بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    وزير العدل يدعو إلى عدم التشدد في منح العقوبات البديلة بدعوى عدم التوفر على الإمكانيات    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    غارة إسرائيلية قرب دمشق ونتانياهو يقول بأنها "رسالة حازمة" لسوريا بشأن حماية الدروز    مأزق نظام الجزائر من الاستفتاء إلى الحكم الذاتي    حصيلة جولة أبريل للحوار الاجتماعي.. التزامات جديدة بتحسين الدخل ولجنة وطنية لإصلاح التقاعد    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    موتسيبي: "كان 2025" بالمغرب سيكون أفضل احتفال بكرة القدم الإفريقية    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    شرطة القصر الكبير توقف "الروبيو"    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    ضياع المعرفة في فيض الجهل الرقمي.. بورقية تحذر من مخاطر غياب التربية الرقمية في المناهج الدراسية    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    انتخاب البابا الجديد ..    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    نجاح دورة جديدة لكأس الغولف للصحافيين بأكادير    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    حاجيات الأبناك من السيولة بلغت 129,8 مليار درهم    سيميوني يستفز برشلونة قبل مباراتهما في نصف النهائي    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلوي: طبّ التشبيب وتمديد الحياة حقق نتائج باهرة وأصبح يتحدّى الموت..
قال للمساء إنّ عمر الإنسان ارتفع بشكل ملحوظ وسيصبح متوسط العمر في 2050 هو 150 سنة..
نشر في المساء يوم 12 - 04 - 2013

في هذا الحوار يؤكد الدكتور عزّ الدين العلوي المدغري، رئيس الجمعية المغربية الملكية لطب التجميل
وتمديد الحياة Longévité، وأول من أدخل طب تمديد العمر (التشبيب) إلى المغرب، أن هذا الطبّ الجديد يسعى إلى منح الإنسان الحياة لأطول فترة ممكنة، ولكنْ في صحة جيدة، مضيفا أنّ «طب التشبيب لا يهتمّ بأسئلة من قبيل هل الإنسان مريض أم صحيح، وإنما يهتم بأمور أكثرَ أهمية وهي «Le bien être»، التي تعني بالدارجة أنّ يكون الانسان «بخيرْ».. مشيرا إلى أنّ «البشرية تتجه بسبب التقدّم العلمي في مجال الطب إلى التفكير في «تحدي» الشيخوخة والموت، ما دمنا نعرف الآن أسبابها وطرُقَ علاج مسبباتها».
- أنت أول من أدخل طب «Anti- âge» (تمديد العمر -التشبيب) إلى المغرب.. بماذا تعرّف هذا النوع الجديد من الطبّ لمن يجهله؟
بالفعل، هو طب حديث جدا، فنحن في 2013 ونحتفل هذه الأيام في مونتي كارلو في فرنسا بالمؤتمر ال11 عالميا لطب «Anti- âge»، ممّا يعني أنه طب جديد حتى في البلدان المتقدّمة.. طب تمديد العمر هو، خلافا للطب التقليدي والقديم (إذا جاز تسميته كذلك، لأنّ الطب القديم يربط زيارة الطبيب بالمرض) لا ينتظر الشخص إلى أن يسقط فريسة للأمراض كي يزور الطبيب.. هو طب احتياطي، يقوم بالتصدّي للأمراض بصفة استباقية، ويقتضي السّعي وراء الوقاية عوض انتظار العلاج..
وتطور التحليلات ودراسة الجينات هي التي كانت وراء ولادة طب «التشبيب».. ويجب أن نعلم في هذا الصدد أنّ عمر الإنسان ارتفع بشكل ملحوظ في القرون القليلة الماضية، ففي عهد الرومان مثلا كان متوسط عمر الإنسان لا يتعدى 30 سنة تقريبا.. الآن في المغرب وصلنا إلى 80 عاما بالنسبة إلى المرأة و78 عاما للرجل، وفي لفرنسا 83 عاما للمرأة و80 عاما للرجل.. وقد دفع التطور الهائل، في المجال الصحي عموما، إلى توقعات جدية بأنْ يصبح متوسط عمر الإنسان بحلول سنة 2050 هو 150 سنة..
-ما الذي جعل معدَّلَ عمر الإنسان يرتفع بهذا الشكل؟ أنت ذكرت عهد الرّومان، بينما هناك من لا يزال يعتقد أنّ الإنسان قديما كان يعمّر طويلا، ومع امتداد الزمان بدأت تنخفض أعمار الناس؟
هذا غير صحيح بالمرّة، فعامل تطور اللقاحات والمضادات الحيوية الموجودة اليوم، وتطور التحليلات والدراسة الجينية.. أعطت أفكارا مبهرة عن حياة الإنسان، وهي التي زادت من أعمار الناس.
