في خضم التصريحات النارية التي يطلقها حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ضد حليفه عبد الإله بنكيران، علمت «المساء» من مصادر جيدة الاطلاع أن حزب الاستقلال يستعد للرد رسميا على «تأخر» مناقشة التعديل الحكومي، الذي سبق أن تقدم به الحزب في مذكرته المقدمة إلى رئيس الحكومة، خاصة أن شباط اتهم قبل يومين بنكيران ب«عرقلة» التعديل الحكومي. وأكدت المصادر ذاتها أن «موعد الإعلان الرسمي عن موقف الحزب سيكون خلال المجلس الوطني الذي سينعقد يوم 4 ماي المقبل، حيث ينتظر أن تتم مناقشة أداء وزراء الحزب ومدى الاستجابة لمذكرة الاستقلال، والسيناريوهات المستقبلية للتعاطي مع الحكومة، سواء داخل الائتلاف الحكومي أو أيضا داخل الأغلبية البرلمانية». مصادر مطلعة توقعت بأن يشهد اجتماع المجلس الوطني نقاشا محتدما حول مشاركة الحزب في الحكومة، وأداء بعض الوزراء المهددين بالرحيل في حال تنفيذ مطلب التعديل الحكومي، بعدما تصاعدت الانتقادات في الآونة الأخيرة، سواء تعلق الأمر بأداء الحزب أو بالحقائب التي حصلت عليها أحزاب أخرى. وأبرزت مصادرنا أن المجلس الوطني سيشكل محطة لتوضيح مواقف الحزب من عدد من القرارات والمواضيع المرتبطة بالتدبير الحكومي والعلاقة داخل الأغلبية، وأن هذا الاجتماع سيكون محطة لاتخاذ عدد من القرارات. كما أوضحت المصادر ذاتها أن اللجنة التنفيذية للاستقلال تنكب على إعداد برنامج عمل للمرحلة المقبلة في الشق الخاص بالعمل الداخلي للحزب. في السياق ذاته، جمع شباط، أول أمس الأحد، مفتشي وقيادات المنظمات الموازية لحزب الاستقلال، وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، والمنسق العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، عبد الواحد الكافي، والكتاب الوطنيين للاتحاد، في إطار التعبئة لاحتفالات فاتح ماي المقبل. وأسرت مصادر حضرت الاجتماع أنه تم التداول في عدد من النقط المتعلقة بالظرفية الاقتصادية والمالية، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة، خاصة التقليص من ميزانية الاستثمار، والأخبار التي ترويجها بشأن التداول في الزيادة في الأسعار أو تقليص أجور الموظفين. وأكدت مصادرنا أنه تقرر تنظيم تجمع نقابي ضخم أمام مقرر الاتحاد العام في الرباط يوم فاتح ماي المقبل، حيث حث الأمين العام للحزب قيادات النقابة والهيئات الموازية للحزب على التعبئة الشاملة من أجل «إظهار القوة الحقيقية» للنقابة والحزب وترك بعض الخلافات المرتبطة بتداخل ما هو سياسي بما هو نقابي جانبا. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن «مناسبة عيد الشغل ستشكل أيضا فرصة للتعبير عن موقف النقابة من الإجراءات التي تتخذها الحكومة ومبادرتها التي تمس الاستثمار العمومي والخاص، حيث تقرر أن تشارك في الاحتفالات المركزية للنقابة مختلف الكتابات المحلية والإقليمية والجهوية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، باستثناء بعض الأقاليم التي تقرر أن تنظم تظاهراتها محليا».