كان كثير من الجديديين يعتقدون أن زمن الفيضانات بعاصمة دكالة قد ولى إلى غير رجعة، و ذلك بعد أن استبشروا خيرا خلال السنوات الماضية، بعد الأشغال التي همت أهم و اكبر شوارع المدينة في إطار عملية إعادة تهيئة و هيكلة مجاري الصرف الصحي بالمدينة و هي العملية التي سبق و أن كلفت الملايير من السنتيمات. لكن 4 ساعات متواصلة من الأمطار، التي تساقطت مساء يوم الاثنين 29 اكتوبر، كانت كافية لتظهر أن الاشغال التي شهدتها مدينة الجديدة لم تكن كافية، لمنع الأضرار التي قد تتسبب فيها سوعيات قليلة من تهاطل الأمطار على المدينة، فقد تسببت التساقطات المطرية هذه الليلة في إغراق جل أحيائها وشوارعها، وتحويلها إلى بحيرات مائية وفيضانات اختلطت فيها مياه الأمطار بمياه قنوات الصرف الصحي، بعد انفجار بعض بالوعات الصرف الصحي، بعدما امتلأت عن آخرها بالمياه.
أمطار الخير هاته والتي جاءت بكميات وافرة، وإن كانت منتظرة بشكل كبير، فإنها مرة أخرى تعري على هشاشة شبكة المجاري، إذ عرفت مناطق متعددة في المدينة اختناقات كبرى تسببت في عرقلة المرور، بل إن منازل غمرتها المياه في عدة شوارع و أحياء، سيما بشارع محمد الخامس قرب ساحة المسرح البلدي، و بعض الأحياء كدرب البركاوي الذي غرقت أزقته بمياه الأمطار ( كما تظهر الصور).
الأمطار القليلة التي أغرقت شوارع الجديدة في الفيضانات ،مؤشر خطير يوضح مدى الارتجالية التي طالت مشروع تهيئة مجاري الصرف الصحي الذي شهدته المدينة في السنوات الماضية، الامر الذي ينبئ بشتاء محفوف بالمخاطر.