- ما هي أهداف هذا الطبّ الجديد؟
ببساطة، هي أن يعيش الإنسان لأطول فترة ممكنة، ولكنْ في صحة جيدة.. إنّ طب «التشبيب» لا يسعى إلى تمديد العمر مع ما يُخلّفه ذلك من عجز، بل الرهان هو أن يُعمّر الإنسان في الحياة بصحّة جيدة.. لكنْ بداية دعنا نتحدّث عن أسباب الشيخوخة وموت الإنسان..
- تفضل.. ما هي أسباب الشيخوخة والموت؟
لقد جاء هذا السؤال إثر ملاحظات في العالم من طرف العلماء الرّائدين في ميدان العلوم الطبية. لقد توصلوا إلى أنّ الحمية المتوسطية تتسم بإطالة العمر، ففي المناطق المحاذية لليونان هناك إقبال كبير على تناول زيت الزيتون ولا يكثرون من اللحوم وينامون بشكل أفضل ولهم عادة القيلولة، وغيرها.. ووجدوا في جزيرة يوكيناوا في اليابان شعبا هم أكثر المعمّرين بصحة جيدة في العالم. ففكر العلماء في المكوث معهم للبحث في أسرار حياتهم، وخرجوا بملاحظات سنعرج عليها لاحقا، وهي التي ستكون إحدى دواعي وجود هذا الطب الجديد.
وبالرجوع إلى السؤال عن أسباب الشيخوخة (يمكن أن أذكرها لك بعجالة كبيرة ونستطيع التفصيل فيها لاحقا) هناك مجموعة من العوامل، منها اختلال الرأسمال الجيني، نمط العيش، السكر الأبيض، السمنة، الشحوم الباطنية (الموجودة في البطن) طريقة الأكل، الخمول والكسل، السهر والأرق وقلة النوم، التلوث، والتوتر (السّتريس).. هذه العوامل كلها تسبب الأمراض التي تنهك الجسم إلى أن تحيله على «التقاعد المبكر»، وأقصد الشيخوخة، التي تختلف عن الكبَر..
- ما هو الفرق بين الشّيخوخة والتقدّم في السن، إذن؟
الشيخوخة غير مرتبطة بالسّن، فيمكن أن تجد شخصا في الثلاثين من عمره ويعاني من التعب والإنهاك، أي ما نسميه «الشيخوخة»، بينما يكون هناك شخص متقدم في العمر ولكنْ لا يزال يحتفظ بصحة جيدة وأبعد عن الشيخوخة.. الفرق واضح جدا، وهدف طب «تمديد العمر» هو محاربة الشيخوخة.
- هذا الطب يتحدّى الموت بطريقة ما.. أليس كذلك؟
هل تعلم أنّ هناك أحاديث نبوية تتكلم دائما عن طول العمر، وأدعية وأذكارا تفيد من يردّدها في «إطالة العمر».. ماذا يعني هذا؟ بكل بساطة أنّ الإنسان سيد عمره، ويجب أن يتعلم كيف يدبّره بُشكل جيد حتى يعيش لأطول مدة ممكنة.. فالأمراض التي كان الإنسان يقول إنها قضاء وقدَر تبيّنَ أن الإنسان هو الذي يسببها لنفسه بسبب الجهل بخطورة ممارساته.. ويمكن في حالة الوقاية أن يتجنب الوفاة بسبب هذه الأمراض.. هدف طب «تمديد العمر» هو تحسين وظائف الجسم وتمديد الحياة بشكل أفضل وسعيد، فالطب التقليدي يعالج المرض والطب الجديد يقوم بالوقاية وتحسين تركيبة الإنسان نفسيا، جسديا، جنسيا وجماليا.. والمهم جدا هو تحسين المناعة الدفاعية.
