كشفت مصادر مقربة من اللجنة التحضرية لحزب الاستقلال ل"كود" أن صراعا محتدما على لائحة المجلس الوطني يسود منذ مدة، واتهم مناصرو مرشح الأمانة العامة حميد شباط، عباس الفاسي، بتسريب اللائحة لعبد الواحد الفاسي لدعم ترشيحه للأمانة العامة. من جهة أخرى، اكدت المصادر ذاتها ل"كود" أن عدد أعضاء المجلس الوطني سيتجاوز 956 عضوا، وهو عدد الحالي لأعضاء برلمان الحزب ، بسبب صعود ممثلي قطاعات مهنية موازية إلى المجلس الوطني، وهو ما جعل الصراع يحتدم على الروابط المهنية بين عبد الواحد الفاسي وحميد شباط. في السياق ذاته، اجل اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال إلى الأسبوع المقبل بسبب حدث وفاة رفيق شباط داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب تيتينا العلوي، الذي ووري جثمانه الثرى في مدينة فاس أمس الأربعاء، بحضور الأمين العام عباس الفاسي ومرشحي الأمانة العامة عبد الواحد الفاسي و حمدس شباط فضلا عن أعضاء في مجلس الرئاسة ونقابيي الاتحاد العام للشغالين قدموا إلى العاصمة العلمية من مختلف المناطق. من جهة أخرى، لم تخف مصادر في المجلس الوطني استياءها من مرحلة الجمود التي تعيشها أجهزة الحزب المسيرة، بعد المؤتمر السادس عشر، رغم أن حرب الأمانة العامة حركت المياه الراكدة داخل الحزب، إلا أن استمرار "حالة الفراغ" على مستوى مواقف الحزب مما يجري في الساحة السياسية من أحداث وغياب مواقف حازمة لقيادة الاستقلال من مبادرات حكومية معزولة يقودها حزب بنكيران الذي ابتلع شركاءه في الأغلبية، من شأنه إضعاف موقع حزب الاستقلال داخل الأغلبية مع الدخول السياسي المقبل، خاصة في حال حدوث تعديل حكومي قد يؤدي الحزب ثمنه غاليا مستقبلا في ظل الأوضاع الداخلية التي يعيشها والتي جعلت مصداقية حزب الميزان وصورته لدى الرأي العام في الحضيض. ويشتكي استقلايون من تنامي الطموحات الشخصية لدى مؤججي حرب الأمانة العامة داخل حزب الاستقلال، وهي طموحات لها صلة بالصعود إلى منصب في قيادة الحزب أو من أجل الوساطة لدى بنكيران لطمس ملفات تهم وزراء سابقين في حزب الاستقلال، وهو ما سيفتح مصير الحزب مستقبلا على المجهول، خاصة أن أي نتيجة ستؤول إلى هذا المرشح او ذاك يوم 22 شتنبر المقبل، ستؤدي إلى انشطار داخلي في صفوف أجهزة الحزب ومنظماته الموازية، علما أن حزب الاستقلال حافظ على وحدته منذ سنة 1959، وهي السنة التي عرفت انشقاقا أدى إلى ولادة حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من رحم الاستقلال، عبر إعمال آلية التوافق على منصب الأمانة العامة وكان دائما يرفض أن يكون صندوق الاقتراع فيصلا في تحديد مصير قيادة الحزب.