بدأت مشاكل الصرف الصحي بمدينة الصويرة تتخذ طابع القضاء والقدر إثر الفشل الكبير الذي آلت إليه مختلف المشاريع التي استهدفت الارتقاء بخدمات التطهير السائل، سواء بالمدينة العتيقة أو بالأحياء الحديثة. مناسبة الحديث ما عرفته شوارع وأحياء وأزقة مدينة الرياح من فيضانات واختناق لشبكة التطهير السائل إثر تهاطل أمطار الخير بغزارة يومي 24 و25 يناير 2012 ، حيث طال الفيضان شوارع وأزقة لم تكن تعاني في السابق هذا النوع من المشاكل كما هو الحال بشارع العقبة، شارع محمد السادس، الشارع المحاذي للإقامة العاملية، محيط بلدية الصويرة ، مدخل شارع المسيرة، الشارع المفضي إلى باب دكالة مرورا بباب مراكش، محيط مقر اتصالات المغرب ومكتب البريد، البرج، أزقة أزلف، المحور الطرقي المتواجد قرب حي السقالة، الشارع المفضي إلى المحطة الطرقية، حي لالة أمينة وغيرها من الأحياء السكنية التي وجد سكانها محاصرين بفعل تجمع مياه الأمطار على شكل أنهار متدفقة إثر عجز قنوات الصرف الصحي عن ضمان التصريف السلس والسريع للتساقطات المطرية. « المرء قد يعتقد نفسه في مدينة غارقة، لا أرى إلى حدود الساعة جدوى المشروع الذي عرفته مدينة الصويرة قبل سنوات قليلة، وكلفها أكثر من 13 مليار سنتيم بهدف إعادة تهيئة شبكة التطهير السائل قصد الحل النهائي للمشاكل المترتبة عن تهالك ومحدودية فعالية بنياته التحتية. لقد صرفت أموال طائلة من جيوب دافعي الضرائب والنتيجة كما ترون مدينة غارقة في مياه الأمطار « صرح لنا سائق سيارة بكثير من الحسرة. المشهد واحد في جهات المدينة الأربع، بما في ذلك المدينة العتيقة التي انتهى للتو الشطر الأول من أشغال إعادة تهيئة شبكة التطهير السائل الخاصة بها، مارة وسائقو عربات تحاصرهم الأمطار، أحياء وممرات معزولة، ومشاعر الفرحة بقدوم الأمطار قد اختلطت بالقلق والخوف والكثير من الحسرة: « لقد كان الحديث حين انطلاق مشروع إعادة تهيئة شبكة التطهير السائل عن ترشيد تدبير مياه الأمطار من خلال تهيئة بنيات تحتية تسمح بإعادة استغلالها. وأنا أرى هذا الأمر نوعا من الترف في الوقت الراهن في ظل عجز الشبكة الحالية عن تصريف المياه المتراكمة. حتى الطرق والأزقة التي تمت تهيئتها لا تسمح بنيتها بالتصريف السلس لمياه الأمطار نحو القنوات « علق أحد المواطنين متسائلا عن وعود ما قبل مشروع إعادة تهيئة شبكة التطهير السائل. صحيح أن مدينة الصويرة توجد على ارتفاع غير مريح عن سطح البحر، كما أن خصوصياتها الجيولوجية لا تيسر استقرار القنوات وتجعل بالتالي نتائج الأشغال محفوفة بالمفاجآت وغير مضمونة النتائج، إلا أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن تتحول مشاكل الصرف الصحي إلى قضاء وقدر لا مفر منه. وإلا فما فائدة الملايير التي صرفت وتصرف، وما الجدوى من استخلاص مقابل خدمة التطهير السائل من المواطنين إذا كانت القنوات غير ذات جدوى؟ « العادة أن تقوم المصالح المكلفة بخدمة التطهير بتنقية قنوات الصرف الصحي والبالوعات، ابتداء منذ شهر غشت استعدادا لموسم الأمطار ضمانا لسلاسة تصريف مياه التساقطات. وشخصيا لم ألحظ أية أشغال من هذا النوع بمدينة الصويرة إلا أياما قليلة فقط قبل التساقطات الحالية بحي أزلف على الخصوص» صرح لنا حد سكان أزلف، معلقا على حالة الاختناق التي تعرفها قنوات الصرف الحي.