وأنت تتجه جنوبا او شمالا او غربا او شرقا من سيدي قاسم الى مناطق اخرى بالاقليم، تنتابك الرهبة و ينتابك الخوف بسسب ما تراه من مياه على طول البصر، وتشعر معها ان الزمن يعود الى ملايين السنين و تعرف ان الارض كانت مغطاة كما اليوم بالماء ولا أثر فيها لليابسة، هذا هو وضع سيدي قاسم ، ثلاث ساعات من الامطار و السيول ليلة الاربعاء 10 مارس، كانت كافية لتحول سيدي قاسم الى بركة مائية ، فأينما وليت وجهك الا ويتراءى لك الماء من كل جانب ، و ليتحول معها الاقليم الى ساحة حرب حقيقية ويتحول معها الغرب الى منطقة منكوبة... ففي دائرة سيدي قاسم غمرت مياه واد سبو مئات الهكتارات ، و حوصر دوار شموشة دكالة ، اولاد ادليم ، اولاد امسلم من كل الاتجاهات وتحولت الاراضي الى أثر بعد عين ، غطت المياه أراضي البرتقال والشمندر وتجاوزت خسائر النحل مئات الصناديق المخصصة لتربيتها ، كما نفقت العشرات من الابقار والاغنام ، بل ان مياه سبو غطت الطريق الرابطة بين جماعة تكنة و مركز سيدي عبد العزيز. جماعة الشبانات التي لا تبعد عن مدينة سيدي قاسم الا بعشرة كيلومترات حوصرت بشكل تام طيلة ثلاثة ايام، كما هو حال دواوير : الزواية ، ضريد ، ترابنة ، لوية .. جزء كبير من سكان هذه الدواوير تم ترحيلهم الى الثانوية الاعدادية ابن باجةبسيدي قاسم ، حيث يستقر أكثر من 200 مواطن ، و لدى زيارتنا لهذه الاعدادية تبين لنا ان السلطات تحاول التخفيف من المعاناة عن هؤلاء المواطنين ، من شيوخ و أطفال و نساء . بنفس الاعدادية وجدنا مواطنين من دوار الكرينات الواد و الذين هاجمهم واد رضم ليلة الاربعاء، حيث انهارت العشرات من المساكن وضاعت معها أمتعة واجهزة كهربائية ، كما تحدثوا عن انهيارات طينية تسببت في تقليص مساحة القرى المتضررة . و في اتجاه طنجة تضررت كل من : المساعدة ،الحوافات ، دار الكداري وبلقصيري بشكل كامل، حيث تحدث لنا مسؤول بقطاع الفلاحة ان نسبة الاراضي الفلاحية التي غمرتها المياه تجاوزت 90 % ، اما المحاصيل المتضررة بشكل تام فهي القمح بنسبة 80 % ، الارز 70% الشمندر 90 % ، قصب السكر 70% . و تكاد جماعة سيدي عبد العزيز و جماعة الخنيشات ان تكونتا معزولتين عن العالم ، ولكون الطرق المؤدية اليهما مقطوعة قامت السلطات الاقليمية بالاستعانة بطائرات الهيلكوبتر لنقل المساعدات و نقل المواطنين من المناطق المنكوبة . و بسبب الامطار والسيول انهارت طرق و مسالك، اغلبها يربط بين سيدي قاسم ومكناس ، او بين سيدي قاسم و القنيطرة او طنجة، . اما القناطر الرابطة بين سيدي قاسم و باقي المدن فعرفت اختلالات كبيرة و مهددة بالسقوط في حال استمرار التساقطات ، أما الجانب البيئي فيتوقع مسؤولون ومواطنون ان يكون للفيضانات و لانحسار المياه أثر على بيئة اقليمسيدي قاسم بسبب حمل السيول لاطنان من نفايات المطارح و مخلفات القرى والحيوانات النافقة واستقرارها بالقرى والاراضي الفلاحية ، وقد قال مواطنون إن جفاف التربة قد يتطلب شهورا او اسابيع و هو ما قد يعرض حياتهم لاخطار واضرار .