أماط مواطن ينتمي إلى الأقاليم الجنوبية يدعى «الموساوي موس» اللثام عن مجزرة قام بها الجيش الموريطاني، وتم إخفاؤها منذ سنة 1978، حيث قام بإطلاق النار على عشرات النساء اللواتي كن يحتفلن بالعيد العالمي للمرأة وسط الزويرات، التي كانت آنذاك متنازعا عليها، مما أدى إلى مقتل عدد كبير منهن. ومنذ سنة 1978 والموساوي يقوم بزيارات متكررة لتفقد قبر والدته، التي تم دفنها في موريطانيا بعد ذلك، إلى أن قرر مؤخرا الخروج إلى العلن وكشف حقيقة المذبحة لكل من المجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارة العدل، فقامت السفارة الموريطانية عقب ذلك بمنعه من الحصول على التأشيرة لدخول أراضيها. وقال الموساوي ل«لمساء» إن السفارة أكدت له انزعاجها من كتابة مقالات يتهم فيها الجيش الموريطاني بقتل والدته والعديد من النساء الصحراويات في 1978، قائلا: «في آخر مرة دفع فيه الأوراق للسفارة للحصول على الفيزا رموا له جواز السفر عن طريق حارس مبنى السفارة طالبين منه الابتعاد، لأن جهات موريطانية عليا ترفض دخوله موريطانيا». إلى ذلك، ناشد الموساوي الملك بالتدخل لدى رئاسة الجمهورية الموريتانية ليسمحوا له بالحصول على تأشيرة دخول من أجل زيارة قبر والدته، التي تمت تصفيتها يوم عيد المرأة على يد الجيش الموريطاني، مضيفا أن الجيش عندما ارتكب جريمته قدم أموالا طائلة للمشايخ والأعيان لصرف الناس عن تلك الفضيحة. وفي رسالة إلى وزير العدل، أكد الموساوي على أنهم دفعوا ضريبة الدفاع عن الوحدة الوطنية وفضح المحتل الموريطاني، مشيرا إلى أن موريطانيا قامت بلملمة الموضوع، وأنه لما كتبت بعض المقالات حول القضية وحقيقة ما وقع رفضت السفارة منحه الحق في الدخول إلى أراضيها التي دفنت بها والدته. وقدم الموساوي وثائق ومعطيات ل»المساء»، مؤكدا على أن الجيش الموريطاني قدم تنازلات وربط معاهدات سياسية وقدم أموالا لرجال سياسيين في موريطانيا وجبهة البوليساريو وحتى الأعيان الصحراويين من أجل مساهمتهم في نشر إشاعة ملفقة تبعد الشبهة عن المجرمين الحقيقيين.