- كيف نحسّن المناعة لتجنب الأمراض وإطالة العمر؟
تلعب التغذية دورا كبيرا في حياة الإنسان، بيد أنه في هذه النقطة تحديدا ليس المهم فقط التغذية لكنْ طريقة الطبخ ووقت الأكل والتغذية نفسها.. يجب أن تعلم هنا أنّ الهرمونات الموجودة في الجسم تتطلب مواد في الأكل حتى تكون في شكلها السليم وفي عددها الكافي.، مثلا هرمون الغدة الدرقية «thyroïde»، يعاني أحيانا من الاختلال بسبب غياب المواد التي تحتاج إليها للعمل بشكل عادي وفعّال. وهذه المواد نأتي بها من التغذية الغنية والسليمة، مثلا المادة الأساسية للغدة الدرقية هي اليُود، وهذا هو الدافع الذي يجعل ضرورة وجود اليود في الملح (حتى في المغرب يلزم وجودها في الملح، لكنْ لا أدري إن كان هذا مطبقا في الواقع).. هذه الغدة هي المسؤولة عن مزاج الإنسان (قلقه، فرحه، ابتهاجه).. وذاكرته وحتى التفكير كذلك. في كندا، مثلا، عندما يزداد الطفل يقوم الأطباء بفحص هرمون الغدة الدرقية، لأنهم واكتشفوا أنّ ما نسميه بالدارجة «التكلاخْ»، أي البلادة والغباء، تكون أسبابه هو نقص في هرمون الغدة الدرقية.. وفي الحالات التي تعاني من النقص يتم متابعة الهرمون بمواد داعمة حتى يرجع الشخص إلى الحالة العادية، وربما يصبح ذكيا.
وبالتالي فطب «التشبيب» أو «تمديد العمر» لا يهتمّ بأسئلة من قبيل هل الإنسان مريض أو صحيح، ولكنْ هل المواد الموجودة في الجسم كافية أو غير كافية. فرغم أنّ التحاليل تكشف أن الإنسان غير مريض وعادي صحيا، فإنّ طب التشبيب يهتمّ بأمور أكثر أهمية، وهي «le Bien être»، مع الأسف هناك مشكل المصطلح، لكنْ يمكن أن نترجم ذلك بالفصحى ب»الرفاه والسّعادة»، وبالدارجة فالمصطلح أكثر دلالة حينما نقول «بخيرْ».. وبالإشارة إلى «Bien être» نحن نعرف أن الإنسان لكي يكون مردوده جيدا يجب أن يكون «بخيرْ» وأن يعيش بشكل جيد من جميع النواحي: جسديا ونفسيا وجماليا.. وأعطيك مثالا: فالإنسان الذي يحمل تشوهات خلقية يعاني من عقد نفسية ولا يعيش «بخيرْ»، وأنا أرى هذا الأمر بشكل يومي بحكم عملي كطبيب مختصّ في التجميل.. هذا الطب الجديد له علاقة جد وطيدة بالجمال.
وإضافة إلى التغذية يجب أن تتم ممارسة الرياضة، فأحد أسباب وجود أكبر المعمّرين في «أوكيناوا» هو أنهم يشتغلون وفي حركة دائمة، ويتناولون الطحالب بشكل أكبر، إضافة إلى النوم وتفادي السّكر الأبيض والشحوم واللحوم الضارّة.. لكن نسيت عاملا آخر قاتلا للذات البشرية هو «السّتريس والسّلبية»..
- في هذه النقطة تحديدا، ألا تعتقد أنّ جل الناس في الظروف التي نعيشها اليوم يقعون تحت الضغط والتوتر ومع ذلك يُعمّرون أكثر من أجدادهم القدامى؟
دعني أشرح لك مخاطر التوتر لكي يتضح لك الأمر أكثر، فهناك علاقات كثيرة للأمراض التي يصاب بها الإنسان ب»السّتريس» والسلبية. الانفعال والتوتر اللحظي هو مفيد ومنعش للجسم. لكنّ التوتر الدائم (الإنسان كثير الشك، غير الصّبور، غير المنظم).. قاتل للجسم ويؤدي إلى الشيخوخة المبكرة. يجب أن نكون متفائلين دائما ونتجنب السلبية في حياتنا. فهناك نوعان من الهرمونات في الدم «Catecholamine» (هي هرمونات الهروب والقتال، يتم إفرازها بواسطة الغدد الكظرية، كردّ فعل للتوتر والضغط، وهي جزء من الجهاز العصبي الودي السمبثاوي) و «Noradrenaline» (هرمون وناقل عصبي تفرزه غدة الكظر، وهي تقع فوق الكلية، حيث ينتج في الخلايا أليفة الكروم في لبّ الكظر، وهو يعمل على زيادة نبض القلب وانقباض الأوعية الدموية، وفي المجمل يؤدي إلى تحضير الجسم لحالات الكر والفرّ). تصور شخصا يصاب بالتوتر وتتقلص أوعيته الدموية بشكل يوميّ وبانقباض في قلبه، كيف سيعيش جسمه 10 سنوات فقط.. بدون شك أنه في يوم ما سيتعرض لأزمة قلبية..
