الجديدة رضوان الحسني قرابة خمس ساعات من الأمطار التي تهاطلت على مدينة الجديدة، ليلة أول أمس، كانت كافية لإغراق أحيائها وشوارعها وأزقتها، وتحويلها إلى بحيرات وبرك مائية، وكانت كافية كذلك لكشف مدى قدرة البنية التحتية للمدينة على الوقوف في وجه «الزخات» المطرية التي تتهاطل عليها. فقد عاش سكان أحياء القلعة والبركاوي ودرب غلف وأغلب شوارع المدينة، خصوصا ملتقى الطرق المتواجد بطريق مراكش والمدار القريب من رئاسة جامعة شعيب الدكالي... ليلة عصيبة توقفت على إثرها حركة السير وتأهب السكان داخل منازلهم لمواجهة الفياضانات، التي اجتاحت أزقة أحيائهم وداهمت في بعض الأماكن البيوت والمحلات التجارية كشارع باستور، وحسب تصريحات متفرقة لسكان المدينة، فإن المياه العادمة انفجرت بداخل بيوتهم بعد أن عجزت قنوات الصرف الصحي عن استيعاب كميات الأمطار التي تهاطلت على المدينة، كما تسببت في قطع الطريق على أغلب الأزقة الضيقة بتلك الأحياء، ولم يقتصر الأمر على الأحياء بل شمل حتى الساحات الكبرى التي تحولت إلى «مسابح» متناثرة بأرجاء المدينة، كما أغرقت المياه العشرات من محلات إعداد الأكلات السريعة والمقاهي المتواجدة بساحة محمد الخامس قبالة المسرح البلدي بشكل جعل الجميع يعتقد أن المدينة لا تتوفر على قنوات لصرف مياه الأمطار. هذا الوضع جعل الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالمدينة، تستنفر مستخدميها وتقنييها ليلا، لفك العزلة عن بعض الأحياء والمحلات التجارية التي حاصرتها المياه، حيث تجندوا لفتح البالوعات المختنقة وإزالة أغطيتها لتسهيل عمليات تصريف المياه، ولم يتمكن مستخدمو الوكالة من السيطرة على الوضع إلا بصعوبة، بالنظر إلى ضيق القنوات وعدم قدرتها على تصريف الكميات الهائلة من المياه، وعبّر عدد من المتصلين بالجريدة عن تخوفهم من تكرار هذا الوضع خلال فصل الشتاء الذي أصبح على الأبواب، كما أنهم متخوفون من التوقعات التي تحدثت عن موسم ماطر خلال هذه السنة، وناشدوا المسؤولين التدخل القبلي لإصلاح القنوات المختنقة وإصلاح البالوعات وتنظيفها قبل تهاطل الأمطار.