يعد مرض تسوس الأسنان من أكثر الأمراض التي تصيب الفم، فبمجرد وصول الطفل إلى سن الرابعة، تبدأ معاناة غالبية الأمهات مع أبنائهن جراء الآلام المصاحبة لتسوس أسنانهم، الذي قد يصيب ما يقارب 4 أسنان، مما يجعل الكثير منهن في حيرة من أمرهن حول السبيل الصحي للتخلص من آلام الأسنان التي لحقها التسوس. هل بإزالتها أم بعلاجها ؟ أسئلة عديدة، تجيبنا عنها لبنى كناني «أخصائية أمراض وجراحة أمراض الأسنان بمستشفى مولاي يوسف في البيضاء» من خلال اللقاء التالي: - في البداية نود منك تعريفا عن تسوس الأسنان اللبنية خاصة عند الأطفال؟ إن وجود الجراثيم في وسط دافئ (درجة حرارة جسم الطفل) ومعتم (نتيجة إغلاق الطفل لفمه) ورطب (لوجود اللعاب ) ووجود غذاء به سكريات، يوفر لها وسطا مناسبا جدا لعملها وتكاثرها، بإنتاج أحماض على سطح السن، تتسبب في تحلل الجزء المعدني منه؛ هذا التحلل الذي هو بمثابة، الخطوة الأولى لبداية تسوس الأسنان عند الأطفال بشكل سريع التطور، مما يؤدي إلى تلف الأسنان الأمامية العلوية والأسنان الخلفية السفلية بسرعة كبيرة إذا لم يتم اكتشافه في بدايته وتقديم العلاج المناسب له بأقصى سرعة ممكنة تفاديا لمشاكل صحية عدة. - ما هي أسباب تسوس الأسنان اللبنية عند الأطفال في سن مبكرة؟ إن الكثير من الأمهات يخطئن بأن يتركن أطفالهن حين الخلود إلى النوم والثدي في الفم أو القنينة الزجاجية، ظنا منهن أن ذلك سيمكن الطفل من النوم العميق. ولكن ما يحدث في الحقيقة هو أننا نترك الحليب الذي يحتوي على سكريات ملتصقا بالأسنان لمدة طويلة مما يؤدي إلى تكوين أحماض تتسبب في ظهور التسوس في عمر مبكر للطفل إلى جانب أسباب أخرى نخص بالذكر منها: - الإكثار من تناول الطفل للحلويات والبسكويت والشكولاتة بين وجبات الطعام. - التغذية غير المتوازنة ، وخاصة نقص في الحديد والكالسيوم والفوسفور من غذاء الطفل. - عدم الاعتناء بنظافة أسنان الطفل وترك فتات الأطعمة بينها لاعتقاد الأهل الخاطئ أنها ستسقط فيما بعد، مادامت أسنان لبنية. - ماهي أعراض التسوس عند الأطفال؟ في البداية يتخذ التسوس شكل بقع بيضاء، تظهر على واجهة الأسنان خاصة الأمامية أو ما يعرف ب(القواطع)؛ هذه البقع البيضاء تتحول بإهمال العلاج إلى ترسبات ثم إلى تسوس، كما يمكن أن تؤدي هذه الترسبات نفسها إلى تكون خراجات صغيرة في جذر السن أو اللثة وتتسبب في آلام مزعجة وتصبح رائحة فم الأطفال كريهة، كما يمكن أن ينعكس ذلك على صحة الطفل، فيفقد شهية الأكل ويصاب باضطرابات هضمية، وقد يمتد الالتهاب إلى عظم الفك، فيتورم وترتفع الحرارة. ويبدأ تسوس الأسنان اللبنية بين السنة الرابعة والثامنة، أما الأسنان الدائمة، فيكثر حدوث التسوس فيها بين السنة الرابعة عشرة والثامنة عشرة. - ما خطورة إهمال علاج السن بدل إزالته؟ تحتوي الأسنان المؤقتة ( الحليبية) والأسنان الدائمة على أعصاب وعروق تغذيها وتصلها بباقي الدورة الدموية. ولذلك فإصابة السن بأي باكتيريا، يمكنه الانتقال عبر هذه العروق إلى جميع أعضاء الجسم: القلب، الكلى، المعدة، المفاصل... - وهل إهمال علاج الضرس الذي تعرض للتسوس يؤثر على الضرس الذي سيحل محله؟ من المؤكد أن إهمال علاج أسنان الحليب يؤثر على الأسنان الدائمة، بفعل انتقال العدوى إليها، مما قد يؤثر على شكلها أو تكوينها. - هل دائما العلاج يكون بإزالة الضرس؟ يهدف العلاج دائماً إلى المحافظة على الأضراس حتى تستنفد جميع الوسائل، و حين يتم اتخاذ قرار إزالة الضرس، يوضع مكانه جهاز يمنع تحرك الأسنان المجاورة نحو المساحة التي كان يشغلها الضرس المريض، بهدف الحفاظ على المساحة المخصصة للضرس الدائم وتجنب ظهور تراكبات بين الأسنان. - ماهي سبل الوقاية من تسوس الأسنان عند الأطفال؟ يجب ألا تهمل الأسنان اللبنية وأن يعتنى بنظافتها، لأن أي إصابة في جذورها، تسبب بيئة غير ملائمة لظهور الأسنان الدائمة، كما أن السقوط المبكر للأسنان اللبنية يسبب تشوهات في ظهور الأسنان الدائمة، كما يجب الاعتناء بتغذية الطفل خصوصا فيما يتعلق بنمو الأسنان وبنيتها. - ما نوعية الأغذية التي ترينها مناسبة للأطفال وتمنع تسوس أسنانهم؟ تناول الأطفال الأطعمة الغنية بالحديد والحبوب المضاف إليها الكبد والخضروات الورقية الخضراء واللحوم والأطعمة الغنية بفيتامين c مثل الحمضيات والامتناع عن الأطعمة التي تعوق امتصاص الحديد مثل الشاي والقهوة وكذلك الوقاية من الأمراض الطفيلية. -الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين a ضروري في تكوين طبقة المينا وفيتامين c مهم في تكوين طبقة العاج وعنصرا الكالسيوم والفوسفور وفيتامين d مهمان في عملية تكلس الأسنان.
نصائح
يجب تحسيس الأطفال بأهمية الحفاظ على سلامة الأسنان وتشجيعهم على القيام بذلك، لكن دائماً تحت مراقبة الوالدين. تعويد الطفل على الاعتناء بنظافة الأسنان منذ الأشهر الأولى لظهورها بتمرير فوطة أو منديل مبلل على الأسنان في البداية ثم استعمال فرشاة ومعجون مناسبين لكل فئة عمرية. نوعية المأكولات مهمة أيضا، إذ يجب الحرص على التنويع و تعويد الأطفال على أغذية صحية والتقليل من السكريات. ولا ننسى أن زيارة طبيب الأسنان على الأقل مرة في السنة، تمكننا من تدارك أي مشكل في الوقت المناسب.