الأمطار الأخيرة التي عرفتها العاصمة الاقتصادية، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من مدن وقرى البلاد، تسببت في حدوث انهيار عدة منازل نقل على إثرها العديد من المواطنين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ووجد آخرون أنفسهم بين عشية وضحاها بدون مأوى، كما أدت إلى حدوث عدد من الاختناقات بمجاري المياه وبالوعات الصرف الصحي، تشكلت على إثرها برك و«ضايات»، سرعان ما تطورت إلى فيضانات اقتحمت المنازل بالأحياء المشيدة حديثا، شأنها في ذلك شأن الكاريانات ودور الصفيح! قطرات الأمطار التي تفاوتت درجتها، أدت إلى عرقلة السير بعدد من شوارع المدينة وتسببت في وقوع خسائر مادية متعددة، كان من الممكن أن تكون مميتة في أحيان كثيرة لولا الألطاف الربانية. فوقوع الإشارات الضوئية وعلامات التشوير وأعمدة الإنارة الكهربائية والأشجار والنخيل، بات مشهدا اعتياديا لدى البيضاويات/البيضاويين الذين ألفوا مثل هذه الحوادث عند كل موسم برد وعند كل تساقط للأمطار، كما تعايشوا مع الاصطدامات المتكررة بملتقيات الشوارع والمدارات بفعل انزلاق وسائل النقل المختلفة جراء تبلل الشوارع وبفعل الحفر التي تعري «ترقاعها» الأمطار، ينضاف إليها تعطل الإشارات الضوئية وكذا عامل السرعة والتهور وعدم الأخذ بعين الاعتبار وضعية الطرقات! انزلاق الناقلات ذات المحركات المختلفة الأحجام بفعل الأمطار واصطدامها بما تجده أمامها، صار طقسا يوميا خلال كل فصل خريف وشتاء، وهي الحوادث التي تختلف خسائرها ما بين مادية وبشرية، كما هو الحال بالنسبة لحادثة من هذا القبيل وقعت يوم الخميس الفارط حوالي الساعة الواحدة ظهرا بمحج محمد السادس على بعد أمتار قليلة من ساحة «كراج علال». الواقعة شهد الشارع أطوارها عندما كانت شاحنة لجمع القمامة تابعة لشركة «سيطا» تمر بالمحج قبل أن يتفاجأ سائقها بسائق دراجة نارية أمامه حاول أن يتفادى الاصطدام به فداس على مكابح الفرامل، ما أدى إلى انزلاقها بفعل تبلل الأرضية، الأمر الذي أدى إلى تغيير وجهتها نحو الرصيف الذي يفصل بين جانبي الشارع، ولم تتوقف الشاحنة إلا حين اصطدامها بنخلة واجتثاتها من مكانها ! حادثة كان من الممكن ان تؤدي إلى ما لاتحمد عقباه، فالعديد من وسائل النقل لم يعد يحد من سرعتها سوى أشجار النخيل والإشارات الضوئية وحتى الجدران الحائطية على امتداد شوارع العاصمة الاقتصادية.