عرت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على طنجة لما يناهز 18 ساعة متتالية منذ ليلة الإثنين –الثلاثاء الأخيرة، هشاشة البنية التحتية لمجموعة من المناطق الحضرية، خاصة في مقاطعة بني مكادة التي تضررت فيها ممتلكات خاصة و مرافق عمومية، كما انقطعت الدراسة اضطرارا في مجموعة من مدارسها. وتحولت ساحة بني مكادة إلى بركة كبيرة من المياه حيث تجمعت سيول الأمطار المنحدرة من المناطق المرتفعة للمقاطعة في وسط الساحة، بسبب افتقارها لقنوات صرف المياه، مما أدى إلى تضرر مجموعة من المحلات التجارية والمنازل. ولم يكن الحال أفضل في شارع مولاي علي الشريف، الذي تحول إلى مجرى مائي كبير، وحاصرت مياه الأمطار أيضا أحياء منطقة دار التونسي وسط المقاطعة، وأغرقت شوارع حي الجيراري، كما اقتحمت السيول بغزارة ثانوية علال الفاسي إحدى أكبر ثانويات طنجة، مما دفع إدارتها إلى توقيف الدراسة، علما أن هاته المؤسسة تشهد نفس الوضعية كلما تهاطلت الأمطار التي تؤدي إلى انفجار قنوات الصرف الصحي داخلها، كما تقطع السيول الطرق المؤدية إلى التجمعات السكنية، مهددة سلامة التلاميذ. وغير بعيد عن ثانوية علال الفاسي، تضررت مجموعة من السيارات التي غمرتها مياه السيول، كما تسللت المياه إلى منازل في ساحة تافيلالت، وأيضا في منطقة العوامة، هاته الأخيرة التي كانت مساكنها الأكثر تضررا بفعل نقص التجهيز في أحياء سكنية مأهولة. ولم يسلم وسط المدينة أيضا من الغرق وسط المياه الطوفانية، حيث حاصرت مياه الأمطار ساحة تطوان الملاصقة للمحطة الطرقية ما تسبب في عرقلة حركة السير، بينما كان الوضع أكثر سوءا في مقاطعة امغوغة، حيث عاودت مياه المجرى المائي الذي يمر بحومة الشوك الشعبية إغراق منازل ومتاجر ومرافق الحي، وهي الوضعية التي ما فتئ السكان ينادون بإيجاد حل جذري لها، دون أن يلقوا أية استجابة.