قدم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، زوال أمس الإثنين (العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك) أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي التقرير السنوي حول الأوضاع في الصحراء وملخصا عن مهام «المينورسو»، قبيل يومين من اعتماد القرار الأممي لتمديد مهمة القبعات الزرق يوم الخميس المقبل، حسب ما أعلن عنه مارتين نيسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة. وكشفت مصادر عليمة بما يجري داخل أروقة الأممالمتحدة أن مجلس الأمن الدولي يتجه نحو اعتماد القرار الأممي للتمديد لبعثة «المينورسو» بالإجماع، دونما الحاجة إلى اللجوء إلى التصويت، حيث أكدت المصادر ذاتها أن مجموعة أصدقاء الصحراء ينتظر أن تكون قد حسمت في خلافاتها بشأن التوصية الأمريكية، بعد المفاوضات التي تمت منذ أيام من أجل إدخال تعديلات على المقترح الأمريكي بشكل لا يمس بالمصالح المغربية. وأبرزت المصادر ذاتها أن ضغوطات مورست على الولاياتالمتحدةالأمريكية للتراجع عن هذه التوصية والالتزام بالعرف داخل مجموعة أصدقاء الصحراء، الذي يقضي بالتقدم بمشروع القرار الأممي بالإجماع، والالتزام بالإطار الذي تتم فيه معالجة ملف الصحراء، وهو الفصل السادس من ميثاق الأممالمتحدة، الذي يقضي بعدم فرض أو إجبار أي طرف على الالتزام بقرار ما دون التوافق بشأنه. وأبرزت المصادر ذاتها أن دول فرنساوإسبانيا وأيضا روسيا عبرت عن رفضها للمقترح الأمريكي، فيما أخذت بريطانيا موقع الحياد «السلبي» لتفادي الاصطدام مع حليفتها أمريكا، حيث طلبت الدول الثلاث من الولاياتالمتحدةالأمريكية التخفيف من حدة مطلبها والتقدم بصيغة أخرى لا تلقى معارضة من المغرب وتتجه نحو إيجاد حل وسط. وصرح وزير الخارجية والتعاون الإسباني، خوسي مانويل غارسيا مارغايو، أول أمس الأحد، بأن إسبانيا تنتظر قرارا أمريكيا جديدا بشأن التمديد لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء، في إطار يحظى بتوافق جميع أعضاء مجموعة الصحراء، مؤكدا أن «المقترح الأمريكي لم يحظ بقبول اثنين من أعضاء هذه المجموعة، وهو ما يجعل اعتماده صعبا، علما بأن التوافق هو الأساس داخل المجموعة». وأشارت مصادرنا إلى أنه إلى حدود صباح أمس لم يتوصل أعضاء مجلس الأمن الدولي بمشروع القرار الأممي الذي يقضي العرف يأن يخرج من مجموعة أصدقاء الصحراء، غير أن أعضاء المجموعة المكونة من فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا وبريطانيا وإسبانيا، تضيف المصادر ذاتها، تضع اللمسات الأخيرة على مشروع القرار الذي ينتظر أن اعتماده يوم الخميس المقبل. واتصلت «المساء» بسعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، غير أنه ظل منشغلا في اجتماع طيلة صباح أمس. وكتب العثماني في صفحته على الموقع الاجتماعي «فايسبوك»: «توسيع مهمة المينورسو لن يمرر أبدا، والمغرب سيربح القضية... وموقف المغرب من توسيع صلاحيات المينورسو قوي جدا، وأيا كانت الضجة الإعلامية للانفصاليين فإن المغرب منتصر بإذن الله». من جهته، أقر صامويل كابلان، السفير الأمريكي بالمغرب٬ مساء أول أمس الأحد بطنجة٬ بأن مقترح توسيع صلاحيات المينورسو أثار موجة من الرفض والغضب في المغرب وتسبب في توتر بين البلدين٬ إلا أنه أعرب عن ثقته في جودة العلاقات الثنائية وفي قدرتها على التغلب على الخلافات. وقال إن طبيعة العلاقات بين دولتين حليفتين٬ مثل المغرب والولاياتالمتحدة٬ قد تجعلها عرضة لخلافات٬ لكنها خلافات لن تنقص من متانة العلاقات. وذكر السفير الأمريكي٬ الذي يستعد لمغادرة المغرب بعد مهمة استغرقت أربع سنوات٬ بأن واشنطن تعتبر المخطط الذي تقدم به المغرب لمنح الحكم الذاتي الموسع للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة المغربية «جادا وذا مصداقية وواقعيا»٬ مضيفا أن أي حل ينبغي أن يكون ثمرة لمفاوضات بين مختلف الأطراف المعنية بالنزاع.