في الوقت الذي يستبشر الكثير من الفلاحين خيرا بنزول الأمطار هذه الأيام، فإنّ مواطنين كثيرين في العديد من المدن أصبحوا يتوجّسون خيفة من هذه الأمطار، لأنها تعمّق هشاشة البنيات التحتية، ففي مجموعة من أحياء العاصمة الاقتصادية تحوّلت الشوارع والأزقة صباح أمس (الجمعة) إلى «مستنقعات» مائية، بسبب الكثير من الحُفر التي توجد في هذه الأحياء، وهو ما تسبب في وقوع ارتباك ملحوظ على مستوى حركة السير والجولان، كما أنّ كميات كبيرة من الأمطار «غمرت» مجموعة من المنازل والفيلات.. وليست هذه المرة التي «تغرق» فيها شوارع وأزقة الدارالبيضاء في مياه المياه، بل اعتادت العاصمة الاقتصادية على هذا الأمر، ويرجع ذلك، حسب مصدر «المساء»، إلى الطريقة التي يتم بها تعبيد الشوارع، والتي لاتسمح بتسرب المياه بشكل سلس إلى قنوات الصرف الصحي. وقال المصدر ذاته «إن الأمطار تسبب بشكل مباشر في تعميق حدة أزمة البنيات التحتية، وخاصة في الجوانب المتعلقة بانتشار الحفر». ويعتبر بعض المراقبين للشأن المحلي أنّ من بين الأمور التي تجعل الدارالبيضاء «تغرق» عدم بذل مجهود كبير لتنقية قنوات الصرف الصحي قبل بداية فصل الشتاء، لأنّ وجود النفايات في بعض القنوات يعمّق من حدة المشكل. واعتبر مصدر جمعوي في المدينة القديمة أنّ الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على الدارالبيضاء نزلت بردا وسلاما على السكان، الذين صاروا يضعون أيديهم على قلوبهم كلما تهاطلت الأمطار على المدينة، نظرا إلى «هشاشة» المنازل. وعرّت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في الأسبوع الجاري بسبت جزولة (27 كيلومترا جنوبآسفي) على واقع البنية التحتية في هذه الجماعة بعدما تسببت في إغلاق مجموعة من الشوارع التي توجد في وضعية «جد مزرية»، أصبح استعمالها محفوفا بالمخاطر، وكذا بعض الأزقة التي هي في حاجة إلى إعادة الهيكلة بسبب عدم ربطها بشبكة صرف المياه العادمة، بعدما «فاضت» البالوعات على أصحابها، إضافة إلى أنّ المدينة تقع في منحدر، وهي بمثابة مصبّ لمياه الأمطار القادمة من جبال «المويسات»، حيث تُشكل وادا يعبُر مركز المدينة عبر التجزئة السكنية «الإخلاص 2» دون أن يتم النظر في هذه الإشكالية والبحث عن سبيل لحلها منذ سنوات. وأكد بعض سكان المدينة أنّ مجموعة من النقط باتت تشكل خطرا على حياة المواطنين، خاصة عندما يتعلق الأمر ببالوعات منزوعة الغطاء، والتي توجد على هذا الحال لعدة سنوات أيضا. وأضافت المصادر ذاتها أنّ سكان سبت جزولة يعانون باستمرار كلما تهاطلت أمطار الخير، متسائلة عن الأسباب التي تكمن وراء توقف أشغال تهيئة شوارع المدينة، علما أنّ أشغال التهيئة غالبا ما تنطلق مع اقتراب كل انتخابات جماعية، في الوقت الذي يندى الجبين لحال المدينة وسكانها بسبب «الغياب» شبه التامّ لما يمكن أن يصطلح عليه ب»الطرق» أو البينة التحتية في هذه الجماعة، التي تعاني التهميش، بكل تجلياته، وفق المصادر ذاتها. وطالبت فعاليات جمعوية، في ظل أزمة الطرق التي تعانيها الجماعة، بتدخل الجهات العليا وتشكيل لجنة خاصة للوقوف على كيفية تدبير الشأن المحلي في الجماعة وكذا كيفية صرف ميزانيتها.