فجأة سقط الزميل الصحفي عادل العماري من المريخ، أعفي بقرار شفوي من «تنشيط» برنامج حواري ربط معه المتلقي علاقة ود وضغينة، وأحيل على إجازة طوعية تنتهي بنهاية الموسم الرياضي. صدر القرار من مراكش، ذات ليلة باردة، نزولا عند رغبة جهات قيل إنها نافذة وفي رواية أخرى منفذة، اغتاضت من مضامين برنامج بات في زمن قياسي نسخة مغربية من الاتجاه المعاكس وتحول مقدمه إلى فيصل القاسم الذي يقسم بين ضيوفة الفتنة مناصفة. تعددت الروايات والإعفاء واحد، قيل إن جامعة الفهري هددت بإغلاق صنبور الدعم، وقيل إن العماري يعتبر من نواقض مصالحة تمت في منتجع مازاغان، وقيل إن هشام لخليفي ولينو باكو تلقيا بطاقة صفراء من أصحاب القرار وهما يتابعان وقائع نهاية كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، فأقسما على امتداد الطريق السيار بإسقاط صاحب المريخ إرضاء لعشيرة الفهري، التي تسعى إلى عقد جمع عام بعيدا عن الشظايا المنبعثة من الكوكب المزعج الذي يصنفه العلماء في خانة الكواكب الصخرية. أشعر عادل بمضمون القرار وطلب منه الابتعاد عن المريخ بسنوات ضوئية، وتحول إلى صحفي شبح مكلوم يتلقى عبارات المساواة وكأنه نجا للتو من فاجعة. أجرى مدير المحطة تغييرا «تكتيكيا» على البرنامج «مركز بمركز» حين أشرك الزميل أمين بيروك بديلا لعادل في الأنفاس الأخيرة من البطولة، وتغيير المحلل التحكيمي الموجه بالمتمني، فيما اختار صانع ألعاب المريخ الزميل هشام رمرام إجازة تضامنية. باستثناء مستمعي برنامج من القلب إلى القلب الذي جثم على خريطة محطة رياضية، فإن جميع المكالمات الهاتفية والرسائل النصية التي يتوصل بها مقدمو البرامج تقول للمدير «جيني كود»، واكشف عن سر إبعاد عادل عن الميكروفون، بل إن برنامج التشكيلة مشكلة أصبح مهتما بتشكيلة راديو مارس في ظل المتغير الجديد بدل تركيبة فرق الكرة. من حق مارس مدير المحطة أن يحدث تعديلا في تشكيلته لكن من حق المتلقي أن يعرف الحقيقة كاملة، في إذاعة ظلت تزعم أنها تروج للحقيقة ولا شيء غيرها، قبل أن تعلن بيعتها العلنية لرجالات الفهري. يقال، والعهدة على عضو جامعي، إن العماري زاد من هجوماته على غيبي في الآونة الأخيرة، وكان سببا في ما بات يعرف بقضية المندوب المرون الذي نفى تحرير تقرير يدين جمهور الرجاء، وقيل إن الهجومات المرتدة لامست إدارة التكوين وأن تخوفا من حصول أزمة سياسية مع فرنسا بسبب بيير مورلان عجل بالقرار، بينما يتداول العارفون بأمواج الإذاعات العاتية، سرا وجود زميل في البلاطو اسمه محد الماغودي تصنفه هيئة الإعلام السمعي البصري في خانة الجهادي المثير للفتنة الذي ساهم في إغلاق كثير من البرامج التلفزية والإذاعية بسبب جرعات الجرأة . ليس لنا إلا أن نندد بهذا العدوان، ونعلن عن تضامننا مع زميلنا عادل ومع كل يتاماه، الذين أحيلوا على المغادرة الطوعية من راديو مارس، لا نملك إلا ورقة وقلما وقلبا يقطر ألما على زميل أعفي بجرة «قدم» أو بركلة منها، بسبب مواقفه الشجاعة وقيامه بدوره الإعلامي بطريقة لا تروق بعض الأطراف الساعية إلى ضرب حرية التعبير وفرض الوصاية على الصحافة والصحافيين والهيمنة على المجتمع الرياضي، وتمريغ كرامة الصحافيين في الوحل. اعلم زميلي أن هاتفك سيصاب بالصمم، حتى تعتقد أنه معطل، لذا تقبل نصيحة من مكلوم سابق واعلم أنه ما كاينش غير الكرة، فهناك أشياء أخرى في الحياة تستحق أن تلتفت إليها، وأن «كيلتير فوت» تفرض عليك التعامل مع القرار بكل روح رياضية، وأن الصراحة مشكلة كالتشكيلة.