أمطار غزيرة بالمغرب يومه السبت وغدا الأحد وترقب أجواء مشمسة طيلة أيام عيد الأضحى إجراءات احترازية ضعيفة تنبئ بتكرار سيناريو السنة الماضية بالشمال والغرب شهدت جل مناطق المغرب، بداية من أمس الخميس، جوا متقلبا وممطرا، من المتوقع أن يتواصل يومه السبت وغدا الأحد. فحسب نشرة تحذيرية لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، تشهد عدة مناطق بالمملكة، منذ يوم الخميس الماضي وإلى غاية يوم غد الأحد، هطول أمطار غزيرة، مصحوبة برياح قوية وعواصف رعدية في بعض الأحيان. وأوضحت النشرة أنه من المنتظر أن تشهد مدن طنجة وأصيلة، والعرائش، والقنيطرة، والقصر الكبير، وسبتة، والفنيدق وتطوان، يومه الجمعة، وغدا السبت، أمطارا قوية مصحوبة برياح معتدلة إلى قوية. وذكرت النشرة التحذيرية أنه من المرتقب أيضا، خلال الفترة الزمنية ذاتها، أن تسود أمطار غزيرة مصحوبة أحيانا بعواصف رعدية ورياح قوية بكل من مدن شفشاون وتاونات، والرباط، وتمارة، والصخيرات، وسيدي سليمان، والمحمدية، والدارالبيضاء، وبنسليمان، والجديدة، وأسفي، والخميسات، وسطات، وخريبكة، وبني ملال وقصبة تادلة. وهو ما أكدته الوكالة الأمريكية للبيئة والمحيطات التي أشارت في بلاغ تحذيري إلى أن أمطارا غزيرة ستتهاطل، طيلة يومه الجمعة وغدا السبت، على مناطق شمال وغرب البلاد. وأوضح بلاغ الوكالة الأمريكية أنه، بعد انقشاع جزئي للغيوم طيلة يوم غد الأحد، ستصل اضطرابات جديدة يوم الاثنين القادم، الذي يصادف يوم عيد الأضحى، ستؤدي إلى فيضانات تهم مناطق اللوكوس والغرب وستمتد إلى مدن الحسيمةوالدارالبيضاء والرباط ومكناس والجديدة. ووفق الأرقام التي قدمتها الوكالة الأمريكية سيصل مجموع التساقطات، يوم الاثنين القادم، بمدن الشمال إلى 120 ميليميتر، فيما ستتراوح ما بين 25 و40 مليلتر بالرباط ومكناس والجديدة وبين 25 و100 ميلميتر بالدارالبيضاء. وهو ما نفاه محمد بلعوشي المسؤول الإعلامي بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية الذي أكد لبيان اليوم، في اتصال هاتفي، أن الأجواء في المغرب ستعود للاستقرار بداية من يوم الاثنين القادم، وسيسود جو مشمس معظم أرجاء البلاد طيلة أيام العيد، محذرا من غزارة الأمطار التي ستتهاطل طيلة نهاية الأسبوع الجاري، والتي ستستقبل الدارالبيضاء نسبا هامة منها. وهي نسب اعتبرتها شركة «لاليونيز دي زو» مقلقة، خاصة وأنها ستتهاطل في مدة وجيزة لا تتعدى اليوم الواحد (يوم العيد)، مما دفع الإدارة المركزية إلى تعميم بلاغات إنذارية على كل وكالاتها بالدارالبيضاء. وقال مصدر مسؤول بالشركة لبيان اليوم إن الأمطار التي تهاطلت، منذ يوم الخميس الماضي وإلى حدود صباح أمس الجمعة، كادت أن تفضي إلى خسائر بالعاصمة الاقتصادية، بعد أن ضاقت قنوات الصرف بالمياه في العديد من الأحياء التي بدأت الأمطار تحتل فضاءات شاسعة من أزقتها وشوارعها الرئيسية. ونبه المصدر المسؤول بالشركة إلى