تعمل السلطات المغربية، على وجه السرعة، بأشغال تهيئة وتوسيع نقطة العبور «باب سبتةالمحتلة» تزامنا مع أشغال التهيئة، التي تقوم بها السلطات الإسبانية في المعبر نفسِه الواقع تحت سيطرتها، والمعروف ب»تاراخال». وكشف مصادرنا أنّ كاتب الدولة الإسباني في شؤون الأمن أجرى اتصالات مع السلطات المغربية بهدف التنسيق في إجراءات أشغال التهيئة، والتي يراهن المغرب على الانتهاء منها قبل انطلاق عملية عودة المغاربة (مرحبا 2013) المقيمين في الخارج خلال شهر يونيو المقبل. ووفق المصادر ذاتها فإنّ أكثر من 200 عامل يزاولون أشغال التهيئة وتوسيع مدخل باب سبتة، كما سيتم تشييد مقهي عصري وبعض المحلات التجارية وموقف للسيارات، مع إحداث ممرات خاصة «غير بادية للعيان»، للمُتعاطين للتهريب المعيشي من «خزائن» سبتة في اتجاه المغرب.. في محاولة لإبعاد الصورة القاتمة التي التصقت بالمعرب الحدودي، والذي يعتبر مرآة المغرب بالنسبة إلى الزائرين الأجانب، حيث انتقد مندوب حكومة سبتة «حالة» نقطة الحدود المغربية قائلا «إنها تشبه نقطة الحدود في موريتانيا نظرا إلى حالتها المزرية». وفي ظل رفض سلطات ولاية تطوان الكشف عن ميزانية تهيئة المعرب الحدودي فإنّ مصادر أخرى أفادت «المساء» أنّ الغلاف المالي يقارب 3 مليارت ونصف المليار سنتيم.. وفي الوقت الذي تحاول كلٌٌّ من الحكومة المركزية في مدريد أو حكومة سبتةالمحتلة الضغط أوربيا على المغرب من أجل منح معبر باب سبتة صفة «الحدود» المعترف بها تجاريا ودبلوماسيا، فإنّ المغرب يُصرّ على رفض الطلب لأنّ المستفيد الأول من ذلك تبقى إسبانيا وحكومة سبتةالمحتلة، فيما لن يجنيّ المغرب من ذلك سوى المزيد من تدهور اقتصاده بسبب التهريب المعيشي أو المنظم. وكانت السلطات المغربية قد أقدمت، قبل سنة، على تشييد حاجز وقائي في مدخل باب سبتة في عمالة الفنيدق، وهو الحاجز الذي تأخر إنجازه عن الوقت المحدد له من طرف وزرة التجهيز، التي كانت قد حددت إتمام أشغاله في سنة 2010، طبقا لبرامج الأوراش الكبرى المعلن عنها في موقعها الالكتروني.. وهو السياج الذي تم بناؤه وفق مصادرنا امتثالا لتعليمات الاتحاد الأوربي وإسبانيا، ويمتد من طريق مدينة الفنيدق إلى غاية حدود سبتة، حيث يبلغ علوه ثلاثة أمتار، وتقوم بحراسته عناصر القوات المساعدة، مُسلَّحة ببنادق خفيفة، رفقة عناصر من فرق التدخل السريع لصد محاولات تسلل المهاجرين الأفارقة عنوة عبر الساحل المغربي للوصول إلى سبتة. ولم تعبّر أي جمعية حقوقية في تطوان عن رد فعلها من تشييد السياج الأمني المغربي الشائك، الذي يُهدَف من ورائه، حسب ما قال بعض المسؤولين ل»المساء»، إلى تفادي دخول المهاجرين الأفارقة إلى سبتة وتخفيف ضغط الهجرة عليها، في إطار التعاون المغربي -الإسباني المُشترَك بخصوص هذا الملف، الذي يؤرّق الجارة الشمالية.