يعتبر الفم المدخل الرئيسي للقناة الهضمية ويمكن إدراك المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها أجهزة الجسم، وخصوصا الجهاز التنفسي العلوي والرئتان والجهاز الهضمي، إذا ما أصيب الفم. كما أن الجهاز العصبي المتصل بالأسنان وبمنطقة الوجه يشكل خطورة كبيرة، إذ هو أقرب المناطق إلى الجهاز العصبي المركزي الرئيسي، لذا فإن آلامه لا تحتمل، ومن هنا، تتضح الأهمية القصوى لاهتمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتنظيف الفم والعناية به. تسبح الأسنان، دوماً، في اللعاب وتغلف كل سن طبقة رقيقة من اللعاب وتلتصق بها، فإذا ما اتسخت هذه الطبقة اللعابية، فإن السن يكسوها الكلس والأوساخ التي تضم بداخلها انواع الجراثيم. ويبقى النظام الغذائي ونوعية الأغذية من أهم العوامل المسببة لتسوس الأسنان. تعد التغذية السليمة الأساس الأول والذي تتركز عليه صحة وسلامة الجسم، لاسيما الأسنان، حيث إن الفم هو العضو الأول في الجهاز الهضمي، فمنه تبدأ عملية الهضم، وبعد ذلك تأتي باقي الأعضاء، وهناك علاقة واضحة بين الغذاء المتناوَل وصحة الأسنان، يتضح ذلك من المشاكل الناتجة عن سوء التغذية وكذلك الأغذية غير الصحية وتأثيرها الواضح على الأسنان. هناك بعض الأغذية قد يتسبب الإفراط في تناولها في حدوث تآكل في الأسنان، والسبب في ذلك يرجع إلى الحامضية العالية لها، حيث تكون منخفضة. يبدأ تآكل الأسنان بذوبان وذهاب طبقة «المينا»، ثم العاج، عندئذ يشعر المرء بحساسية في الأسنان مع الماء والهواء ويستمر الوضع إلى أن يصل التآكل إلى عصب السن، حينها يكون الألم مستمراً وشديداً، كما قد يؤدي إلى التهاب العصب وتحلله. ولو نظرنا إلى ميناء الأسنان، نجدها رقيقة، بينما تتكون الطبقة الخارجية من أنسجة صلبة تساعد على الحفاظ على هيكل الأسنان وحمايته من التآكل، وتعد الأسباب عديدة، كالاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية والأغذية الحمضية ووجود التهابات في المعدة وكثرة الغثيان وحموضة المعدة.. كل هذا قد يضاعف فرصة حصول التآكل في الأسنان. ويمكن كل إنسان أن يمنع أمراض الفم الشائعة، والتي تتصل بشكل رئيسي بالأسنان، وهي تسوس الأسنان وأمراض اللثة عن طريق الارتقاء بمستوى النظام الغذائي، فالتسوس ينتج عندما تتلف الأنسجة الجامدة بواسطة الأطعمة الحمضية التي تكون البكتيريا في الفم وتتسبب بعض أنواع الأطعمة بمفردها أو مع غيرها, في إصابة الأسنان بتسوس بالغ. ومن الناحية الأخرى، قد تجد النظام الغذائي غير المتكامل يؤدي بشكل غير مباشر إلى أمراض اللثة أو أي أمراض أخرى متعلقة بالأسنان، فمع سوء التغذية، إذا كانت هناك قابلية للإصابة بهذه الأمراض فتجدها تتطور بشكل سريع، ومن ثم تؤثر على الأنسجة المحيطة بالأسنان وتعمل على إضعافها، وبالتالي تؤدي إلى تساقط الأسنان، لعدم اتباع نظام غذائي سليم، وتعتبر الأنسجة ثالث مشكلة ترتبط بالأسنان، فتسوس الأسنان مرض يؤدي الى ليونة النسيج الصلب للسن وإلى إحداث تجويف فيه ويتسبب في عجزه عن أداء وظيفته في مضغ الطعام وطحنه، مما يؤدي الى سوء