احتمال تكرار سيناريو السنة الماضية في حال استمرار التهاطلات بالوتيرة ذاتها، مشيرا إلى أن واد بوسكورة يظل « النقطة السوداء» والخطر الرئيسي القائم الذي يهدد العديد من الأحياء السكنية والمؤسسات الخاصة والعمومية وعلى رأسها الإدارة العامة للمكتب الشريف للفوسفاط. فباستثناء الآليات الجديدة، الخاصة بامتصاص المياه، التي اقتنتها بداية هذا الأسبوع ووزعتها على كل وكالاتها، لازالت شركة «ليديك»، يضيف المصدر ذاته، تعول على التجهيزات المستعملة سابقا، والتي، بالنظر إلى فعاليتها المتوسطة، تجعل مهمة مكافحة الفيضانات صعبة في حال انحباس القنوات الجامعة (les collecteurs )، مشددا على أن أشغال الترامواي التي حولت مسار العديد من قنوات الصرف ستزيد المهمة تعقيدا وقد تحول مجاري وسط المدينة إلى نافورات تغرق الأحياء المجاورة. ووفق هذه التوقعات، من غير المستبعد أن يتكرر سيناريو السنة الماضية، وأن تشهد أغلب أحياء الدارالبيضاء انقطاعا للشبكة الكهربائية، و اختناقا لحركة السير بالعديد من الشوارع بعد انفجار البالوعات، خاصة بالنقاط التي لم تكتمل بها أشغال الترامواي بعد. والملاحظ أن الأحياء الهامشية بالعاصمة الاقتصادية تظل دائما الأكثر تضررا؛ فالأمطار الغزيرة تؤدي خلال مدة زمنية قصيرة إلى سيول وفيضانات تحول المركبات السكنية الاجتماعية والاقتصادية إلى بحيرات تعزلها كلية عن الخارج وتسببت في حصر سكانها داخل شقق تتصدع جدرانها، كما وقع أمس على مستوى عمالة مقاطعات عين الشق الحي الحسني وعمالة مقاطعات البرنوصي، حيث وجد المواطنون صعوبات بالغة في التنقل نحو وسط المدينة وبضواحيها التي أضحت شبه معزولة . كما يتوقع، بالنظر إلى غياب الاستعدادات وإجراءات الطوارئ، شللا بالمدن الشمالية ومدن الغرب التي قد تغمر مياه الأمطار الكثير من أحيائها السكنية وتؤدي إلى انحصار المياه في الشوارع الرئيسية والأزقة. ولعل المناطق التي قد تكون أكثر تضررا بمياه الأمطار والتي قد تتحول إلى مناطق منكوبة تلك التي تتواجد قرب الأودية والسدود. فحسب مراسلينا بالمناطق الشمالية وبمنطقة الغرب على الخصوص، أدت التساقطات المطرية ليومي الخميس والجمعة إلى تضرر العديد من الأحياء السكنية خاصة بتطوان والمضيق والفنيدق وإلى عرقلة السير في الطرق الثانوية المتفرعة من مدينة القنيطرة وسيدي سليمان والتي تعرف بمناسبة حلول العيد تدفقا هاما لمختلف وسائل النقل الخاصة والجماعية. وبالرغم من كل ما قد تجلبه هذه الأمطار المتوقعة ليومه السبت وغدا الأحد من أضرار نسبية محتملة، خاصة مع ترقب انتشار ضباب كثيف على الطرق الساحلية ونزول الثلوج بالمدن المتاخمة لمرتفعات الريف والأطلس المتوسط، فإن النشرات الإنذارية تؤكد على أن التساقطات الحالية تعتبر حاسمة بالنسبة لانطلاق الموسم الفلاحي، خاصة بعد فترة طويلة من الجفاف. إذ من المتوقع أن تنطلق عملية الحرث بمجموع الأراضي الفلاحية بداية من يوم الأربعاء القادم.