لقيت سيدة مسنة، تبلغ من العمر 75 سنة، وحفيدها «ز. ي»، 19 سنة، حتفهما غرقا، أول أمس الاثنين، بعدما جرفتهما سيول مياه الأمطار بمنطقة «أولاد مسعود»، جماعة «مولاي عبد القادر» دائر ة حد كورت، إقليمسيدي قاسم. ووجد المواطنون صعوبة بالغة في إنقاذ الضحيتين، بسبب قوة جريان المياه، التي غمرت، أيضا، أزيد من 500 هكتار من الأراضي الفلاحية، وحاصرت أزيد من 10 دواوير، فيما قطعت الطريق الرابطة بين حد كورت وزان وحد كورت مصمودة، وحد كورت مشرع بلقصيري، مما أدى إلى شلل تام في حركة السير بالمنطقة، وإلحاق خسائر مادية جسيمة بممتلكات السكان. وبنفس الإقليم، اجتاحت سيول المياه، الناجمة عن فيضان نهر سبو، العديد من الدواوير بمنطقة «البريبر»، الموجودة بنواحي بلدية «مشرع بلقصيري»، إقليمسيدي قاسم، وحاصرت كلا من جماعة «الحميديين» و«اعزيب الحاج الهادي» و«أولاد عمران»، فيما تم إغلاق الطريق الرابطة بين مدينتي سيدي قاسم وطنجة، إلى وقت لاحق. من جانب آخر، أدت الفيضانات التي غمرت مدينة «سيدي يحيى الغرب» بالكامل، طيلة اليومين الماضيين، إلى تدخل عناصر القوات المسلحة الملكية للمساهمة في عمليات الإنقاذ، التي شارك فيها أيضا رجال الوقاية المدنية ووحدات التدخل التابعة لمصالح مديرية التجهيز. وشوهد أفراد من الجيش وهم يتجهون، عبر قوارب مطاطية، صوب نقط محددة بمحيط المدينة، لتحويل مجرى المياه، ومنع زحفها على التجمعات السكنية، بفعل الصبيب المرتفع لوادي «الحيمر». وقد تسببت سيول المياه الجارفة في تحطم جانب كبير من حائط إعدادية «ابن ياسين»، التي أصبحت معزولة عن محيطها، خاصة في ظل سد المجرى القديم المتجه نحو حي الفتح، مما ألحق أضرارا بليغة بها. كما غمرت المياه أجزاء كبيرة من حي الوحدة1 و2، ومدرسة «علي بن أبي طالب»، ومستشفى الولادة، ودار الثقافة، وعمارات الموظفين، وثانوية «ابن زيدون»، ومستوصفا، ومفوضية الشرطة، والحي الإداري بوسط المدينة. وقد أدى هذا الوضع إلى تعطل الدراسة بالمؤسسات التعليمية الموجودة بالمدينة، وإتلاف العديد من المنشآت، وإغلاق مجموعة من المسالك الطرقية، واعتبار أحياء بالمدينة مناطق منكوبة. وحمل المواطنون، في تصريحات متطابقة، مجالس البلدية والإقليم والجهة مسؤولية الحجم المرتفع من الخسائر التي لحقت بمدينتهم، جراء هذه الفيضانات، وقالوا إن القائمين عليها كانوا على علم بالخطورة التي يشكلها وادي «الحيمر» على المنطقة، خلال فترة التساقطات المطرية، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا، لتحويل مجراه، في اتجاه وادي «تيفلت»، قبل حدوث الكارثة.