تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية، بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات وتقاوم التسمم كما تفيد في علاج الأمراض. شجيرة الخلنج متفرعة صغيرة، يصل ارتفاعها إلى حوالي 60 سنتمترا، ذات أوراق شبة ابرية دقيقة وأزهار بيضاء إلى قرنفلية أورجوانية باهتة، تنمو على شكل سنابل وهي دائمة الخضرة وتنتشر عشوائياً. الأجزاء المستعملة من نبات الخلنج طبياً هي الأزهار لوحدها أو الأغصان المزهرة. يحتوي الخلنج على فلافونيدات وأربوتين وحموض العفص وقلويدات مثل الأريكودين ومواد راتنجية وحمض الساليسيلك. ويعتبر قلويد الأريكودين الأكثر تأثيرا من بين مكونات الشجيرة. يقول العالم دسقوريدس في كتابه "المواد الطبية" إن الرؤوس المزهرة كانت تستخدم قديماً لعلاج عضات الأفاعي. وكتب العالم غالينوس عن قدرة النبات على الحث على التعرق. ويعتبر الخلنج من المواد المطهرة، وبالأخص للمسالك البولية، ومدرا للبول. كما يستخدم لعلاج حصى الكلى والمثانة إلى جانب دوره الكبير في علاج التهابات المثانة. وحيث إنه مطهر ومزيل للسمية، فهو مفيد للروماتيزم والنقرس والتهاب المفاصل، حيث تستخدم الرؤوس المزهرة بعد سحقها وخلطها مع الفازلين أو الزيت، مروخا ويدهن به على المفاصل المصابة. كما أن اللبخة الحارة مع الماء لرؤوس الأزهار تفيد في علاج الروماتزم. وتقول الدراسات الحديثة إن أزهار الخلنج تعالج الرشوحات والسعال. ويدخل مع بعض الأعشاب في حالات حصى الكلى، حيث يستخدم على هيئة مغلي بأخذ ملعقتين صغيرتين منها، وتخلط مع ملء كوب ماء مغلي ويترك عشر دقائق ثم يصفى ويؤخذ بمعدل ثلاث مرات في اليوم ولمدة ثلاثة أيام. يجب عدم استخدام الخلنج من قبل النساء الحوامل والمرضعات والأطفال تحت سن السادسة.