمنع تكرار السرقات. وإلى جانب عمليات «النهب»، تعرض المعمل لحرائق متتالية ساهمت في الإجهاز على جزء من محتوياته. ولم يُكشف عن مضامين التحقيقات التي تقول السلطات، على إثر كل حادث، إنها باشرتها لتسليط الضوء على قضية هذا المعمل الذي تشير المصادر إلى أنه يعاني «اليتم» في المدينة، ويسيل لعاب عدد من المنعشين العقاريين، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي ومساحته الشاسعة التي تصل إلى حوالي 16 هكتارا.