تتصدر التشوهات الخلقية القلبية قائمة أنواع العيوب الخلقية لدى الأطفال على الصعيد الوطني، إذ يشهد المغرب سنويا ميلاد 6 آلاف رضيع، مصابين بتشوهات خلقية في قلوبهم..بمعدل طفل واحد من بين كل 100 مولود جديد. وتوصف 90 في المائة منهم بالحالات القابلة للشفاء، و10 في المائة حالات خطرة، يمكن أن تفارق الحياة قبل أو عند الولادة. وتنتمي عائلات الأطفال المصابين إلى الطبقات المعوزة، إذ 80 في المائة منها لا تتمتع بأي تغطية صحية إجبارية أو تأمين صحي، بينما يكلف إجراء مثل هذه العمليات الجراحية حوالي 6 ملايين سنتيم، داخل جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب، ويكلف إجراء العمليات الجراحية على القلب المفتوح في أوروبا ما بين 30 و40 ألف أورو. وكشفت ندوة صحفية، نظمتها الجمعية الخيرية لعلاج القلب، أول أمس الاثنين، في الدارالبيضاء، عن افتقار المغرب لمؤسسات متخصصة في علاج وجراحة التشوهات القلبية، إلى جانب ضعف عدد الأطباء المكونين والمدربين على دقة تشخيص التشوه الخلقي، وعلاجه وجراحته، إذ لا يتوفر المغرب سوى على 10 مراكز لجراحة القلب، تضم القطاع الخاص والعام والعسكري، في غياب مصلحة خاصة بجراحة الرضع. وقال سعيد جنان، رئيس الجمعية الخيرية لعلاج القلب، خلال اللقاء المذكور، بمناسبة الذكرى 15 لتأسيس هذه المؤسسة الصحية، إن "الجمعية تعتزم توسيع نشاطها الخيري، عبر تقديم الخدمات الجراحية للأشخاص البالغين، تبعا لتزايد طلبهم على العلاج، لوقف أزماتهم القلبية، ومشاكلهم الاجتماعية، التي تحملوها منذ الصغر، لأسباب مالية كانت تحول دون استفادتهم من العلاج الجراحي". وأفاد جنان أن مصحة الجمعية الخيرية خصصت قسما جراحيا، وفريقا طبيا خاصا باستقبال وجراحة الأشخاص البالغين، لخصوصية أمراضهم واختلافها عما يعانيه الأطفال والرضع، مبينا أن 80 في المائة من الأشخاص، الذين يطلبون مساعدة الجمعية، هم من الأسر المعوزة والفقيرة، ما جعل الجمعية تقرر رفع عدد المستفيدين من خدماتها الجراحية إلى 60 في المائة، بالنسبة إلى الذين لا يتوفرون على تغطية صحية إجبارية، مقابل 40 في المائة من الذين يتوفرون على تأمين صحي. وذكر أن الجمعية تستعد لإجراء عمليات جراحية على 7 أطفال نيجيريين، يعانون تشوهات خلقية قلبية، بعد تلقيها هبة مالية فرنسية، قيمتها 250 أورو، بتنسيق مع شبكة "الأمل" لإنقاذ عدد من الأفراقة، الذين يعانون المشاكل الصحية نفسها. ويأتي ذلك بعد أن طورت الجمعية قدرتها على التدخلات الجراحية، بعد أن كانت تلجأ إلى نقل الأطفال المرضى إلى مصحات في الخارج. وتمكنت الجمعية الخيرية لعلاج القلب من إجراء ألف و500 عملية عن طريق قلب مفتوح، منها 400 في السنة الماضية، وهي من العمليات الجراحية التي تتطلب دقة وإتقانا كبيرين، ولا تحتمل الخطأ، تجنبا لتسجيل وفيات في صفوف الأطفال المرضى. وتهدف الجمعية، خلال السنة الجارية، إلى الحصول على شهادة الجودة "إيزو"، إلى جانب ضمان 3 آلاف و500 استشارة طبية، وجراحة 500 طفل، وتحسين البنية الاستقبالية لعائلات المصابين . وتعول الجمعية على مزيد من التعاون، وتلقي مزيد من الهبات، وتجاوب المحسنين معها للرفع من نسبة المستفيدين. وتعزى التشوهات الخلقية القلبية إلى ضعف مراقبة النساء لفترة حملهن، وتراخيهن في إجراء الفحوصات الطبية، سيما خلال الشهور الأولى، علما أن التقدم التقني يمكن من التعرف على الجنين، الذي يحمل تشوهات خلقية ابتداء من الشهر الخامس.