من خلال الممارسة اليومية لمهنة الطب نكتشف الزيادة المهولة في عدد الرجال الذين يشتكون من القصور أثناء المعاشرة الزوجية وخصوصا اللذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 سنة. إن حدوث هذا القصور أو الاضطرابات في الصحة الجنسية يؤثر على العلاقة الزوجية بحيث أن أغلب الرجال والنساء فوق سن الأربعين يعتبرون المعاشرة الزوجية والاستمتاع بها جزء هام جدا في حياتهم العامة. من المعلوم أن زيادة معدل المعاشرة الزوجية له تأثير إيجابي على عمر الرجل وذلك من خلال النشاط البدني الذي يصاحب المعاشرة الزوجية والرضاء النفسي الذي يؤثر على الحالة النفسية ونفس الشيء بالنسبة للمرأة. إن المجهود المبذول أثناء المعاشرة الزوجية يساوي المجهود المبذول أثناء صعود طابقين بسلم أو المشي لمسافة كيلومتر ونصف خلال 20 دقيقة. أثناء الحديث مع الرجال الذين يطلبون منا الاستشارة، نؤكد لهم بأنه لايوجد سن محدد للرجل أو المرأة يجب أن تتوقف عنده المعاشرة الزوجية، لكن من الطبيعي أن يحدث تغيير في الكفاءة الجنسية للرجل أثناء تقدم السن أو في وجود الأمراض التي تؤثر على الأعصاب والأوردة الدموية والشرايين. أول سؤال يطرحه المعنيون بالأمر ويريدون الجواب عنه بدقة هو: الأمراض المزمنة التي تسبب خللا في الصحة الجنسية؟ جوابنا يكون بخلاصة هو: * مرض السكري؛ * ارتفاع الضغط الدموي؛ * السمنة وارتفاع نسبة الدهون؛ * أمراض الشرايين التاجية؛ * أمراض البروستاتا؛ * أمراض الكلي؛ * الأمراض الجهاز العصبي؛ * إصابات العمود الفقر والحبل الشوكي؛ * الأمراض النفسية: الإكتئاب... زيادة على هذه الأمراض هناك بعض الأدوية عند تناولها بدون مراقبة طبية تؤدي الى هذا العجز نذكر من بينها: * بعض أدوية علاج ارتفاع الضغط الدموي؛ * مضادات هرمون الذكورة؛ * بعض أدوية علاج مرض الإكتئاب. كذلك هناك عادات تؤثر سلبا على الصحة الجنسية من بينها: * التدخين؛ * الضغوط النفسية والعصبية * اللجوء الى الوصفات والنصائح غير الطبية والأدوية غير المعلومة المصدر. ونتيجة لتجربتنا الشخصية نجد أن الإكتئاب هي الحالة التي ترد علينا باستمرار. إن هذا الاكتئاب إذا لم يعالج بصفة علمية كغيره من الأمراض مثل السكري وإرتفاع ضغط الدم... فكلها أمراض قد تؤدي الى إعاقات مختلفة للنشاط البدني. في حالة الاكتئاب يشعر المصاب أنه منعزل عن العالم الخارجي بالنسبة لمحيطه لكن ذلك ليس صحيحا. تختلف حدة المرض وأعراضه من شخص الى آخر، وهناك أكثر من عرض قد يجتمعون بتركيبات متعددة من بينها نلاحظ الحالات الآتية ذكرها: * الشعور بالحزن والتوتر المستمرين، إنعدام الرغبة أو اللذة في الأعمال البسيطة التي كانت ممتعة قبل إبتداء المرض، تغيرات في الوزن وشهية الأكل؛ الشعور بالذنب وعدم الثقة بالنفس؛ اضطراب في النوم، الاستقاظ المبكر، الأرق أو كثرة النوم؛ تباطؤ الحركة وعدم الاستقرار، هذا التباطؤ يلاحظه الآخرون؛ أفكار سلبية عن الموت؛ التفكير في الإنتحار؛ ليس من الضروري أن يكون الفرد بجميع هذه الأعراض السالفة الذكر ليكون مصابا بالإكتئاب بحث يكفي وجود بعضها ليكون التشخيص صحيحا. لكن يجب التركيز على أن بعض تلك الأعراض قد تمر على الإنسان العادي في كثير من الأحيان وهذا لايعني أنه مصاب بالإكتئاب»، لأن مجرد ظهور تلك الأعراض لايكفي بل يجب أن تكون مستمرة ولفترة طويلة حتى يكون التشخيص سليما. وإذا ثبت الاكتئاب يجب معالجته بطرق مختلفة نذكر من بينها: العلاج عن طريق الجلسات الاستشارية مع الطبيب: الارشادات والعلاج النفسي؛ العلاج الدوائي عن طريق الحقن في العضو الذكري؛ العلاج الجراحي: زراعة الدعامات التعويضية؛ هذا من جهة ومن جهة أخرى يشمل العلاج تعديل أو منع تأثير بعض الأمراض والعادات التي تؤدي الى حدوث الضغط الجنسي عند الرجال ونرد على سبيل المثال: + ضبط مستوى ضغط الدم. + ضبط نسبة السكر في الدم؛ + ضبط نسبة الدهون في الدم؛ + الامتناع عن التدخين؛ + تفادي التوتر والضغوط النفسية، + تغير بعد الأدوية في حالة تبوت تأثيرها على العضو التناسلي. في الختام نطلب من الذين يشعرون بأي تغيير أو قصور في وظائف الجهاز التناسلي أو البولي ان يتحدثوا بدون خجل الى طبيبهم بطريقة مباشرة ليتمكن هذا الأخير من الاكتشاف المبكر لأي تغيير سواء كان هذا التغيير حالة طبيعية أو مرضية وحتى يكون من الممكن تعديل هذا التغيير بسرعة وسهولة