كان فريق الوداد البيضاوي آخر فريق ينتزع تأشيرة المرور لدور الثمن من منافسات كأس دوري أبطال العرب، بل إن الجماهير الودادية شدت أنفاسها إلى آخر لحظات المباراة لتسعد بتأهيل من رحم المعاناة يحمل توقيع لاعبين ظلا خارج مفكرة المدرب بادو الزاكي الذي وضعهما في لائحة الانتقالات ويتعلق الأمر بحكيم أجراوي وهشام جويعة. لم تختلف مباراة الإياب عن مباراة الذهاب في حلب حيث حضرت الإثارة بشكل كبير واضطر الجمهور السوري والمغربي على حد سواء إلى مصادرة الفرحة إلى آخر الأنفاس، بعد أن ظل التأهيل في مهب الريح على امتداد دقائق المباراة، لم يفقد الجمهور الأمل وظل يساند الوداد ويعاند المدرب الذي كلما أبطأ الهدف إلا وتعرض لوابل من السب والشتم مما جعل الجميع يؤمن بأن مستقبل الزاكي رهين بنتيجة بصفارة الحكم الليبي وحيد تيمور. فضل عبد الإله أكرم رئيس الوداد متابعة المباراة من منصة الصحافة تجنا لاصطدام محتمل مع متفرج له جرعة حب زائدة، كان أكرم يتابع المباراة من زجاج المنصة وسيجاره الكوبي لا يفارق شفتيه، لكن مع كل فرصة ضائعة يضرب بقبضة يديه طاولة خشبية، يرجع إلى الخلف في محاولة لالتقاط الأنفاس، وحين سجل اللاعب أجراوي الهدف الأول وتلاه هدف جويعة لم يتمالك الرجل نفسه وبدا كطفل صغير ينط من شدة السعادة وهو يعانق كل من يصادفه. إذا كان أكرم قد استطاع تحمل ضغط 95 دقيقة بالتمام والكمال، فإن رمزي برادة عضو المكتب المسير قرر العودة إلى بيته قبل دقائق من انطلاقة المباراة، هناك أغلق كل وسائل الاتصال واعتكف إلى حين نهاية المباراة ليعود سريعا إلى المركب الرياضي من أجل مشاركة زملائه فرحة التأهيل، أما الناطق الرسمي للوداد محمد الباتولي فقد كان متوترا يتابع وقائع متقاطعة، وحين انتهت المواجهة كان سعيدا لأن الوداد لم يفز منذ أن سافر لأداء مناسك الحج. في مستودع ملابس السوريين كان الغضب الساطع حاضرا، رفض اللاعبون الإدلاء بتصريحات بينما ناب عنهم بعض المسيرين الذين ألقوا باللوم على الحكم الليبي محمد تيمور، وأجمعوا على أن هدف أجراوي كان من لمسة يد، فيما كان أحد اللاعبين يدخن سيجارة بنفس عميق، أما رئيس البعثة فكان منهمكا في نقل شكواه إلى مسؤول سوري تبين أنه وليد الكردي نائب الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم، غادر اللاعبون الملعب في حالة صمت دون أن يستحموا في مستودع الملابس، فيما كان المدرب تيتا غاضبا من سلوك الزاكي الذي قاطع الندوة الصحفية. في مستودع ملابس الحكام ناب مندوب المباراة الجزائري مسعود كوسا عن الحكام وعن البوليس ووقف حاجزا في وجه الصحافيين رغم أن الحكم كان على استعداد لتقديم إيضاحات حول احتجاجات السوريين، وحين أنهى دوره الأمني أغلق باب المستودع وانهمك في شرب القهوة وتناول حلويات مغربية. قبل أن يغادر لاعبو الوداد البيضاوي مستودع الملابس تبادلوا في ما بينهم ومع بعض المسيرين عبارات التهاني، دون أن يعرفوا موعد الحصة التدريبية القادمة، لأن المدرب بادو الزاكي فضل مغادرة الملعب على وجه السرعة متجها إلى مقهاه وسط علامات استفهام الوداديين. من الأشياء الجميلة التي تسجل للوداد في هذه المباراة وجود علم المغرب على أقمصة الفريق، مما يؤكد هويته كممثل وحيد للكرة المغربية في هذا المحفل العربي.