تمكن 229 طفلا مغربيا من الوصول إلى مدينة برشلونة خلال السنة الماضية كمهاجرين غير شرعيين، بينما كان عدد الذين «نجحوا» في الوصول إلى المدينة نفسها سنة 2007، قد بلغ 277 طفلا مغربيا، فيما نجح في الوصول 23 طفلا من رومانيا و16 من غانا، أما بقية الأطفال فقد جاؤوا من بلدان مثل غامبيا والجزائر والسنغال وإيطاليا والهند، وباكستان والفلبين وشيلي وأوكرانيا وجمهورية الدومينيك. وارتفع عدد المهاجرين القاصرين المغاربة غير الشرعيين إلى إسبانيا السنة الماضية بنسبة 40 في المائة، حيث أعلن فرانسيسكو بيثينتي، المنسق الإقليمي لمنظمة الصليب الأحمر بإقليم ألميرية، أن المهاجرين القاصرين المغاربة غير الشرعيين الذي وصلوا الشواطئ الإسبانية عبر القوارب ارتفع بنسبة تتراوح ما بين 30 و40 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وكان 2410 مهاجرين قاصرين وصلوا الشواطئ الإسبانية سنة 2007 على متن قوارب صغيرة، 1252 منهم مغاربة، و808 من الجزائر و278 من إفريقيا جنوب الصحراء. وأضاف بيثينتي أن إسبانيا أصبحت تعرف هجرة من نوع جديد أطلق عليها اسم «زوارق الأسرة»، ما يعني أن عددا من العائلات المغربية والإفريقية أصبح يفضل الهجرة إلى إسبانيا عبر القوارب رفقة أطفالهم الصغار. أما في فرنسا فقد بلغ عدد القاصرين غير المرافقين الذين اعتقلوا أثناء محاولتهم الدخول إلى ترابها 2300 قاصر، ثلثهم تقل أعمارهم عن 16 عاما، حيث يحاول المهاجرون الأطفال الاختباء داخل الشاحنات المتجهة إلى بريطانيا بعد اجتيازهم إسبانياوفرنسا. ويستقبل 26 مركزا أندلسيا لإيواء القاصرين أكبر عدد من الأطفال المغاربة بتفاوت يصل إلى حوالي أربعمائة قاصر سنويا عن بقية الأقاليم الأخرى، تليه جزر الكناري بعدد أقل، فيما تأتي بعدهما مدينتا سبتة ومليلية بنحو مائتي طفل في كل واحدة منهما، ثم العاصمة الإسبانية مدريد. أما بالنسبة إلى العدد الإجمالي للمهاجرين القاصرين المغاربة غير المرافقين بإسبانيا فتشير الإحصائيات الرسمية الإسبانية إلى وجود ما يقارب 5000 طفل مغربي بدون أهل يتواجدون داخل مراكز الإيواء المؤقتة. ويقول أغلب المستشارين التربويين إن هؤلاء القاصرين لا يرغبون في الإفصاح عن هوياتهم أو عناوين عائلاتهم في المغرب، خوفا من ترحيلهم في حالة التوصل إلى اتفاق مع المغرب في هذا الشأن. من جهتها تقول مصادر إسبانية أخرى ل«المساء» إن المهاجرين القاصرين المغاربة يختلفون عن باقي القاصرين، نظرا لمعرفتهم الجيدة بالقوانين والإجراءات المسطرية التي يتحتم عليهم اتباعها فور وصولهم الأراضي الإسبانية. وكشفت دراسة أجرتها مؤخرا الباحثة الاجتماعية فيوليتا كيروغا، حول هجرة القاصرين غير المرافقين، أنها لقيت صعوبة كبيرة خلال محاولتها التحقيق حول احتمال إقحام المهاجرين القاصرين ضمن شبكات الدعارة. وأشارت نفس الدراسة إلى أن المهاجرين القاصرين الأفارقة غير الشرعيين أصبحوا ينافسون تقريبا «نظراءهم» المغاربة. لكن، يضيف التقرير، فإن أغلبية القاصرين المغاربة المتراوحة أعمارهم ما بين 14 و17 سنة ينحدرون من مناطق قروية، حيث يتوجهون في رحلات سرية إلى الأراضي الإسبانية لكونهم يأملون في الالتحاق بعائلاتهم هناك. ملف هجرة القاصرين المغاربة إلى إسبانيا مازال يفرض نفسه بقوة في كل الاجتماعات الثنائية بين البلدين، حيث سبق أن أعلن وزير الشغل والشؤون الاجتماعية الإسباني خيسوس كالديرا في البرلمان الإسباني عن تشييد مركزين لإيواء وتكوين القاصرين المغاربة المرحلين في شمال المغرب، مضيفا أنه ينتظر إتمام الاتفاق حول بناء هذين المركزين اللذين «سيسمحان بتكوين القاصرين الذين سيرحلون من إسبانيا إلى المغرب بكل الضمانات»، مذكرا بأن التعاون الإسباني مع المغرب قد حقق «بعض النتائج المهمة في هذا الملف»، حيث صادق البرلمان الإسباني يوم 7 نونبر الماضي على الاتفاق المبرم بين المغرب وإسبانيا بخصوص ترحيل القاصرين المغاربة، مع تمتيعهم بكل الضمانات، وهو الأمر الذي ترفضه الجمعيات الحقوقية الإسبانية، باعتبار أن هؤلاء القاصرين سيتعرضون مرة أخرى للتشرد في المغرب.