- ما الحل إذن؟
يؤدي التوتر إلى إفراز هرمون الكورتيزون، الذي يُعتبر من الهرمونات المُدمّرة للصحة، لأنّ الجسم يفرز هرمونات جيدة وسيئة. الكورتيزون هو الذي يسيّر التوتر، فعندما تكون هناك إفرازات مكثفة لهرمون الكورتيزون تُدمَّر الهرمونات الجيدة، وهنا يكون الجسم أمام الفراغ، لأنه لا يجد الهرمونات التي تسمح له بالعمل بشكل عادي وفعّال، وبالتالي يجب الاهتمام بكل ما يريح النفس والجسم، خاصة مسألة اعتناق الأديان (بصفة عامة) أو الاستماع للموسيقي أو للقرآن أو مشاهدة الأفلام أو ممارسة الرياضة.. كل واحد يجد راحته في شيء بذاته، ويجب التركيز إذن على ما يحقق البهجة للذات. يجب التخلي بين الفينة والأخرى عن العمل والروتين والإقبال على الأشياء الجالبة للمتعة والسعادة مثل السفر..
- ننتقل الآن إلى مرحلة الاستشارة، كيف هي الاستشارة والفحص في هذا النوع من الطب؟
يأتي عندنا الشخص ويطلب استشارة Anti- âge. ونحن عندنا استمارة في 8 صفحات، ندخل مع المريض في تاريخ أجداده.. وحياته وهو صغير وحياته في اللحظة الحاضرة.. من خلال هذه الاستمارة نتوجه إلى الهرمونات ونرى هل فيها نقص أو اضطراب... ومن خلالها نكتشف كل السلبيات في صحة هذا الشخص. بعد ذلك نقوم بتوجيهه إلى المختبر لإجراء تحليلات خاصة (اليوم أصبح 50 في المائة منها تُجرى في المغرب والباقي في الدول الأوربية، حيث يتم إرسالها عبر الطائرة والحصول على النتائج بعد ذلك).
وعندنا آلة «Impedancemetre» تعطينا تركيبة الإنسان: وزنه، كم يحمل من الشحوم، عظامه، دمه، كم من الشحوم في بطنه، كم يستهلك من الطاقة، وزنه الحقيقي ووزنه المثالي والمُفترَض وعمره الحقيقي والمُفترَض... يأتيني، مثلا، شخص عمره 35 سنة، وحينما نقوم بفحصه بواسطة الآلة تعطينا 45 سنة كعمر بيولوجيّ، بسبب الشحوم والوزن والتوتر وغيرها من المشاكل.. إنّ هدف الطبيب هو أن ينقص من العمر، حيث في مدة 6 أشهر أو سنة من المرافقة الطبية يأتي الفحص بنتائج مذهلة، وكلما كانت المرافقة أطول يربح المزيد من السنوات في عمره، وهناك حالات لأشخاص في الستين من العمر لا يمكن إلا أن يعتقد الإنسان أنّ سنهم الحقيقي هو 35 أو 40 سنة..
نكتشف خلال هذه المرافقة (التي لا أريد أن أسميها معالجة لأنّ الشخص ليس مريضا) أنّ هناك مواد ناقصة في الجسم، ونقوم بعد ذلك بتعويضها بمواد «Bio-identiques» أيْ شبه طبيعية، وهي خالية تماما من أية مواد كيميائية. وإضافة إلى ذلك، نقوم بما يسمى «préparation magistrale»، وهي أن نطلب من صيدليات خاصة بصناعة مادة (حتى لا نقول دواء لأنه ليس مريضا كما قلنا آنفا) لهذا الشخص.. هذه المادة فيها مكونات تنقصه في جسمه، مثلا خليط من تلك المواد (0.5 غرام من الزنك، 1 غرام من المنغنيزيوم).. لكي تشتغل الغدة الدرقية أو الكليتان بشكل جيد.. وهناك مادة «DHEA»، وهي «أم الهرمونات»، ومع الأسف لا تباع بعدُ في المغرب، يمكن أن تشتريها عن طريق الأنترنت وفي أي مكان في الولايات المتحدة، ما يعني أنها «عادية».. نتمنى أن تجد طريقها إلى الصيدليات المغربية قريبا، لأنّ الناس الذين نصف لهم هذا النوع من المواد لا يجدونه إلا في البلدان الأوربية القريبة، مثل بلجيكا وفرنسا.. و«DHEA» هي مادة عجيبة وفعّالة وأثبت سلامتها ولم تعد مصدرَ تخوف.
