منذ سنوات والعديد من الفلاحين الصغار في إقليم مديونة والمناطق المجاورة له يُحذرون من تأثير المياه العادمة على القطاع الفلاحي في هذه المنطقة، خاصة أنّ الإقليم كان يفتقر إلى أي محطة لتصفية المياه. وانتظر هؤلاء الفلاحون كثيرا لإنجاز هذا المشروع، الذي يُعتبر من أضخم المشاريع التي قامت «ليدك» بإنجازها منذ توليها قطاع التدبير المفوض للماء والكهرباء والتطهير السائل في جهة الدارالبيضاء في غشت 1997. وكشف مصدر مطلع من شركة «ليدك» أنّ انجاز محطة لتصفية المياه العادمة في إقليم مديونة كلف 141 مليون درهم، وأنّ عملية الانجاز دامت حوالي 31 شهرا، على اعتبار أنّ عملية الإنجاز انطلقت في ماي 2010 وانتهت الأشغال في يناير 2013، وهي أول محطة لتصفية المياه العادمة في المغرب وفي شمال إفرقيا تستعمل تكنولوجيا التصفية بالأغشية، مؤكدا أنّ «هذه التكنولوجية تمكن من إعادة استعمال المياه العادمة بعد معالجتها من أجل السقي الزّراعي». وعلمت «المساء» أنّ محطة تصفية المياه العادمة، التي تم تدشينها أول أمس، ستمكن من حماية وادي «حصّار» من النفايات العادمة لمديونة، الأمر الذي سيساهم في المحافظة على الموارد المائية في هذه المنطقة، ويعتبر «واد حصار» من الأودية التي تحيط بالدارالبيضاء وتشكل خطرا على المدينة. وأكد مصدر «المساء» أنه تم تصميم محطة معالجة المياه العادمة لمديونة لحوالي 40 ألفا من السكان، وأضاف البلاغ أنه من الممكن جدا أن يصل هذا الحجم إلى 80 ألف ساكن، وتتوفر المحطة على قدرة معالجة 3800 متر مكعب من المياه العادمة في اليوم. وإذا كان بعض المواطنين يتخوفون من الروائح الكريهة، فإنّ بلاغ شركة «ليدك» خفّف من حدة هذا التخوف، على اعتبار أنه «تم الاعتماد على نظام لإزالة الروائح، إذ سيتم تجفيف الأوحال داخل بناية مغطاة»، وأضاف البلاغ ذاته أنّ «هناك حرصا كبيرا على أن تحترم جميع المشاريع المُنجَزة البئية وتُقدّم الخدمات الأساسية للمُساهَمة في تحسين إطار العيش». ويندرج إنجاز هذه المحطة في إطار الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، ويدخل هذا المشروع في نطاق المخطط المديري لمحاربة التلوث في جهة الدارالبيضاء، وكان الملك محمد السادس قد أشرف أول أمس (الأربعاء) رفقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على تدشين هذه المحطة.