وجد الزميل عادل العماري مقدم برنامج «المريخ الرياضي» بالمحطة الإذاعية «راديو مارس» المتخصصة في الرياضة، نفسه أول أمس الإثنين، خارج «بلاطو» البرنامج الذي ارتبط به، ونسج من خلاله علاقة خاصة مع المستمعين، فدون سابق إنذار طلبت إدارة المحطة -بحسب ما يتم تداوله- من العمري عدم تقديم البرنامج، وأن يبدل ساعة بأخرى إلى غاية نهاية الموسم الكروي، قبل أن يتخذ مسؤولو المحطة قرارهم النهائي. هذا القرار المفاجئ دفع الزميل الصحفي إلى أن يطلب الحصول على إجازة تمتد لثلاثين يوما، وربما لذلك، قال هشام لخليفي مدير هذه المحطة الإذاعية ل»المساء» إن العمري طلب الحصول على عطلة، وأن لا صحة للأخبار التي تتحدث عن منعه من تقديم البرنامج، وأن لا أحد يتدخل في عمله وأنه سيعود للمستمعين بعد أن ينهي عطلته. إذا كان هشام لخليفي مدير المحطة الإذاعية يقول إن العماري طلب الحصول على عطلة ليستريح، وأنه لم يتم توقيفه عن تقديم البرنامج، فإن الوقائع تنفي هذه الأمور جملة وتفصيلا، فهل يبدو منطقيا أن يطلب مقدم برنامج الحصول على عطلة في نفس اليوم الذي من المفروض أن يقدم فيه برنامجه، بل ويتم توقيع الطلب عشية اليوم نفسه. ولأن لا دخان بدون نار، ولأن حديثا راج عن كون مسؤولين في الجامعة يقفون وراء إبعاد الزميل العماري، فإن ما وقع سواء اتفقنا أو اختلفنا مع العماري في تناوله للمواضيع، يكشف كيف أن جسم الصحافة الرياضية أصبح قصيرا، وكيف أن اتصالات هاتفية ربما من هذه الجهة أو تلك، قد تتسبب في هجوم مضاد، وتخرس الأصوات، وتعيدنا إلى نقطة الصفر، بل إن هناك جهات تسعى لأن تحول الصحفيين إلى وسيلة يضغطون بها على بعض هذه الجهات، وعندما تلين هذه الجهات وتعطي الراس، فلا مانع لديهم من التخلي عن خدماته. ما حدث للزميل العمري، يمكن أن يحدث لأي زميل آخر، ولذلك، فإن التضامن واجب، وإذا كانت هذه المحطة الإذاعية لها مبرراتها الموضوعية التي دفعتها إلى دفع زميلنا إلى ركن ضيق فلتكشفها، ولتناقشها، أما أن تتخذ القرارات بهذه الطريقة، ويجد زميل ساهم في صنع اسم لهذه المحطة -نفسه- في هذا الوضع فإن ذلك أمر محير ويطرح الكثير من علامات الاستفهام، بل إن أي أحد قد يجد نفسه غدا في «المريخ» إذا لم تكن هناك مناعة ضد الهواتف..