أقدرهم وأحترم تاريخهم في الصحافة الرياضية.. لينو باكو، هشام الخليفي، بلعيد بوميد، وآخرين.. أسماء تقود تجربة إذاعية متخصصة في الموسيقى و..الرياضة. وبقدر ما أحمله من تقدير لهم ولكل الأسماء الصحافية الشابة المتطلعة والطموحة المشتغلة في هذا «الراديو»، بقدر ما يحز في نفسي، والأكيد أنه نفس الشعور لدى عدد كبير من الزملاء المحررين، أن تنحو هذه التجربة عن مسارها الذي انطلقت من خلاله وانفتحت على المشهد الرياضي في بداياتها، عبر التزامها بكل ما هو مهني صرف، وصحافي محض، وهي تتحول إلى «بوق» تنحصر مهمته في الرد على كل ماينشر عبر الصفحات الرياضية في الصحف الوطنية.. يؤلمني أن نفتح الأبواب ليس للشرح والتوضيح، بل لمجرد منح «الكادو» لمسؤولين ورد خبر هنا أو هناك، ينتقد أسلوبهم في التسيير الرياضي، أو ينقل حدثا يدينهم ويحملهم مسؤولية خطأ ما أو حالة سلبية ما! تتبعت، كما تتبع العديدون من الرياضيين، كيف تحول برنامج «المريخ الرياضي» من برنامج كان «بعقله» ناضجا في تقديم الخبر، في مناقشة الضيوف، وفي طرح مختلف القضايا الرياضية، إلى برنامج، أصبح اليوم للأسف، خاصا باستضافة أسماء تبحث لنفسها عن «بوق» للرد على مقالات الصحف الوطنية.. وبرنامج أصبح «قاصرا» ونستحي من وصفه بكلمة أخرى، في طريقة تناوله لأمر الرياضة، وفي أسلوب استفزازي لمشاعر المستمعين.. وهنا، لا أعتقد أن خبرة لينو باكو، ولا بصيرة هشام الخليفي المدير المسؤول، ستفوتهما حدسية، إن لم نقل، رائحة ما تمت هندسته في الحلقات الأخيرة من البرنامج، كنموذج فقط، حين جيء بأشخاص ليردوا على منتقديهم، منخرطين ومتتبعين وصحافيين، وسلم إليهم ميكرفون من المفروض أن يكون عادلا وليس حكرا على هذا الفم دون غيره.. قيل ما قيل، و«تفلسف» كل واحد كما رغب وكما أراد، دون أن يمنح مكان للرأي الآخر، ودون أي تقيد بأية أخلاقيات للمهنة.. وكنموذج فقط.. ما رأي لينو باكو والخليفي ومسؤولي «راديو مارس» في حلقتين قدمهما «المريخ الرياضي» مؤخرا، الأولى حل فيها أسامة بنعبدالله صاحب «مستودع» «الرياضية» ليرد على من يشكك في «مهنيته» (!؟)، و تليها الأخرى التي استضاف فيها «مول المريخ» محمد الكرتيلي، الذي استغلها فرصة ليسقط طائراته و«يرفس» كل منتقديه؟ أعتقد أن برنامج «المريخ الرياضي» ومع التحول الذي عرفه مؤخرا، أضحى برنامجا نشازا وكأنه دخيل لاعلاقة له بالمستوى الفكري والمهني لبرامج أخرى في هذه المحطة الإذاعية الحديثة، كما هو الشأن مثلا في برنامج «مارس أطاك» أو غيره... وأظن أن انزلاقات «المريخ» الأخيرة، ممكن تفاديها وتصحيحها مستقبلا شريطة حضور النية الصادقة المغلفة بالمهنية الحقيقية.. ليس عيبا أن نخطئ. العيب هو الاستمرار في ذلك، والاعتقاد أن الآذان كلها صماء أوغبية !!