أودت الأمطار الطوفانية التي عرفتها المملكة خلال الأيام الماضية بحياة 8 أشخاص. بكل من القنيطرة وتارودانت ومراكش وتارجيست، وأصيبت امرأة في مقتبل العمر بعد انهيار منزلها بالمدينة القديمة بفاس، فيما سجل انهيار حوالي 60 منزلا بعدد من الدواوير بسيدي سيلمان بعد ارتفاع منسوب وادي فاس الذي يعبر المدينة. ولقي 4 أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم عقب انجراف للتربة جراء تساقطات ثلجية كثيفة وأمطار غزيرة عرفتها المنطقة، مما تسبب في انهيار منزلهم المبني بالطين بالجماعة القروية بني إموكزن بإقليمالحسيمة. ونقل شهود عيان أن الضحايا كانوا نائمين لحظة انهيار المنزل. وبمدنية مراكش، لقي شخصان مصرعهما جراء انهيار جزئي لمسكنهما, في حين أصيب شخص ثالث بجراح بالغة الخطورة. وقد وقع الحادث ب«دوار الفخارة» في حي «عين عطي»، وأودى بحياة الأب 75 سنة وابنته 12 سنة، كما أصيبت في الحادث امرأة تبلغ من العمر 49 سنة ونقلت على وجه السرعة إلى مستشفى إبن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية. وبمدينة القنيطرة لقيت سيدة مسنة، تبلغ من العمر 75 سنة، وحفيدها «ز. ي»، 19 سنة، حتفهما، غرقا، بعدما جرفتهما سيول الفيضانات بمنطقة «أولاد مسعود»، جماعة «مولاي عبد القادر» دائر ة حد كورت، إقليمسيدي قاسم. وتعيش دواوير الغازي أولاد بورنجة ولغريمات أولاد موسى بنحسين بنواحي سيدي سيلمان عزلة تامة نتيجة الفيضانات التي عرفتها المنطقة بعد ارتفاع منسوب واد فاس، حيث ما زال السكان محاصرين دون أن تصلهم إلى حد الآن أية مساعدة. وقد قضى سكان دوار سيدي موسى ليلتهم في العراء بالقرب من مقبرة الدوار. كما سجلت إصابات خفيفة وإغماءات في صفوف ساكنة المنازل المنهارة التي قدرها شهود عيان بحوالي 70 منزلا، دمرت بالكامل. كما تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار قنطرة تربط الجماعتين القرويتين بيزداد وسيدي غانم بإقليمالصويرة دون أن يخلف ذلك ضحايا. وقد شرع في استغلال هذه القنطرة, التي شيدت على وادي بيزداد دائرة تامنار بطول ثمانية أمتار, منذ سنة 1996. كما قطعت بعض الطرق في وجه حركة المرور نتيجة الأمطار الغزيرة التي عرفها الإقليم خلال الأيام الأخيرة. وتشهد المملكة حاليا موجة من الاضطرابات الجوية مرفوقة بهبوب رياح قوية وصلت سرعتها إلى 80 كلم في الساعة، وأمواج قد يصل علوها إلى 9 أمتار على سواحل الواجهة الأطلسية. وعزا محمد بلعوشي، عن مديرية الأرصاد الجوية، هذه الاضطرابات الجوية إلى تمركز منخفض جوي شاسع وعميق كان يتوسط شمال المحيط الأطلسي ويدفع بكتل السحب الممطرة نحو غرب أوربا وشمال إفريقيا. وأوضح بلعوشي، في تصريح ل«المساء»، أن أهم الاضطرابات التي همت المغرب كانت يومي الأحد والسبت الماضيين مسبوقة برياح قوية فاقت سرعتها 80 كيلومترا في الساعة.