أشاد محمد اليوسوفي (أخصائي طب الأطفال) بأهمية أن تُرضع الأم طفلها من ثديها في غضون النصف ساعة الأولى بعد الولادة، وإن كان الحليب قليلا في ذلك الوقت، لكون الإرضاع المبكر يساعد على إدراره سريعا، والقطرات الأولى من الحليب المائي، أو مايعرف ب»اللّبى»، تكون غنية بمواد مضادة لتعفنات الجهاز الهضمي، التي تحمي الطفل من الإسهال وأيضا من نزلات البرد، كما أنه يقوي رابطة الأمومة بين الأمّ ورضيعها ويساعد على انقباض الرحم، ومنع حدوث النزيف بعد الولادة، مشيرا -في الآن نفسه- إلى ما أثبته الدراسات بخصوص أهمية الرّضاعة الطبيعية للأم والطفل، لكونها تحمي هذا الأخير من الإصابة بمرض السّكري وتقلل من احتمال إصابة الأم بسرطان الثدي. واستنكر اليوسوفي حجة بعض الأمّهات في عدم إرضاع أطفالهنّ بكون حلبيهن غيرَ كاف، موضحا بكون الطبيب المختصّ هو الذي في إمكانه أن يحدد ما إذاكان حليب الأم كافيا للمولود أم لا، شارحا ذلك بقوله: «جميع الأمهات قادرات على إرضاع أطفالهنّ، وعدد محدود منهن فقط لا يستطعن ذلك، نتيجة إصابتهنّ بأمراض مُعدية أو معاناتهن من نقص خطير في وظائف بعض الأعضاء الحيوية، كالقلب والكليّ والكبد». ووضح أخصائي أمراض الأطفال أنه من الضروري أن تتعرف الأم على الأوضاع الصحيحة للإرضاع، بأنْ تجلس بشكل تحسّ فيه بالراحة وتضع مقدمة الثدي برمتها في فم الوليد لمساعدته في عملية الرضاعة، ثم تمكينه من الثدي الثاني بعد إفراغه الأول، ليتم إدرار الحليب، وعلى الأمّ أن تكثف من إرضاعها للطفل بدون قيود، بوصفه هو من يُحدّد مدة الرّضاعة وكمية الحليب، حيث يمكن أن تصل خلال الثلاثة أشهر الأولى إلى ثمان مرات، بمعدل خمسة عشر دقيقة في كل مرة، شريطة أن تكون الرّضاعة ليلا ونهارا. وفي ما يتعلق بالمدة الواجب على كل أم أن تحترمها، بخصوص الإرضاع أكد اليوسوفي أنها ينبغي أن تستمر لأطول فترة ممكنة؛ أقلها سنتان، وإن أمكن أكثر فهذا أفضل، لأنّ حليب الأمّ كافٍ لاحتياجات الطفل حتى بلوغه 6 أشهر تقريبا، دون أي إضافات خارجية. وتستمرّ أهمية حليب الأم أثناء العام الأول والثاني من عمر الطفل، لكنْ مع إضافة أغذية خارجية مفيدة، لأنه يزيد من نمو الطفل ويحميه من الإصابة بالأمراض المُعدية.. والتوقف المبكر عن الإرضاع قبل إكمال الطفل لعامين يحرمه وأمَّه من مزايا عديدة، مُشدّدا على عدم ضرورة وقف الرّضاعة في حالة الحمل، لأنّ حليب الأم أثناء الحمل يظلّ الأفضلَ لاحتياجات الطفل، فكميته قد تكون قليلة لكنّ استمرار الرضاعة أثناء الشهور الأولى من الحمل لن يسبب أي أذى للجنين داخل الرّحم. ومن الأفضل المباعدة بين حمل وآخر حتى تستردّ الأم عافيتها، لأنّ الحمل المتكرر السريع يُعيقها عن إتمام الرضاعة والعناية بطفلها الأول، كما يضرّ بصحتها. ويختم اليوسوفي بأنّ الأم الحامل التي ترضع تحتاج إلى طعام وراحة إضافية.
سؤال - لماذا الرّضاعة الطبيعية؟ يحتوي حليب الأم -على الأقلّ- على 100 عنصر غذائي غير موجودة في حليب الأبقار، وهو سهل الهضم لاحتوائه على كمية أقلَّ من البروتين الموجود في الحليب الصناعي.. ولا يتسبب في زيادة الوزن الزائدة عن المعدل الطبيعي لوزن الرضيع، كما أنّ حليب الأم يحتوي على ثلث كمية الأملاح المعدنية الموجودة في الحليب الاصطناعي للأبقار، والتي «تجهد» عمل كلي الطفل.