أكدت مجموعة من الدراسات الحديثة التي قام بها عدد من الأخصائيين في هذا المجال إلى كون هشاشة العظام تصيب ما يقارب 30% من ساكنة المغرب. ومن أجل الإطلاع على أسباب هشاشة العظام وسبل الوقاية منها وأيضا العلاج، قمنا بإجراء اللقاء التالي مع فدوى علالي، أخصائية أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا. - ماذا يقصد بهشاشة العظام؟ هشاشة العظام هي أحد أمراض العظام، ونقصد طبيا بالهشاشة وجود نقص غير طبيعي وواضح في كثافة العظام، حيث إن هذه الأخيرة وفي حالتها الطبيعية، تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة، وفي حالة الإصابة بالهشاشة، يقل عدد المسامات ويكبر وتصبح أكثر هشاشة بأن تفقد صلابتها، وبالتالي يمكنها أن تتكسر بمنتهى السهولة. والعظام الأكثر عرضة للكسر بالنسبة للمصابين بالهشاشة هي الورك والفخذ، الساعد - عادة فوق الرسغ مباشرة - والعمود الفقري. وهذه الكسور التي تصيب عظام فقرات العمود الفقري، قد تجعل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ينقصون في الطول، بحيث تصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة ويتبين ذلك مثلا حينما ترتدي المرأة المصابة جلبابها المعتاد، لتجد طوله لم يعد يناسبها. ويتعرض في كل سنة، العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لكسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة، قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال. وتصاب العظام بالهشاشة عادة على مدى عدة سنوات، الشيء الذي يجعلنا كأطباء نطلق عليه اسم «المرض الصامت»، إذ تصبح العظام تدريجيا أكثر رقة وهشاشة، وهذه هي الفترة التي تسبق حدوث تلف شديد وأيضا الكسر، ونحتاج فيها فعلا أن نحدد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، لأنه توجد الآن طرق للعلاج. - هل لمرض هشاشة العظام علامات عند الإصابة به؟ يمكنني القول بأن مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة، التي قد تنشأ بدون ألم وأول أعراضه هو حدوث الكسور، لذلك فإنه من الضروري جدا، أن نبني عظاما قوية في طفولتنا وشبابنا بتناول ما معدله ( 1200ملغ و1500 ملغ ) يوميا من المواد الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم، ونحافظ عليها مع تقدم العمر، اتقاء لشر الإصابة بهشاشة العظام. - كيف تحدث هشاشة العظام؟ إن عظامنا تتقوى في مقتبل حياتنا، عندما نكون في مرحلة النمو، وهي تصل عادة إلى أشد قوتها في أواخر سن المراهقة أو في العشرينات من العمر، بعد هذا الوقت، تبدأ العظام بالترقق تدريجيا وتصبح أكثر هشاشة طوال الجزء المتبقي من عمرنا. ويمكن للأطباء أن يحصلوا على مؤشر جيد لقوة العظام بقياس الكثافة العظمية، والذي يمكن إجراؤه بواسطة اختبار بسيط. وعلى الرغم من أن بعض الفقد العظمي هو جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، فلا ينبغي أن تصبح العظام هشة جدا حتى أنها لا تتحمل إجهادات الحياة اليومية العادية، فعندما يصاب الإنسان بهشاشة العظام، فإن قوة عظامه تنقص إلى الدرجة التي يصبح فيها، أكثر عرضة لحدوث الكسور بشكل تلقائي لمجرد التعرض لإصابة بسيطة. - هل تختلف عوامل الإصابة بهشاشة العظام بين الرجل والمرأة؟ أستطيع القول، بأن هناك اختلافا في كثافة العظام عند الرجل والمرأة، حيث تتميز عند الرجل بالصلابة، بخلاف المرأة وذلك ناتج عن غياب هرمونات الأستروجين لديه بخلاف المرأة التي ينقص لديها إفراز هذا الهرمون، بعيد انقطاع الدورة الشهرية، حيث يعد الأستروجين سببا مباشرا للإصابة بالهشاشة، إضافة إلى وجود عوامل أخرى، تزيد من مخاطر الإصابة من قبيل التعاطي لبعض الأدوية، وخاصة ما ارتبط منها بالكورتيزون حيث إنه لا يمكننا الجزم، بأن كل امرأة انقطعت عنها الحيض فهي مصابة بهشاشة العظام أو معرضة للإصابة بها، لذلك فالفحص المبكر مهم جدا، ويحمي من وصول المرض إلى مراحله المتقدمة وهي التعرض للكسر. - كيف يمكن التقليل من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام؟ كما سبق وقلت بكون التشخيص المبكر مهم جدا بالنسبة للسيدات بعيد غياب الطمث عنهن، للإطلاع على مدى قابليتهن للإصابة بالهشاشة من خلال معرفة قوة العظام لديهن. وثانيا من الضروري وحين تأكد الطبيب المختص وليس غيره من إصابتهن بالهشاشة، الإلتزام بالدواء على الأقل ثلاث سنوات موازاة مع الدواء الغني بمادتي الكالسيوم والفيتامين «د» ليعوض المرأة عن الخصاص ويساعدها على استرجاع قوة عظامها، وأيضا ممارسة الرياضة تلعب دورا مهما للحفاظ على عظام قوية وصحيحة. - هل يوجد علاج لهشاشة العظام بواسطة الأدوية؟ نعم، توجد عدة خيارات دوائية، للوقاية من هشاشة العظام والمساعدة على إعادة بناء أو تعويض العظم المفقود.