صدر العدد ال18 من مجلة «الكلمة» الذي تبدأ به عامها الثاني. والمجلة فكرية أدبية شهرية تصدر على شبكة الأنترنيت من لندن ويرأس تحريرها الكاتب والناقد صبري حافظ. افتتح العدد الجديد بكلمة لرئيس التحرير، أكد فيها أن المجلة استطاعت، خلال عامها الأول، أن تؤكد وحدة الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج وأن تنشر في عامها الأول لِكُتاب من كافة أرجاء الوطن العربي ومن كل الأجيال بلا استثناء، من جيل الرواد الذين تجاوزوا الثمانين من العمر، وحتى جيل الشباب الذين لم يتجاوز كثير منهم الثلاثين بعد. وأشار إلى أن «الكلمة» ستضع في عامها الثاني عدداً من الدوريات المهمة التي تعدها من أسلافها البارزين على موقعها. وستبدأ بمجلة «الكاتب المصري» لمحررها طه حسين في الأربعينيات و«أبوللو» لأحمد زكي أبو شادي في الثلاثينيات، و«الكرمل» التي رأس تحريرها الشاعر محمود درويش، وستوفر أعدادها الكاملة على موقعها خلال الشهور القليلة القادمة. وتضمن العدد الجديد من المجلة نصوصا من كتاب محمود درويش الجديد «أثر الفراشة»، ورواية «صبوات ياسين» للكاتب السوري خيري الذهبي، وملفا عن الرواية الجزائرية تحت عنوان «الذات، التاريخ الحلم» نسقه عبد الحق ميفراني وضم شهادات ودراسات لأكثر من عشرين كاتبا منهم إبراهيم سعدي وأحمد بو حسن وأحمد فرشوخ ومحمد غرناط وأحمد بلاطي. والملف، كما قال ميفراني، يسد نقصاً ملحوظاً في معرفة الواقع الثقافي العربي بما يدور في الرواية العربية. وفي باب الدراسات، كتبت الناقدة اللبنانية يمنى العيد دراسة تحت عنوان «ولع لا يتحاشى الألم وحب يرتقي بالأنوثة»، وهي دراسة في روايات الكاتبة العراقية عالية ممدوح. كما قدم عبد الهادي أحمد الفرطوسي تحليلا لديوان الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي «قمر شيراز». يكتب صبري حافظ احتفاء بالعام الثاني من مجلته «لكن أهم التجديدات التي أخذت الكلمة على عاتقها القيام بها في عامها الثاني هي أنها ستحيل موقعها بالتدريج إلى «ذاكرة للمستقبل» في ما يتعلق بالدوريات العربية. فكما تحرص كل ثقافة جادة على جذورها وتحتفي بأسلافها وتهتم بإرهاف ذاكرتها التاريخية والثقافية على السواء، فإن (الكلمة) التي اهتمت من البداية بتلك الذاكرة وخصصت لها باب «علامات»، الذي أود هنا أن أنوه بالدور الكبير الذي قامت به الباحثة السورية أثير محمد علي في استمراره وحيويته، تحرص حرصا شديدا على أن يكون موقعها ذاكرة للمستقبل أيضا. ولأنها اختارت أن تكون دورية أدبية فكرية، فإنها تعي أهمية أسلافها من دوريات مماثلة، وإنها بنت دوريات مهمة قامت بدور كذلك الذي تطمح إلى القيام به. ولكن كثيرا من تلك الدوريات المهمة مفقود من المكتبة العربية، أو غائب كلية عن وعي القارئ المعاصر، أو غير متاح له بالرغم من وجوده الغائم على تخوم وعيه. فكثير من القراء يعي وجود مجلة محمود درويش (الكرمل) وأهميتها، ولكنه لا يستطيع الوصول إليها. لذلك ستبدأ (الكلمة) في عامها الثاني في وضع عدد من الدوريات المهمة التي تعدها من أسلافها البارزين على موقعها. و«سنبدأ بمجلة (الكاتب المصري) التي حررها طه حسين في الأربعينيات و(أبوللو) التي حررها أحمد زكي أبوشادي في الثلاثينيات، وسنضع أعدادها الكاملة على موقعنا في الشهور القليلة القادمة، وبمجلة (الكرمل) التي أذن لنا محمود درويش بوضعها على موقع (الكلمة) كي تتاح لقرائها كاملة، فليست لدى كثير من القراء هذه المجلة كاملة مهما كان حرصهم على متابعتها واقتناء أعدادها»