أطفال يعيشون خارج أسرهم، أطفال يكبرون في المؤسسات الخيرية بعيدا عن بيوت آبائهم، أطفال خرجوا إلى الدنيا وعلى جباههم كتبت فصص شقاء لا دخل لهم فيها.. بلغ عدد الأطفال الرضع الذين أحالتهم السلطات المحلية والقضائية على مؤسسة للا حسناء الخيرية بالدارالبيضاء العام الجاري 283 رضيعا، منهم 73 مصابون بإعاقات جسدية وذهنية. وخلال شهر يوليوز المنصرم، أحيل 9 أطفال و3 طفلات على المؤسسة بعد أن وجدوا مهملين في الشارع العام، بينما أحيل 46 طفلا وطفلتان على المؤسسة شهر أبريل الماضي. ويوجد بمؤسسة للاحسناء، إلى حدود صباح الجمعة الماضي، 229 طفلا رضيعا و5 طفلات حديثي الولادة ممن تخلت عنهم أمهاتهم وتركنهم في شوارع عاصمة المغرب الاقتصادية. وحسب إحصائيات للمؤسسة الخيرية التي تشرف على تسييرها جمعية «الإحسان» فإن عدد الأطفال الرضع الذين أحالتهم السلطات المحلية على المؤسسة العام الجاري حصل 13 منهم على الكفالة، بينما بلغ عدد الأطفال نزلاء المؤسسة شهر يناير الماضي 177 طفلا. وبلغ عدد الأطفال المحالين على المؤسسة الخيرية الوحيدة بولاية الدارالبيضاء الكبرى التي تؤوي الأطفال المتخلى عنهم منذ الولادة إلى سن التمدرس المحدد في ست سنوات، منذ سنة 1990 إلى غاية العام الجاري، 2282 طفلا حصل 1305 منهم على الكفالة وأحيل127 منهم على مؤسسة قرى الأطفال المسعفين في المغرب، وعاد 226 طفلا منهم إلى أحضان أسرهم بعد أن تخلت عنهم، بينما سلم 111 طفلا إلى خيرية البرنوصي و94 إلى دار البنات الكائن مقرها بشارع مولاي إدريس الأول والتابعة للجمعية الخيرية الإسلامية بعين الشق. وقال مصدر من جمعية الإحسان لفائدة الأطفال المتخلى عنهم التي ترعى الأطفال الرضع بجهة الدارالبيضاء الكبرى، إن حاجيات دار الأطفال للاحسناء تقدر ب400 وجبة يوميا من الحليب الخاص بالأطفال الرضع و60 لترا من الحليب الكامل و800 حفاظة يوميا و80 وحدة من الياغورت. وبالنسبة إلى الحاجيات الأساسية التي يوجد بها نقص في المؤسسة ويحتاجها الأطفال الرضع فتأتي المواد الغذائية على رأس اللائحة متبوعة بمواد الصيدلة والحفاظات ومسحوق الغسيل ومواد التنظيف. وعاينت «المساء» أطفال المؤسسة واستقت شهادات الأطر الصحية والتربوية المشرفة على أطفال خيرية للا حسناء، وقال مصدر من إدارة المؤسسة إن عدد الأطفال الذين تم احتضانهم إلى غاية 30 أبريل الماضي بلغ 279 طفلا ضمنهم 74 معاقا ذهنيا، مشيرا إلى أن المؤسسة التي تم تجديدها برمتها من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن حاصلة على صفة «المنفعة العامة» منذ سنة 1995، وهي تحظى برعاية الأميرة للاحسناء، شقيقة الملك محمد السادس.