تعتبر الغدة الدرقية من الأعضاء المهمة في الجسم البشري بالنظر للوظائف المهمة التي تؤديها، ومخاطر الاضطرابات التي تصيبها، والتي تؤثر على إفرازاتها، والتي غالبا ما ترتبط بالنمط الغذائي للإنسان، ونقص مادة اليود في غذائه. فيما يلي تقدم الطبيبة الاختصاصية في السكري والغدد والحمية عهد عاشور تعريفا للغدة الدرقية ووظائفها داخل الجسم بالإضافة إلى التغذية التي يجب أن يحرس الإنسان على تناولها لتجنب اضطرابات الغدة الدرقية. الغدة الدرقية هي عضو موجود على مستوى العنق، وبالتحديد في مقدمة العنق من الأسفل. والغدة الدرقية عضو مهم في عملية الاستقلاب، لأنها تفرز نوعين من الهرمونات t3 و t4 التي تدخل في استقلاب الجسم بكامله. وتقوم الغدة الدرقية بدور هام خاصة في تنظيم الكالسيوم في الدم. إفراز هذه الهرمونات لا يمكن أن يكون موجودا بدون وجود مادة اليود في الدم، وأي نقص في مادة اليود يؤدي إلى خلل في توازن الغدة الدرقية، والذي غالبا ما يظهر على شكل نقص في إفرازات الغدة الدرقية، أو ظهور أورام حميدة ناتجة عن نقص في مادة اليود. الغدة الدرقية مهمة في استقلاب الجسم يمكن أن يعاني المريض من هبوط في الغدة الدرقية أو الغدة الدرقية السامة التي تنقسم إلى أنواع كثيرة مثل الورم السام والورم الذي يكون سببا في جحوظ العينين وغيرها من الأنواع، فهذا العضو الذي لا يتجاوز وزنه 30 غراما وظيفته كبيرة في استقلاب الجسم بكامله من الرأس إلى القلب والأعصاب والأمعاء والجهاز الهضمي والجلد وانتهاءا بجميع أعضاء الجسم. اليود مهم لنجاح عمل الغدة الدرقية بالنسبة لعلاقة الغدة الدرقية بالتغذية يعد اليود مكونا هاما في نجاح عمل هذه الغدة، وعدم تواجده أو أي نقص فيه يؤدي إلى خلل في توازن هرمونات الغدة الدرقية، لذلك فتغذية الإنسان المصاب باضطرابات الغدة الدرقية، يجب أن تكون غنية بمادة اليود التي توجد بكثرة في الأسماك البيضاء خاصة، وأيضا في زيت السمك، وأيضا في فواكه البحر، وأيضا هنا في المغرب الملح الغني باليود متوفر في جميع المحلات والأسواق، وهذا الملح مفيد ويمكن استعماله في الطعام لأنه لا يغير طعم المأكولات، وهذا يمنحنا الكميات التي يحتاج إليها الجسم من اليود. سكان المناطق الجبلبية أكثر عرضة للإصابة هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص مادة اليود في الجسم، الشيء الذي يتسبب لهم في اضطرابات الغدة الدرقية، مثل الناس الذين يعيشون في الجبال خاصة مناطق الأطلس المتوسط والريف وسوس تافراوت، لأنهم يشربون ماء الجبل الذي لا يحتوي على مادة اليود، لذلك فتناول هذه المادة وإضافتها في الطعام مهم جدا بالنسبة لهذه الفئة من الناس، وسكان هذه المناطق غالبا ما يعانون من تضخم في الغدة الدرقية الناتج عن نقص اليود. أما في المناطق التي يعتمد الناس فيها على تناول السمك بنسبة كبيرة فإنهم لا يعانون من تضخم الغدة الدرقية الناتج عن نقص مادة اليود، وحتى الاضطرابات التي يعانون منها في الغدة الدرقية فإنها تكون ناتجة عن أسباب أخرى. الأسماك والملح الغني باليود يتبين إذن أن الناس يجب أن يحرصوا على تناول اليود بكثرة والأسماك لأنها مهمة وتساعد على إكمال وظائف الغدة الدرقية، أما الناس الذين يعانون من الغدة الدرقية السامة فنادرون وعادة ما تكون بسبب تسمم في مادة اليود وهذه الحالات قليلة، وفي هذه الحالة لا توجد حمية أو وجبات خاصة للمرضى. أما فيما يخص الخضر والفواكه فيمكن للمريض بالغدة الدرقية أن يتناولها بشكل عادي، إلا أن هناك من يقول إن اللفت له دور في إنقاص إفراز هرمونات الغدة الدرقية، لأنه من المرجح أن تكون له علاقة باليود الذي يؤثر على مفعوله ووظيفته في الجسم. مجيدة أبوالخيرات