توصلنا في "طنجة الأدبية" ببلاغ من هيئة تحريرمجلة "كلمة"،ننشره كما توصلنا به: بلاغ تطفئ مجلة )الكلمة(، الإلكترونية الشهرية التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، شمعتها الثالثة بصدور العدد السادس والثلاثون، وتطفيء معها مؤقتا أنوار (الكلمة ). مع أنه كان بودها أن تحتفل مع قرائها الذين أولوها ثقتهم الغالية بعام جديد، ولكن دب خلاف كبير بين صاحب الكلمة، ومحمد الشارخ صاحب شركة صخر، التي تبرمج (الكلمة ). فقد بدأت المجلة كشراكة قانونية بين محررها وبينه، خاصة وأنه ادعى أنه يهتم بالثقافة وأنه يشارك صاحب (الكلمة ) حلمه في تأسيس منبر ثقافي حر ومستقل. وكان هدف المجلة كما أعلن صاحب (الكلمة ) على قرائها مرارا، أن تبني أرشيفا رقميا لأسلافها من المجلات الأدبية العربية، التي أعطى عدد من أصحابها حق ترقيمها لصاحب (الكلمة )، كي تتيحه بالاشتراك للجامعات والباحثين، وتحقق عبره استقلالها الاقتصادي الذي يضمن استقلالها الفكري. ولكن طمع صاحب صخر في أرشيف (الكلمة ) واستولى عليه ظلما وعدوانا، وسيجد القارئ الكريم، أنه يعلن بوقاحة نقله للموقع واستيلاءه عليه، لا ليوفره كخدمة للباحثين والجامعات كما رغب صاحب (الكلمة)، ولكن ليبيعه ويبيع معه فكر المثقفين وعرقهم دون وجه حق لأجهزة المخابرات العربية والأجنبية، ولأعداء الثقافة العربية والأمة العربية معا. كما يفعل في شركته التي أنشأت قاعدة بيانات عربية كبيرة تدعى «جهينة» تبيعها لأجهزة المخابرات العربية منها والأجنبية. ولأن صاحب (الكلمة ) أبى أن يتيح جهد المثقفين على مر الأجيال لقمة سائغة لأجهزة المخابرات وأعداء الأمة، استولى محمد الشارخ قسرا على الأرشيف، ونزعه عنوة من موقع (الكلمة ) رغم اعتراضات صاحب (الكلمة ) المتكررة. لذلك كان لابد من اللجوء للقضاء، ولإيقاف (الكلمة ) مؤقتا حتى يقول القضاء كلمته، كي تستأنف بعدها (الكلمة ) مسيرتها من جديد، حرة من أسر من يسمون برجال الأعمال الذين لايعرفون قيمة الثقافة أو مسئوليتها، ويتخذونها مطية كي يزدادوا بها ثراءا على ثرائهم المشبوه.
لذلك تقدم (الكلمة ) وهي تودع قرائها مؤقتا هذا العدد الممتاز الذي يضم بحوثا ودراسات ونصوصا وتقارير تمثل أبرز ما في الثقافة العربية من حراك وأسئلة ومفارقات. كما تواصل الكلمة رهانها من عمق التحولات العميقة والهيكلية التي يشهدها العالم بفعل الثورة الرقمية. سعي حثيث يترجم إرادة رئيس التحرير الدكتور صبري حافظ وهيئة تحرير المجلة وكتابها وقراءها، في الانخراط الفعلي في تأكيد حضور الكلمة في ديدن هذا الأفق الخصب الذي تشي تجاذباته بسمات وملامح الألفية الثالثة. هذا رغم انعدام شروط الدعم اللازم لمثل هذه المشاريع الثقافية والمعرفية، في الوقت الذي تصرف فيه الملايير على "تخاريف" و"كلمات" عابرة. بل وأشباه مشاريع محنطة تحضر كمسابقات أو جوائز هنا وهناك، حيث لا أسئلة تنشغل ب"الهنا والآن" وبأفقنا الثقافي المشترك. يفتتح الدكتور صبري حافظ العدد الجديد من مجلة الكلمة، ب«مغامرات التجريب وأوجاع البحث عن هوية» حيث يقدم لنا محرر (الكلمة ) استعراضا لمهرجان أفينيون المسرحي هذا العام، يقارن فيه بين حال المسرح في الغرب، وحال المسرح عندنا. بينما يطرح الباحث الفلسطيني محمد شاويش سؤال "متى نتنصر الثورات ومتى نتهزم؟!" محاولا الإجابة على أسئلة من قبيل: هل يكفي أن تصل الجماعة الثورية إلى السلطة حتى نقول إنها انتصرت؟ ومن خلال تحليل لتاريخ وصول الجماعات الثورية للسلطة منذ الثورة الاشتراكية وحتى الثورة الإيرانية وحماس، يكشف لنا عن أن تجاهل القاعدة الجماهيرية هو السر في انهزام الثورة حتى لو بقي أصحابها في السلطة. ويستعرض الناقد الجزائري الشريف حبيلة مكونات "البنيوية التكوينية في النقد الأدبي" كما بلورها المفكر المجري الفرنسي لوسيان جولدمان، ويقدم تلخيصا وافيا لكل مفاهيم هذا المنهج النقدي الأساسية: من رؤية العالم، إلى الوعي الفعلي والوعي الممكن، إلى البنى الدلالية والضامنة وغيرها من المفاهيم التي ينهض عليها هذا المنهج النقدي المتميز. وتقدم الكلمة مراجعة لرواية الناقد والكاتب المغربي المرموق عبدالفتاح كيليطو في «تخاصم الصور»، لعبدالحق أنون. مراجعة نكتشف من خلالها كيف استطاع الناقد المرموق أن يجلب إلى روايته الكثير من رؤى الناقد الذي تحول معه النقد إلى إبداع خالص، دون أن يتخلى عن نصاعته المنهجية أو عمقه الفلسفي. وتنشر الكلمة التقرير الكامل ل"جولدستون" بمناسبة مرور عام على الحرب البربرية التي شنتها دولة الاستيطان الصهيوني في فلسطين على قطاع غزّة المحاصرة، بينما يتوقف الباحث وليد أحمد السيد عند شيخ المعماريين العرب "حسن فتحي، الذي أعاد "العمارة إلى جذورها". في حين يسافر بنا الكاتب والناقد المغربي شعيب حليفي في " زمن القاهرة .. أسبوع في مصر المحروسة"، الى غوايات المكان وجفنات السرد، ونورانية الروح. في نص تشتبك فيه سرحات الروائي التخييلية، بجوبات يوميات رحالة يسجل وقائع التجربة والأويقات والأسماء، فيبدو وكأنه يتلاعب على الفارق بين مفهومي التاريخ وفن الشعر. الى جانب الأبواب الثابتة المعتادة للكلمة، تنشر المجلة رواية جديدة للكاتب الليبي محمد الأصفر "ملح" رواية تكشف عن وجوه مختلفة ومتناقضة لمدينة بنغازي والتغيرات التي طرأت عليها في تاريخها الحديث، ومستويات العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وكيفية تشكلها بين أهلها ومن استوطنوها من جنسيات مختلفة، وكيف يصطدم ويعاني الطرفان من قمع الواقع السياسي والاجتماعي. كما تهدي الكلمة لقرائها ديوان شعري "حصيلتي اليوم .. قُبلة" للشاعر المصري أشرف يوسف. ديوان يعيد قراءة تلك التفاصيل الصغيرة بتهكم صريح من بداهة الأشياء. من شاعر ينحاز لقصيدة النثر، لا يراوض البلاغة بقدر ما ينصت لأنين كينونته وعوالمها البوهيمية حيث لا شعارات كبرى، ولا حدود لوطن الكتابة المفتوح لا على عوالم إيروتيكية، بل على العالم التي تخطط أفقه القصائد. في باب دراسات، والى جانب دراسة الدكتور صبري حافظ، والباحث وليد أحمد السيد. يكشف الباحث داعس أبو كشك في "أليس لنا حق في مياهنا؟!" عن استراتيجيات نهب المياه الفلسطينية، وعمل دولة الاستيطان الصهيوني على جميع الجبهات لحرمان الفلسطينيين من مياههم. ويسعى الباحث المصري سيد ضيف الله في "البحث عن خصوصية سردية" الى تحقيق التوازن المرتجى بين التنظير والتطبيق، وبين الوصف والتحليل، إلى البحث كما يقول عنوانه عن خصوصية سردية تميز الرواية المصرية الجديدة التي يكتبها ما اصطلح على تسميته بجيل التسعينات في مصر، ويتقصى الملامح الخاصة لأحد روافدها المعطاء. ويقدم الباحث العراقي محمد علي النصراوي في "استحضار الهوية المقدسة" محاولة للكشف عن سحر هذا الفن العصي المراوغ، فن القصة القصيرة، وجمالياته الجديدة، وعن قدرته على اقتناص ملامح الكون الإنساني المصغر في بنيته. بينما تتقصى الباحثة الفلسطينية نجمة خليل حبيب "طقوس العودة ودلالاتها في المتخيل السردي"، وتجلياتها الأدبية في الرواية العربية. وتتخذ من «باب الشمس» نموذجا للتحليل السردي المفصل الذي تتابع فيه رحلة الفلسطيني في مقاومة هذا المشروع الاستيطاني منذ ما قبل النكبة وحتى اتفاق أوسلو. الى جانب ديوان العدد للشاعر المصري أشرف يوسف، تنشر الكلمة قصائد للشعراء: محمد الميموني، طارق الكرمي، نسيمة الرّاوي، عزت الطيري، محمود فرغلي، قيس مجيد المولى، محاسن الحمصي. أما في باب السرد/ القصة فنقرأ الى جانب رواية محمد الأصفر "ملح" نصوصا قصصية لكل من المبدعين: عبداللطيف الإدريسي، سلام ابراهيم، ياسر شعبان، أثير محمد علي، سهام بدوي، ليلى البلوشي، أحمد الفطناسي. في باب النقد يستقرئ الباحث التونسي مصطفى القلعي في "شرف الكتابة" حضور الثقافة والمثقف في حقبة الانحدار العربي المعاصر. ويكشف الباحث المغربي المترجم سعيد بوخليط عن رؤى "غاستون باشلار" في القصيدة. في حين يقدم الناقد علي الفواز مسحا للشعرية العراقية" متابعا تقلباتها الحادة. أما المترجم المغربي يونس لشهب فيقدم نصا عميقا ل جاكلين كيلمان فليشير حول "التَّنظير في مجال التَّرجمة" في سبيل الوصول إلى نظرية موحَّدة للترجمة، تنطلق الكاتبة من سؤال: هل يمكن التنظير في مجال الترجمة؟ لتطرح على بساط السجال التوجهات والمقاربات المختلفة في هذا المجال، سواء الذاتيّة أم الموضوعيّة، ولتقول بأن الوعي بمفهوم مصطلح "النظرية" كفيل بتبديد الاختلافات. وتتجه مقالة الأكاديمي المصري علي عفيفي علي غازي الى "نشأة وتطور الخط العربي في الإسلام" مقالة غنية بالمعلومات حول تاريخ الخط العربي، وتتبع تصنيفات الخط وأنواعه، وتتطرق إلى التغيرات العملية والجمالية الزخرفية التي طرأت عليه من مشرق العرب إلى مغربهم حتى يومنا الراهن. في حين تتوقف الكاتبة الفلسطينية أمل جمعة عند "الفخار" و"علاقته العتيقة في مزج الطين بالنار بروح خلاقة". ويقارب الباحث المغربي عبدالرحمان بووشمة "مفهوم الحرية بين التقليد والحداثة عند المفكر عبد الله العروي" مقاربة تتوقف عند تمظهرات الحرية كمصطلح ليبرالي في الفكر التقليدي، والكيفية النقدية التي تناول بها العروي قراءات الإصلاحيين العرب لمفهوم الحرية، وارتباط ذلك بهيئة اجتماع ترى في الفرد عضواً منتجاً لا مؤمناً. في باب علامات اختارت الباحثة أثير محمد علي واحدة من مقالات اميل زيدان رئيس تحرير مجلة "كل شيئ والدنيا" المصرية. تعود لعام 1933، وفيها يستحضر رئيس التحرير أرواح أربع شخصيات تاريخيّة مصريّة طوتهم يد الردى، ليطرح عليهم وجهة نظرهم في مستقبل لم يدركوه بالحياة. في باب مواجهات نقرأ حوارين الأول مع المسرحي العراقي قاسم مطرود "المهموم بالقضايا الإنسانية والنقد المسرحي معا"، والثاني بورتريه خاص للكاتب المرموق إدريس الخوري كتبه الناقد المغربي محمد معتصم يقدم الناقد الأدبي شهادة عميقة حول أعماله وكتاباته. محاولا رسم بورتريه خاص لهذا الكاتب الاستثنائي الذي أثرى الأدب المغربي بالكثير من الأعمال الأدبية. في باب كتب مراجعة لنص الكاتب والناقد المغربي المرموق عبدالفتاح كيليطو «تخاصم الصور»، الى جانب تناول الناقد عبدالسلام فزازي لدلالة الغربة في ديوان "رعاة العزلة" للشاعر الأردني أمجد ناصر، في علاقة بفضاءات الذكرى واسترجاعات التفاصيل الدقيقة المتشظية. ومن خلالها تتقصى خبايا أسرار موجعة وجارحة، ولحظات تنصهر فيها ذات الشاعر مع عنصر أعمق هو الحرية. الباحثة الجزائرية سليمى لوكام تتناول في مقالها "من الذاكرة إلى النسيان" أحدث أعمال الكاتبة المرموقة أحلام مستغانمي، وتستقرئ من خارج سياق التجنيس، نصا يستعصي على التصنيف ما بين السيرذاتي والروائي. ويحاول الشاعر المصري شريف الشافعي الجواب على سؤال "ماذا ينتظر الشِّعْرُ الجديدُ كي يصبحَ خُبْزَ المائدة؟!" من ديدن الانخراط الواعي في الثقافة الرقمية. أما الناقد المغربي فريد أمعضشو فيتوقف عند أحدث إصدارات سلسلة كتب التي يشرف عليها المفكر محمد عابد الجابري والتي تناولت موضوع "الإسلامُ والغربُ"، بينما تستقصي مقاربة الكاتب المغربي عبدالحق ميفراني مفاهيم كتاب سالمة الموشي "في نقد ثقافة الأنثوي" كاشفا أهم خلاصاته، وإذا كان الناقد والكاتب السعودي عبدالله بن أحمد الفيفي قد توقف عند مفهوم «القصة القصيرة جدا» ليناقش من خلالها مفهومي النوع والمصطلح، فإن الكاتبة المصرية مروة متولي تقارب عوالم مجموعة قصصية مغربية "استثناء" الحيوية والمفعمة بروح القلق. بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير" و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: