احتفت مجلة «العربي» بتجربة الشاعر أحمد السقاف، مسلطة الضوء على مواقفه القومية والتزامه بالمبادئ الإنسانية والحريات الوطنية عبر جلسة شعرية خليجية، أدارها خليفة الوقيان.جاء ذلك خلال الجلسة الثامنة في ملتقى مجلة «العربي»: «الجزيرة والخليج العربي.. نصف قرن من النهضة الثقافية». تنوعت المداخلات في جلسة «شعر الجزيرة العربية بين عصرين»، إذ استشعر الإعلامي محمد نصر الله القلق في الدراسات البحثية، متسائلاً عن مدى قدرة الأطر الوطنية على احتواء مكونات المجتمع، بينما أكد محمد الشحات على ضرورة إعادة النظر في مصطلح الهوية، لاسيما في ظل وجود عرقيات متنوعة في النسيج العربي، مستفسراً عن بعض المصطلحات في بحث عبدالله الفيفي. بداية، تحدث سعد البازعي عبر ورقته «مواجهات الانتماء في شعر الجزيرة العربية المعاصر»، معتبراً أن سؤال الانتماء يبدو إشكالياً بطبيعته، سواء طرح فلسفيا بوصفه سؤال الوجود والهوية، أو إبداعيا بوصفه انشغالا فرديا على مستوى اللغة والتعبير الأدبي وجماليات التصور. في شعر الجزيرة العربية المنتج على العقدين أو الثلاثة عقود الماضية يمثل السؤال حداً في العديد من النصوص التي تحمل رؤية مثقفة وعالية الحساسية الشعرية بتبنيها أسئلة ثقافة العالم المعاصر من ناحية وهموم الإنسان في محيطها الجغرافي من ناحية أخرى. ويستعرض البازعي مجموعة نصوص لشعراء خليجيين تناولوا بعض القضايا الكبرى لمصير الإنسان واحتياجاته، بدءاً من الحرية السياسية، وصولا إلى الكرامة الاقتصادية، ومرورا بفضاءات التحرر فكرياً وسلوكيا، مسلطاً الضوء على قضايا إنسانية كبرى تحمل ظروفاً متشابهة أو متباينة. ثم حدد الفيفي ملامح تطور قصيدة الحداثة في السعودية، معتبراً أنها انتقلت إلى آفاق مستقبلية أكثر نضجا وتخلصا من عثرات المراحل الانتقالية التي مرت بها القصيدة الحديثة إبان سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، مشيرا إلى انصهار التيارات في تيار جديد يمكن أن نطلق عليه مسمى الحداثة الأصلية أو الأصالة الحداثية. ويورد الفيفي مجموعة نماذج من قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، متتبعاً تطورهما، راصداً بعض الملامح والسمات. كما تناول نماذج من القصة القصيرة التي تبدو أحيانا قصائد نثر وإن سميت قصصا قصيرة جدا. وتمتد الإشكالية إلى نماذج من النص السردي الروائي تتمثل على شكل كتابي ملتبس الهوية يقع بين الشعر والسرد. أما الكاتب أشرف أبو اليزيد فقدّم ورقة بحثية بعنوان «الشاعر أحمد السقاف: نموذج المثقف العربي»، مستعرضاً جانباً من سيرته الذاتية، ومؤكداً أن الأديب الراحل أخلص للمبادئ الإنسانية والحريات الوطنية، وكان متمسكاً بعروبته، معتزاً بثقافته العربية، مشيراً إلى أن مسعى السقاف في تأسيس مجلة «العربي» انطلق بموازاة توجهه القومي العربي، فكان عمله كفرد يتسق مع نهج حكومة الكويت إبان تلك الفترة.