تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية، بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات وتقاوم التسمم كما تفيد في علاج الأمراض. بيتوني هي عشبة من الفصيلة النعنعية، معمرة. كانت تستعمل قديما لتضميد الجروح. الخصوصية المميزة التي يعرف بها البيتوني هي أن كل شفة من الأزهار لا تشبه الشفة الأخرى. وتتألف الزهرة من شفتين، الشفة العليا تتقوس قليلا. هذه العشبة متأصلة من جنوب وغربي أوروبا وتنمو في الغابات. ولا زالت تحظى باهتمام العشابين الأوربيين، وقد كانت فيما مضى تعتبر عشبة سحرية، بالإضافة إلى كونها علاجا عشبيا. تنمو في الغابات والمجمعات العشبية والمراعي على تربة خفيفة. تستخدم العشبة بأكملها في الطب، وتجمع النباتات من البرية في تموز، عندما تكون جافة. والأكثر استعمالا منها هي الرؤوس المزهرة، والتي تصبح لها رائحة بهارية تابلة عند تجفيفها وهي مرة الطعم نوعا ما. اجمعها فقط في الصباح، ولكن بعد جفاف الندى من الشمس. وينبغي أن تكون معبأة جميع الأوراق المجففة والأعشاب بعيدا في آن واحد في صناديق خشبية أو صفائح معدنية في مكان جاف، وإلا تعرضت للرطوبة من الجو، وتصبح عرضة للتعفن. يجب أن لا نضغط على الأعشاب بشدة عند التعبئة. تحتوي الأجزاء المستعملة منها على مواد عفصية كثيرة ومركبات مرة وزيت طيار وقلويدات رباعية مثل ستكادرين، إضافة إلى تنينات كثيرة. كانت تستخدم عشبة البيتوني لعلاج جميع الأمراض من الرأس، وما زالت خصائصه تعتبر منشطة. مفيدة في حالات الهستيريا، والخفقان والألم في الرأس والوجه، والألم العصبي. وتستخدم بوصفها نبتة عطرية أيضا، ولها أيضا خصائص الدواء القابض، إضافة إلى كونها منشطة في عسر الهضم، وتوصف دواء في الروماتيزم أيضا. تستخدم بديلا مقبولا جدا للشاي، وبهذه الطريقة تستخدم على نطاق واسع في مناطق كثيرة. طعمها إلى حد ما مثل طعم الشاي. لصنع شاي البيتوني، صب نصف لتر من الماء المغلي على اوقية (الاونصة) من العشب المجفف. والقليل من العشب المجفف يثير العطس العنيف. ويقال إن الأوراق الطازجة لها تأثير مسكر، وقد تستخدم لصبغ الصوف. تحفظ أجساد الرجال من خطر الأمراض الوبائية. كما تعتبر أحد المطهرات الجيدة وتستعمل في طب الأعشاب. وتستخدم لعلاج الإسهال والتهاب المثانة والربو وألم الأعصاب. كما يمكن علاج الجروح الملتهبة بأوراق النبات الطازج.