«لا اله إلا الله والشهيد حبيب الله»، آخر شعار ردده «مايسترو» الوقفات الاحتجاجية عبد الله خبير، النقابي الكونفدرالي، قبل أن يلفظ أنفساه الأخيرة حينما كان يسهر على تأطير وقفة احتجاجية تضامنية مع قطاع غزة بمنطقة البرنوصي بالدارالبيضاء مساء أول أمس الخميس. مشهد جعل المئات من المتظاهرين الذين لبوا دعوة اللجنة المحلية بالبيضاء للتضامن مع العراق وفلسطين، يقفون مشدوهين للحظات وهم يتابعون احتضار شخص ارتبط بالقضية الفلسطينية والقضايا القومية والإنسانية يودعهم في مشهد بعد أن سقط مغشيا عليه ويده متمسكة بمكبر الصوت معتمرا الكوفية الفلسطينية. رفاقه في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وباقي التنظيمات اليسارية لم يجدوا شيئا ينعونه به سوى أنهم فقدوا أخا عزيزا من الصعب تعويضه. خبير، بحسب رفاقه، سينظم إلى لائحة شهداء القضية الفلسطينية، سواء في جبهات القتال (أمثال الطنجاوي، أمزغار، البوشيخي، الداسر، النومري، إيرير، عثمان، قزيبر)، أو أثناء خوضهم معركة التضامن مع القضية، مثل كرينة فقيد الشبيبة الاتحادية، أو الطالب محمد الكادري فقيد الطلبة القاعديين». وقال رفاق الفقيد، الذي وري جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، إنه استشهد بعد أن ارتقى إلى الأعالي وهو يؤدي واجبه الوطني والقومي في نصرة الأشقاء في غزة الذين يتعرضون لمحرقة صهيونية مستمرة، حيث كان يؤطر مع مجموعة من رفاقه في اللجنة المحلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني بالبرنوصي وقفة تضامنية مع فلسطين، وكان بصدد ترديد شعارات تعبوية، وبعد حوالي 15 دقيقة من انطلاق الوقفة، سلم مكبر الصوت لأحد رفاقه بعد أن طلبه منه، وكان آخر شعار ردده قبل رحيله هو «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله»، قبل أن يتمدد فوق كرسي طويل كان قد صعد عليه لترديد الشعارات، ولم تكد سيارة الإسعاف تصل إلى مستشفى البرنوصي (وصلت بعد حوالي 20 دقيقة من سقوطه) حتى كان الفقيد قد أسلم الروح لباريها، ليلحق بين صفوف الشهداء الذين قدمهم الشعب المغربي فداء لفلسطين. كان الفقيد مثالا للأخلاق العالية، مناضلا صلبا عرفته ساحات الدارالبيضاء وأزقتها في كل المعارك النضالية، وخاصة التضامن مع فلسطين والعراق «ضد المشروع الاستعماري الصهيوني الأمريكي»، وكان شعاره الدائم «فلسطين أولا»، كما كان مناضلا يجمع ولا يفرق. ترعرع ونشأ الفقيد في حي شعبي بدرب السلطان بزنقة بني مكيلد، وكان يبلغ من العمر 52 سنة، وهو أب لطفلين. عايش أحداث مدنية الدارالبيضاء في ال23 مارس 1981، كما شارك في إضراب 1981. والتحق بصفوف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سنة 1982، وهو من رواد الحركة النقابية بقطاع التبغ واحد نشطاء الاتحاد المحلي، وعضو بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كما ارتبط اسمه بعدد من لجان التضامن، وكان ناشطا كبيرا في تنسيقية مناهضة ارتفاع الأسعار. الزعيم النقابي نوبير الأموي كان يعتز به كثيرا، وقد انتقل صبيحة أمس من مقر سكناه إلى منزل الفقيد بدرب السلطان، حيث قدم العزاء بنفسه إلى عائلته الصغيرة وتمت مواراة جثمانه بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء.