شن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران هجوما لاذعا على المعارضة ومن وصفهم بأعداء الإصلاح، الذين يعملون من أجل عرقلة عمل حكومته. وأكد خلال كلمة له بمناسبة فاتح ماي بالدار البيضاء أن حكومته تحاول الإصلاح، لكنها تصطدم بمجموعة من الجهات والنقابات، التي ألفت الطريقة القديمة القائمة على التحكم وتوزيع الأموال على سماسرة الجماهير والأساليب غير المشروعة التي تواجه بها الحكومة منذ أول يوم لتشكيلها. وأشار بنكيران إلى أن الله فاعل أساسي في كل شيء حتى في السياسة، مضيفا أن هذا الكلام يجب أن يعرفه الجميع. وأكد أنه يوجد على رأس الحكومة من أجل إنقاذ البلاد من الغرق. وقال إن الأزمة الاقتصادية لا وجود لها بالمغرب لأنها توجد فقط في الدول الشريكة اقتصاديا للمغرب، مضيفا أن البادية انتعشت هذه السنة بفضل التساقطات المطرية الوفيرة وستنتعش معها المدينة، وأن من وصفهم بالمتآمرين لن يصلوا إلى ما يريدون. وذكر بنكيران أن التنافس في المغرب اليوم يوجد بين من يريد «المعقول» ومن يريد «التخلويض»، بين من يريد ديمقراطية حقيقية والاستفادة من الامتيازات في إطار القانون ومن ألف تلقي العمولات ونسب من الصفقات واقتصاد الريع، وهذه أساليب، يضيف بنكيران، أصبحت مألوفة لدى أعداء الإصلاح، الذين ليست لديهم أي نية للتخلي عنها، مؤكدا أن هؤلاء الذين يأخذون ملايين الدراهم وهم جالسون في بيوتهم ولا يشتغلون هم خصوم المغرب الحقيقيون. واعتبر بنكيران أن قرار تجميد 15 مليار درهم من نفقات الاستثمار ليس من أجل إغراق سفينة الوطن، بل فرضته ديون الحكومات السابقة التي بلغت 600 مليار درهم، موضحا أنه سيستمر في إصلاح صندوق المقاصة، الذي أصبح يكلف ميزانية الدولة 57 مليار درهم، وهو ما يهدد ميزانية البلاد بالخراب. ودعا بنكيران إلى إعادة التوازن إلى المجتمع لأن المشكل داخل المغرب ليس دستوريا أو قانونيا، بل هو بين من يستفيد من الريع والأموال السهلة وبين من يريد الإصلاح. كما اعتبر أن إصلاح صناديق التقاعد أمر حتمي لأن الحكومة إذا لم تقم بهذا الإصلاح ستصل هذه الصناديق إلى الإفلاس بعد ثمان سنوات ولن يستطيع أي متقاعد تلقي تعويضاته، يضيف بنكيران.