شنت القوات العمومية في المركب الجامعي «ظهر المهراز» في فاس، وسط الأسبوع الماضي، حملة اعتقالات في صفوف الطلبة، شملت طالبات اتُّهمن برشق قوات الأمن بالحجارة ووضع متاريس في الطريق العمومية، والانتماء إلى منظمة غير مرخصة، في إشارة إلى نقابة الطلبة، المعروفة بنقابة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب. وقالت مصادر طلابية ل»المساء» إنّ عناصر القوات العمومية اقتحمت الحيّ الجامعي، واعتقلت عددا كبيرا من الطلبة، ضمنهم طالبتان تعتبران من أبرز نشطاء وكوادر فصيل النهج الديمقراطي القاعدي في جامعة فاس. وقررت المحكمة، أول أمس السبت، متابعة الطالبتين أسماء صباح وعائشة البوش، في حالة اعتقال، وأودعتا السّجن المحلي «عين قادوس»، في إطار الاعتقال الاحتياطي، في انتظار تقديمهما للمحاكمة. وتتابع الطالبة أسماء صباح دراستها الجامعية في السنة الثالثة -بيولوجيا في كلية العلوم، وتتحدّر من منطقة «تيسة» في ضواحي تاونات، أما الطالبة عائشة البوش فتتحدّر من بلدة «أولاد داوود» في ضواحي فاس، وتتابع دراستها في السنة الثالثة -فلسفة عامة في كلية الآداب. وبلغ عدد المعتقلين على خلفية المواجهات المفتوحة بين الطلبة والقوات العمومية على خلفية مقاطعة دورة امتحانات استثنائية في كلية الآداب، طيلة الأسبوع المنصرم، ما يقارب 17 طالبا وطالبتين. ويواجه هؤلاء الطلبة المعتقلين تهمٌ تتعلق برشق القوات العمومية بالحجارة أثناء أدائها مهامها، وبوضع متاريس في الطريق العمومية، والانتماء إلى منظمة غير مرخص لها. وقد «استنفرت» موجة الاعتقالات في صفوف طلبة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي فعاليات «اليسار الجديد» في المدينة. واحتضن مقر حزب النهج الديمقراطي في فاس، مساء يوم أول أمس السبت، اجتماعا «طارئا» حضره ممثلون عن أحزاب اليسار وبعض النقابات وعدد من نشطاء اليسار الراديكالي، واستنكر المجتمعون اعتقالات الطلبة واقتحام المركب الجامعي من قِبل القوات العمومية. وطالبت فعاليات اليسار، وسط شعارات مناهضة للاعتقال السياسي، بالإفراج عن الطلبة المعتقلين وبإخلاء الحرم الجامعي من قوات الأمن. وكانت قوات الأمن قد اقتحمت المركب الجامعي بعدما دعا القاعديون -الفصيل ذو الحضور الوازن في الجامعة- بمقاطعة الامتحانات الاستثنائية بسبب عدم استجابة إدارة الكلية لملف مطلبي يرمي إلى تحسين ظروف الدراسة والبنيات التحتية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مفتوحة بين الطرفين خلّفت إصابات في صفوف الطلبة، وأسفرت عن اعتقال عدد من النشطاء القاعديين. وعاشت كلية الآداب، قبل هذا التاريخ، مقاطعة امتحانات الدورة الخريفية، قبل أن تقرر الإدارة إجراء دورة استثنائية ووجهت، بدورها، بقرار المقاطعة.