الهضم، الذي يؤدي -بدوره- إلى التهابات معدية وجميعها يكون سببا في الامتناع عن تناول كثير من الأغذية المفيدة، كبعض أنواع الخضروات والفواكه، وبالتالي يحدث نقص في بعض العناصر الغذائية. ومن أسباب تسوس الأسنان، أولا، الميكروبات، إذ تقوم أنواع الجراثيم بتحويل السكر في الفم إلى أحماض تتسبب في إذابة الطبقة الخارجية للسن (المينا) فتنتج عنه تشققات صغيرة، مما يتيح لها الدخول الى الطبقه الداخليه (العاج) وتسبب التسوس والألم الشديد. ثانياً، مكونات الطعام، ذلك أن الغذاء يؤثر على الأسنان في مرحلتين: قبل ظهور الأسنان الدائمة وبعدها. وقد وجد أن تناول الحلويات والسكريات بكثرة له دور كبير في حدوث التسوس، إضافة إلى قلة تناول الخضروات والفواكه الطازجة. ثالثاً، حالة السن, فضعف السن وأنسجتها، إضافة إلى قلة محتواها من الكالسيوم المُخزَّن, يساعد على حدوث التسوس. رابعاً, حالة اللثة والفم, تساعد التهابات اللثة والفم على حدوث التسوس. خامساً، شكل ومكان السن في الفك وتكوين اللعاب. تعد الأسنان الأمامية، عموما، أقل عرضة للتسوس من الخلفية كما أن الأسنان الأقل انحناء تكون اقل تعرضا للتسوس، وإذا كان اللعاب كثيفا وقاعدته عالية فإن ذلك يساعد على تنظيف الأسنان وحمايتها من التسوس. وعن كيفية الوقاية من التسوس نؤكد أن الغذاء يلعب دوراً مهماً في الوقاية من تسوس الأسنان والسيطرة عليه، إلى جانب عوامل أخرى غير غذائية. وللوقاية، يجب تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والفسفور وفيتامين «د» والإقلال من تناول المواد السكرية وتناول الخضروات والفواكه الطازجة يومياً، لأنها تساعد على تنظيف الأسنان، فضلاً على أنها تحتوي على سكريات طبيعية، وتناول مقادير كافية من الأغذية الغنية بالبروتينات، لأهميتها في تصنيع «المينا» وعاج الأسنان والحرص على تناول أغذية غنية بفيتامين «أ» المهم لتكوين طبقة «المينا» ومجموعة «ب» المركبة، التي تساعد على ترميم ونمو الأنسجة في اللثة وفيتامين «ج»، وهو مهم لعمل وتطوير طبقة المينا ولصحة اللثة والحرص على تناول أغذية تحتوي على عنصر الفلور، الذي يعد أهم عامل لمقاومه تسوس الأسنان، وخاصة عند نموها، والاهتمام بالغذاء الكامل، الذي يحتوي على العناصر الرئيسية للجسم ولنمو الأسنان، بالإضافة، بالطبع، إلى غسل الأسنان بعد كل وجبة. ويمكن أن نتجنب كل المشاكل باتباع نظام غذائي واتباع عادات غذائية سليمة تتضمن جميع المجموعات الغذائية واتباع نظام غذائي مقنن ومحدد، واجعل دائماًً فمك رطباً بشرب كميات كبيرة من الماء، فاللعاب يقي الأنسجة الجامدة واللينة في الفم وتجنب الأطعمة التي تلتصق بالأسنان بقدر الإمكان، لأنها تسبب التسوس، ولا ينبغي تناول الأطعمة الكربوهيدراتية القابلة للتخمر، كما أن تناول الأطعمة بشكل مفرط دليل علي التغذية السيئة، لأن كل مرة تتناول فيها الطعام تعطي مجالاً خصباً لنشاط البكتريا، وبالتالي تسوس الأسنان.. ولهذا، وكما أقول دائما: التغذية سر الصحة الجيدة.. ويبقى أن المرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج...