عاد شبح الفيضانات ليسود جهة الغرب الشراردة بني احسن مجددا، بعدما بدت في الأفق، طلية الأسبوع المنصرم، مؤشرات تكرار كارثة السنوات الماضية، لاسيما في ظل ارتفاع انسياب مياه نهر سبو وباقي الوديان المتواجدة في المنطقة، بفعل إفراغ كمية كبيرة من مياه سدود الجهة. وأدت سيول المياه الناجمة عن فيضان واد سبو وبعض روافده، أول أمس، إلى إتلاف آلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية في الجهة و»محاصرة» العديد من الدواوير، كما تحدثت بعض الأخبار عن انهيار أزيدَ من 15 منزلا طينيا في دوار يقع في نواحي إقليمسيدي قاسم. ورغم الوضع الخطير الذي بات يُهدّد العديد من مناطق هذا الإقليم، فإنّ شكيب برقية، عامل إقليمسيدي قاسم، لم يُحرّك ساكنا، وقالت عدة جهات إن العامل «منشغل» هذا الأيام بالدفاع عن نفسه في مختلف الاجتماعات بشأن اتهامه بالتحيّز لفائدة مرشح حزب الحركة الشعبية خلال الانتخابات البرلمانية الجزئية التي عرفها الإقليم مؤخرا. وبدت معظم الضيعات والأراضي الفلاحية المنتشرة على جنبات الطريق الجهوية 413، الرابطة بين مدينتي مشرع بلقصيري وسيدي قاسم، والتي كانت مقطوعة في وجه حركة السير، شبيهة بالأحواض المائية، بعد أن غمرتها السيول بالكامل، مخلفة أضرارا بليغة بمحاصيلها. وقال محمد النايصة، رئيس جماعة «الصفصاف» في إقليمسيدي قاسم، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إنّ منطقته مُقبلة على «كارثة»، بعدما تسببت سيول نهر سبو، الذي ارتفع منسوبه بفعل إفراغ سد الوحدة، في عزل مجموعة من دواوير الجماعة، نافيا وجود أي خسائر في الأرواح، أو سقوط دور سكنية، مشيرا في الآن نفسه إلى أنّ دواري «المخاشين» و»النقاقشة» أصبحا مُحاصَرين كليا بالمياه، وأنّ الطريق الرابطة بين سيدي علال التازي ومشرع بلقصيري أصبحت مقطوعة في وجه حركة السير، وساهم في ذلك بشكل كبير التأخرُ في إنجاز أشغال قنطرة «البريبر». وفي جماعة «الحوافات»، كشف عبد الإله مفتاح، نائب رئيس الجماعة وعضو الغرفة الفلاحية، أن فيضانات سبو غمرت الأراضي الفلاحية في كل من دواوير (الحميديين والقواطة والخراصة واعزيب السحيم وأولاد عمران).. وأكد أنّ المواطنون يستعملون الجرّارات الكبيرة في التنقل لقضاء أغراضهم، مضيفا أن المواشي باتت مُهدّدة بالجوع نتيجة ندرة العلف والكلأ.. وأفاد مفتاح أن السيول أتلفت أراضي الشمندر في المنطقة، وهو ما ألحق خسائر مادية جسيمة بالعديد من المُزارعين، الذين اضطر أغلبهم إلى بيع بهائمهم لتغطية نفقات هذا الموسم الفلاحي، وختم قائلا: «منذ شهر شتنبر ونحن نطالب المصالح المعنية بمياه السقي، لكنْ دون جدوى، وها نحن اليوم نتفاجأ بإفراغ مياه السد دون إشعارنا». وتشير بعض المعطيات الأولية إلى أن الطريق الرابطة بين سيدي قاسم وطنجة أضحت «مقطوعة»، بسبب فيضان سبو، الذي غمرت مياهه العديد من دواوير هذه المنطقة، كالزياينة واعزيب الصحراوي واعزيب الحاج عدي والمخاشيم. ولا يختلف هذا الوضع كثيرا عما وقع في جماعة «الرميلة»، فقد غمرت المياه ما يزيد على 3500 هكتار. وأكد محمد البغاري، المستشار في المجلس القروي لهذه الجماعة، أنّ الفيضانات تهدد دواوير (الملاقيط والعساكرية والكبارتة والعبابدة)، مضيفا أن المنطقة برمّتها عانت خلال هذه السنة من السيول ثلاث مرات. وفي إقليمالقنيطرة، ما زالت العديد من دواوير جماعة «المكرن»، التي تضمّ (قرية طناجة، والبغيلية، وأولاد عامر، وأولاد موسى، وتعاونية الخير، وأولاد بلخير) مهددة بفيضان «واد بهت»، وكشف فاعل جمعويّ يقطن في المنطقة أنّ مساحات كبيرة مزروعة غمرتها المياه، وقال إن محصولات ما يقارب 500 هكتار من الأراضي الفلاحية قد أتلِفت.