تعد هشاشة العمود الفقري من الأمراض المستحدثة على مجتمعاتنا, فلم نسمع بها من قبل لكن مع ضغوط الحياة التي أصبحنا نمر بها يوميا يتعرض الكثيرون منا لهذا المرض, فما هى طبيعته وأعراضه وسبل الوقاية والعلاج منه؟. كان هذا محور حلقة برنامج" العيادة" المذاع على فضائية" الحياة "ويقدمها د. يسري الحميلي – أستاذ مساعد للمخ والأعصاب . تحدث د. يسري الحميلي عن مرض هشاشة العمود الفقري موضحا أنه أحد أمراض العظام الخطيرة التي تصيب الانسان, وتكون الفقرات قابل للكسر عند تعرضها لأقل صدمة , ويسبقها الآم مزمنة في الظهر مما يؤدي إلى انحناء الظهر بشدة ,مشيراً في حديثه إلى أن هذا المرض يحدث عندما تفقد العظام صلابتها وعلى مدى عدة سنوات, الى جانب أن النساء أكثر عرضة لهذا المرض عن الرجال, لأن عظمهن أخف وأرق إلى جانب تعرضهن للتغيرات الهرمونية خاصة بعد دخول المرأة سن اليأس فيقل هرمون الأستروجين, وهو من الهرمونات التي تعمل على تقوية العظام عند النساء . وعن العوامل التي تؤدى إلى الإصابة بهذا المرض أشار د. الحميلي إلى أن التدخين من الأسباب التي تسرع من الإصابة بمرض هشاشة العمود الفقري, والحمل المتكرر دون وجود فترات متباعدة يؤدى لظهوره, لأنه يعمل على نقص الكالسيوم فى الجسم, وانقطاع الدورة الشهرية ,إلى جانب أن مرض السكر من العوامل المساعدة في حدوث هذا المرض, وعدم ممارسة الرياضة. كما تحدث د. الحميلي عن اختناق الأعصاب والفقرات القطنية التي تصيب صاحبها بتنميل شديد وعدم القدرة على الحركة, خاصة عند الاستيقاظ من النوم موضحاً أن ضيق مجرى الحبل الشوكي ومجرى الأعصاب الناتجة عن خشونة الفقرات أو تزحزحها من مكانها تؤدى إلى الشعور بتلك الأعراض . الحمل والهشاشة
وعن الأم الحامل أوضح د. الحميلي أنه عندما تكون صغيرة وغير مهتمة بلياقتها تتعرض إلى نقص الكالسيوم, مما يعطى إحساس بأن عظم الجسم كله منكسر, لكن ينصح دائما بممارسة الرياضة لأنها تساعد على استعاضة الكالسيوم المفقود من الجسم, وتعمل على ترسيخه إلى جانب ضرورة الحفاظ على الأطعمة المليئة بالكالسيوم مثل السمك واللبن والبيض . وعن مرض الانزلاق الغضروفي أكد د. الحميلى ان الإصابة به تشعر المريض بآلام من الجزء الأيمن أو الأيسر من الجسم أي في جهة واحدة فقط, وتكون الفقرات ضاغطة على الأعصاب وقد تؤدى إلى فقد في الإحساس وإصابة بخشونة الركبة والظهر, ودائما ما يكون حلها التدخل الجراحي . وللوقاية من مرض هشاشة العمود الفقري أشار د. الحميلي إلى ضرورة مزاولة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب التدخين, وارتداء الأحذية المريحة والابتعاد عن ذات الكعوب العالية, وعدم الإفراط من تناول الأغذية الغنية بالبروتين والدهون, والتقليل من أكل المواد المملحة ,وعدم الانحناء لحمل الأشياء بل ثني الركبتين . كما أوضح أن هذا المرض جزء من هشاشة العظام, فلابد من تناول أدوية غنية بعنصر الكالسيوم ,مؤكدا في حديثه أنه في حالة إصابة أحد أفراد العائلة بهذا المرض سيكون أكثر عرضة للإصابة به, فلابد من وجود فحص دوري مستمر لمعرفة هشاشة العمود الفقري, ومن ضمن الأكلات المفيدة, تناول البلح والأسماك لاحتوائهم على الكالسيوم وفائدتهما الكبرى لصحة المخ والعمود الفقري . العلاج بالحقن ولتقوية العمود الفقري يتم الحقن بمادة البوليمثال ميثا أكريلات التي تسمى ب" الاسمنت الطبي", لعلاج التشوهات الدموية في فقرات العمود, وسرعان ما اتسع استخدامه لعلاج الكسور الناتجة عن هشاشة العظام أو انتشار سرطانات العمود الفقري, كما يتم استعمالها لتثبيت المفاصل الصناعية بالورك أو الركبة . وعن كيفية عملها أشار د. الحميلي إلى انتشارها بعد حقنها بشكلها السائل داخل الفراغات بفقرة العمود الفقري المصابة, وتتصلب بصورة كبيرة خلال بضع دقائق ,وتقوم بتثبيت العظم وتقوية الهيكل الداخلي للفقرة حتى تتحمل الضغط عليها, ويتم إجرائها بواسطة طبيب الأشعة التداخلية ويكون مؤهل باستخدام التقنية المتقدمة البديلة للجراحة . وتتم عن طريق إدخال إبرة إلى الفقرة المصابة من العمود الفقري تحت إرشاد الأشعة, وعند التأكد من مكان الإبرة الصحيحة يقوم بحقن مادة الاسمنت الطبي تحت إرشاد الأشعة المستمر, ولا تحتاج إلي التخدير موضعي مع تخدير وريدي بسيط ويخرج المريض في نفس اليوم . واختتمت الحلقة بضرورة ممارسة الرياضة بصفة مستمرة, إلى جانب تناول الأطعمة المليئة بالكالسيوم والتعرض للشمس خاصة لكبار السن, والامتناع عن التدخين والعمل على إنقاص الوزن . لهن