غادر بادو الزاكي مدرب الوداد الرياضي ملعب محمد الخامس أول أمس الأحد غاضبا بعد نهاية المباراة التي جمعت الفريق بالاتحاد السوري في ثمن نهاية دوري أبطال العرب، وانتهت بفوز الوداد بهدفين لصفر. ولم يحضر الزاكي للندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، وناب عنه مساعده رشيد الداودي. وبينما تعذر على «المساء» الاتصال بالزاكي لأخذ وجهة نظره في الموضوع، إذ أن هاتفه النقال كان يرن دون أن يرد، فإن مصادر مطلعة أشارت إلى أنه أبلغ عبد الإله أكرم رئيس الوداد باستقالته، مؤكدا أنه لايمكن أن يعمل وسط أجواء اعتبرها غير صحية. وقالت المصادر ذاتها، إن الزاكي بدا منزعجا من ردة فعل الجمهور في مباراة أول أمس، لما وجه له السب والشتم وطالبه بالرحيل، بعدما لم يتمكن الفريق من بلوغ شباك الفريق السوري خلال 85 دقيقة. وتابعت المصادر، أن الزاكي بدا غاضبا كذلك، مما اعتبره تصرفا غير مسؤول من طرف أعضاء في المكتب المسير بادروا إلى ربط الاتصال بالمدرب ميشيل دوكاستيل للتعاقد معه خلفا له في حالة تعثر الفريق أمام الاتحاد السوري، في ما ربطت مصادر أخرى استقالة الزاكي بتوصله بعرض خليجي وصفته بالمغري. ومباشرة بعد مغادرة الزاكي للملعب، بادر رمزي برادة عضو المكتب المسير وادريس مرباح الكاتب الإداري وبوبكر جضاهيم الرئيس السابق للوداد إلى الاجتماع ببادو الزاكي بالمقهى التي يملكها بشارع أنفا، في محاولة لثنيه عن استقالته. ووفق إفادة المصادر نفسها، فإن الزاكي أبلغ مبعوثي الوداد أنه لم يعد مرتاحا في عمله، وأنه يرى أن الاستقالة أمر ضروري بالنسبة له. ومن المفترض أن يكون مسؤولون في المكتب المسير للوداد عقدوا اجتماعا ثانيا أمس مع الزاكي لنزع فتيل الخلاف. في سياق متصل قال محمد الباتولي الناطق الرسمي للوداد، إن المكتب المسير لم يتوصل بأية استقالة كتابية من الزاكي، مضيفا في اتصال أجرته معه «المساء»، أن الوداد متشبت ببقاء مدربه، وأن الزاكي من المفروض أن يتابع مساره مع الفريق إلى نهاية الموسم، لأن الاستقرار التقني مهم بالنسبة للفريق، ولأن الاستقالة يجب أن تكون في نهاية الموسم وليس في منتصفه. وأكد الباتولي أن الوداد أدرك منذ الموسم الماضي، أن تغييرات المدربين ليست دائما إيجابية، معتبرا ما قيل عن اتصال المكتب المسير للوداد بمدربين أجانب لخلافة الزاكي بأنه أمر غير صحيح، وبأن رئيس الفريق يتعامل بنضج مع هذا الموضوع ولايمكن لأي أحد أن يبادر إلى الاتصال بمدرب ما دون موافقة المكتب المسير. من ناحية ثانية، قال الباتولي إن بلوغ فريق الوداد لمرحلة ربع نهاية دوري أبطال العرب تفرض تكاثف الجهود وتوحيدها حتى يكون بمقدور الفريق أن ينافس على اللقب العربي، ويعود لدائرة المنافسة على لقب البطولة، بما أن لاشيء تم الحسم فيه بعد، إذ لازالت أمام الفريق 15 دورة يمكن من خلالها أن يقلب الأمور رأسا على عقب. وسبق للزاكي أن قدم استقالته من تدريب فريق الوداد قبل أن يتراجع عنها بعد مواجهة الفريق لشباب الأردن في الدور الأول من دوري أبطال العرب، احتجاجا على ما اعتبره استهدافا له من طرف مسؤولين في الجامعة إثر توقيفه إلى نهاية الموسم مع وقف التنفيذ عقابا له على اقتحام ملعب مولاي عبد الله في مباراة الوداد والجيش واتهامه لحكم المباراة عبد الله العاشيري بالارتشاء.