مع ازدياد إقبال بعض الناس على التدفئة التقليدية مطلع كل فصل شتاء، يزداد عدد الضحايا الذين يتعرضون للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون الذي يسمى أيضا بغاز الفحم. وتفيد إحصائيات أنجزها المركز المغربي لمحاربة التسمم بأن عدد حالات الاختناق المعلن عنها التي تسبب فيها هذا الغاز عام 2007 بلغ 1287 حالة، مقابل 177 حالة سنة 1992. وطبقا لنفس الإحصائيات فإن مركز محاربة التسمم أعلم بوقوع 1237 حالة اختناق بسبب غاز الفحم سنة 2006، و956 حالة سنة 2005 و867 حالة سنة 2004 و700 حالة سنة 2003 و587 حالة سنة 2002. ولم يتوفر المركز بعد على إحصائيات تخص سنة 2008، لكون الفترة التي تشهد حدوث مثل هذه الحالات تتراوح بين شهر أكتوبر ومارس من السنة الموالية، بحسب مصدر من المركز المغربي لمحاربة التسمم. وتوضح الدكتورة غزلان العوفير، الأخصائية في التسممات بالمركز، أن نسبة حالات التسمم بغاز أكسيد الكربون تشكل 32% من مجمل الحالات التي يتوصل بها المركز كل عام. وتأتي جهة مكناس تافيلالت في الصدارة من حيث عدد حالات الاختناق بسبب غاز الفحم، تليها جهة طنجة تطوان ثم جهة مراكش وجهة تادلة أزيلال والجهة الشرقية. وتعزو الدكتورة العوفير ذلك إلى اعتماد أهالي هذه المناطق على التدفئة باستعمال الحطب أوالفحم، نظرا لموجات البرد التي تجتاح هذه الجهات بسبب الثلوج، خاصة في فصل الشتاء. وطبقا لنفس الإحصائيات فإن حالات التسمم بغاز أكسيد الكربون التي تم تسجيلها منذ سنة 1992، أصابت 66% من النساء مقابل 34% من الذكور. وبالنظر إلى الفئات العمرية فإن الأطفال (من 5 إلى 15 سنة) أكثر تأثرا بالتسمم بهذا الغاز بنسبة 29%. تليها فئة الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 15 و45 سنة ب59%، ثم الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 45 سنة بنسبة 12%. وحذرت الدكتورة العوفير من استخدام الحطب والفحم في التدفئة في الأماكن المغلقة، لما يمكن أن يتسببا فيه من مشكلات صحية، مؤكدة أن إشعال الفحم ينتج عنه غاز أول أوكسيد الكربون السام، الذي يؤثر على خلايا مخ الإنسان أثناء استنشاقه، ما يؤدي إلى خمول وتثاقل يعجز فيه الشخص عن القيام والوقوف. وأضافت أن خطورة هذا الغاز تكمن في أن لا لون له ولا رائحة بخلاف غاز البوتان مثلا، مما يجعل اكتشاف وجوده متأخرا ويجعل من تعرض له عاجزا عن الحركة أو طلب الإغاثة، ويمكن أن يتسبب في موت الإنسان في أقل من 15 دقيقة. وشددت على ضرورة اتباع الإرشادات أثناء عملية التدفئة، ومنها مراعاة إشعال الفحم والحطب خارج المنازل وإبعادهما عن المواد سريعة الاشتعال، مع التأكيد على ضرورة إخمادها عند النوم أو إبعادهما لتفادي الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون. إرشادات: في حالة وقوع تسمم بغاز الفحم إذا كنت في الحمام، المطبخ، كراج، أو أي مكان مغلق تستعمل فيه آلات التدفئة أو اندلع فيه حريق، وشعرت بصداع ودوار وتعب ورغبة في التقيؤ، فإذاك يستوجب عليك فتح الأبواب والنوافذ فورا، مع توقيف مصدر انبعاث الغاز إذا أمكن وخروج كل من يوجد بمكان الحادث، مع ضرورة عرض نفسك على طبيب.