شهدت مدينة طنجة، ليلة الثلاثاء الأربعاء الماضيين، تهاطل أمطار غزيرة، مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية، تسببت في فيضانات محدودة ببعض الأحياء وعرقلة حركة السير. وأدت التساقطات، التي فاقت 65 ملم، في أقل من 12 ساعة، في خروج واد السواني عن مساره الطبيعي، ما خلف خسائر محدودة في البنية التحتية، كادت تتحول إلى كارثة حقيقية لولا الألطاف الإلهية. أما بالمنطقة الصناعية امغوغة، فقد ارتفع منسوب واد امغوغة إلى مستوى قياسي، ما دفع أرباب بعض المعامل إلى إعلان حالة الطوارئ، حيث فضل البعض نقل السلع والمعدات إلى الطوابق العليا تحسبا لأي فيضانات. وذكر شهود عيان، ل"المغربية"، أن المياه غمرت بعض المنازل بأحياء بني مكادة، ومسنانة، وامغوغة، وحومة الشوك، وبنديبان، والدرادب القديمة، والسواني، وبئر الشفا، والجيراري. كما وجد تلاميذ إعدادية عمر بن عبد العزيز وتلاميذ مدرسة للا سكنية صعوبة في الوصول إلى باب المؤسسة، بفعل المياه الغزيرة التي غمرت شارع إمام مسلم، بعدما انفجرت قنوات الصرف الصحي، حيث ظل التلاميذ محاصرين إلى حين تدخل فرق شركة "أمانديس"، التي عملت على إفراغ البالوعات والمجاري. وشهدت بعض المحاور الطرقية بطنجة عرقلة في حركة السير، بسبب تجمع كبير للمياه بمدار دار التونسي، ومدار نافورة تطوان وسط المدينة، وشارع القدس ببني مكادة، وشارع الدرادب القديمة، كما وجدت بعض السيارات صعوبة في التنقل، خصوصا عند مدخل المدينة قرب اكزناية. وفور تلقيها النشرة الإنذارية، قامت الوقاية المدنية بطنجة بوضع عشرة من نقاط المراقبة والتدخل داخل مدينة طنجة، وأربع نقاط مراقبة بكل من تطوان والفنيدق، مجهزة بعتاد الإنقاذ وتجهيزات التدخل القبلي السريع، كالقوارب المطاطية والمسطحة، لإنقاذ أرواح المواطنين. من جهتها، عبأت الشركة المفوضة لتدبير الماء والكهرباء بمدينة طنجة "أمانديس" عددا كبيرا من عمالها، من أجل متابعة الوضع والتدخل بواسطة شاحنات وسيارات لفتح الطرقات، التي غمرتها المياه خاصة بالمنطقة الصناعية امغوغة، والمنطقة الصناعية المجد بالعوامة، اللتين تضررتا من مخلفات طوفان الخميس الأسود، الذي اجتاح مدينة البوغاز في أكتوبر سنة 2008. ويتمنى سكان المدينة ألا تتكرر مأساة هذا الحادث، الذي خلف مصرع أربعة أشخاص وخسائر جسيمة ومادية قدرت بالملايير، كان الخاسر الأكبر فيها أرباب المعامل والمصانع بالمنطقة الصناعية امغوغة، التي تضرر بها أكثر من 150 مصنعا. ----------- تلاميذ ثانوية علال الفاسي محاصرون في فيضانات 2008 (العاقل) المياه غمرت حي ساحة الثيران بطنجة أول أمس الأربعاء (العاقل)