كما أنّ هناك كذلك أجهزة كمبيوتر وبرنامات «logiciels» يتم ربطها مع جسم الإنسان فتقدّم لنا الحالة الصحية للشخص. حتى تحليلات الدم وغيرها يأخذها برنام خاص مباشرة من رؤوس الأصابع دون أخذ عيّنات الدم، وكذلك الحال بالنسبة ل»DNA»، الذي يُؤخذ من اللعاب.. هذا البرنام يكون مرتبطا بمراكز طبية جد متطورة في كل من ألمانيا، فرنسا، وبلجيكا.. ويقوم الأطباء داخل هذه المختبرات بمراقبة الآلة، وبعد ذلك نتوصل بجواب (في 15 صفحة) عبارة عن فحص دقيق وتشريح شامل للذات. ونتوصل (فوق ذلك) بإرشادات حول نوع الرياضة الملائمة للشخص والمواد التي يجب أن يتناولها وغيرها..
- لا شك أنّ هذا الطب سيكون خاصا بالأغنياء، أليس كذلك؟
لا أبدا.. هذا الفحص الذي تحدّثت لك عنه لا يتجاوز 2500 درهم، وفي فرنسا 300 أورو.. هذه الآلة غير موجودة في المغرب حاليا، وسأقتنيها خلال الأيام المقبلة.. أعتقد أنّ 3000 درهم ليست بالثمن الباهظ إذا أخذ الإنسان تقويما علميا شاملا بخصوص صحته.. اليوم في أمريكا هناك آلات تتطور في اتجاه أن يصير «أيباد» و«أيفون»، مثلا، يؤديان دورَ المراقب للحالة الصحية، حيث يوضع خاتم كبير في شكل مشدّ على الرأس ويعطي معلومات عن الحالة الصحية لأحد المراكز الصحية التي تتكلف بإبلاغ الشخص بكل المواد الضارة التي تناولها قبيل عملية الفحص.. ويتوصل الإنسان يوميا بتقرير عن حالاته الصحية واقتراحات المركز في حالة إهمال الرياضة مثلا أو عدم تناول مادة معينة في الوقت المُحدَّد لها..
- إلى أين يريد الإنسان أن يصل؟هل صار يفكر في إمكانية العيش إلى الأبد؟
يسير العلماء في اتجاه تمديد العمر البشري إلى 150 عاما بحلول سنة 2050.. هذا التوقع لم يعد مصدر نقاش. وهناك من يسعى فعلا إلى تحدّي الموت، ولا يجب أن ننظر إلى هذه الفكرة نظرة قصيرة أو بخلفيات دينية مُعيَّنة، فما دام الإنسان يعرف سبب موته فهو قادر مستقبلا على تفادي الأمور التي تسبب العلل والإنهاك للجسم.. أنا هنا لا أتكلم عن شخص تعرّض لحادثة سيارة أو انهيار أحد المباني عليه أو ما شابَهَ ذلك.. أتكلم عن شخص عادي يعيش حياة عادية، ويتعب ويمرض، ثم يموت.. العلماء يتصدّون اليوم للمرض قبل حدوثه بطب «تمديد العمر»، وهو الكفيل بإطالة صحة الإنسان لأطول مدة ممكنة وبصحة جيدة. ويجب أن نعلم أنّ الإنسان قد تغيّرَ كثيرا في القرون القليلة الماضية، ومستقبلا لن يصبح الإنسان بهذا الشكل، سيتوقف عن الأكل بهذه الطريقة وسيصبح يتناول أقراصا بعينها «تجمع» له كل المكونات
والمواد التي يحتاجها الجسم للحياة بشكل أفضل.




عز الدين العلوي المدغري في سطور
رئيس الجمعية المغربية الملكية لطب التجميل
وتمديد الحياة «Longévité»،
عضو الجمعية الفرنسية لطب التجميل وتمديد العمر (التشبيب أو محاربة الشيخوخة) Anti -Age؛
أول من أدخل طب «تمديد العمر» إلى المغرب؛
تخرَّجَ من كلية الطب في جامعة باريس (ريني ديكارت)؛
مالك ومدير مصحة الياسمين في الرباط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.