سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الإخوان المسلمون».. قيادي سابق يكشف أسرارا خطيرة عن الجماعة اتهمها ببيع الوهم لأصحاب النوايا الطيبة وحرمان أعضائها من حرية الرأي وحذر من خطر لجوئها إلى استعمال القوة
في العالم العربي قلما تنفد بضع طبعات من كتاب واحد في السنة الواحدة، خصوصا إذا كان كاتبه غير مشهور في عالم التأليف والإبداع. غير أن كتاب «سر المعبد..الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين» كسر هذا المعطى. ففي ظرف أربعة أشهر فقط صدرت منه ثلاث عشرة طبعة، وصدرت الطبعة الرابعة عشرة قبيل أيام. ويتحدث الكتاب الذي ألفه ثروت الخِرباوي، وهو قيادي سابق بجماعة الإخوان المسلمين بمصر، لأول مرة، عن شهادته في الجماعة بعد مضي 11 سنة من مغادرته لها، ويكشف بعض أسرارها، خصوصا موقفها من الحرية والنقد والضوابط التي تحكم سلوكها تجاه القوى السياسية المعارضة لها. يندر أن يعلن قيادي في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، التي يشهد لها بالتنظيم المحكم والقدرة على الاستقطاب، انسحابه من الجماعة. ويندر أكثر أن يبادر من يقدم على هذه الخطوة/المغامرة على تأليف كتاب يشرح فيه أسباب نزوله من مركب الجماعة. وقد اختار ثروت الخِرباوي، القيادي السابق بالجماعة، وأحد أبرز محاميها لدى السلطات الأمنية والقضائية المصرية في العقد الأخير من القرن الماضي، أن يكون أول قيادي يخرج عن الجماعة، ويعلن ذلك صراحة للرأي العام عبر وسائل الإعلام. وإن كان يصرح في كتابه «بعد أن أعلنت خروجي من الجماعة عام 2002 ظن الناس أني تركتهم، والحقيقة أني لم أتركهم، فالإنسان حين يخوض تجربة ويدخل في علاقات متشابكة يرتفع فيها شأن العاطفة والروحانيات، فإنه لا يبرح الموضع أبدا». أعلن الخرباوي قراره قطع جميع صلاته بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي في عام 2002. وبعد مرور نحو 11 سنة، قرر أخيرا أن يكتب عن الأسباب التي دفعته إلى الخروج عن الجماعة، والدوافع التي وقفت وراء تصريحه بهذا الأمر في وسائل الإعلام، عكس ما جرت عليه العادة في مثل هذه الحالات منذ إعلان حسن البنا تأسيس الجماعة في سنة 1928، وكان البنا وقتها معلما بإحدى مدارس مدينة الإسماعيلية. وقد أصدر الخرباوي في نونبر الماضي كتابا اختار له عنوان «سر المعبد»، وعضده بالعنوان الفرعي التالي: «الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين». في أربعة أشهر فقط، نفدت ثلاث عشرة طبعة من هذا الكتاب، ولا يزال الإقبال عليه كبيرا، ولا يزال يثير جدلا كبيرا في مصر بسبب تزامن صدوره مع ظرفية بات فيها الإخوان المسلمون عبر حزب الحرية والعدالة القوة السياسية الأولى في بلاد الكنانة، ووصل قيادي منهم، وهو محمد مرسي، إلى كرسي الرئاسة، وما تبع ذلك من احتدام الصراع بين الإسلاميين، الموجودين حاليا في الحكم، وباقي القوى المعارضة، وفي مقدمتهم جبهة الإنقاذ. ويؤكد ثروت الخرباوي وعيه بأنه «كان من الجرم أن أقترب من «الأوراق المخفية لتنظيم الإخوان. والاقتراب من «الأوراق المخفية» لدى أي جماعة من الجماعات يعد بمثابة الاقتراب من منطقة ملغومة شديدة الخطورة». ويجزم كذلك بأنه «لا تسعى أي جماعة إلى إخفاء بعض أوراقها وجعلها في «طيات النسيان»، إلا إذا كانت هذه الأوراق تشير إلى حقائق ترغب الجماعة في إخفائها عن الأنظار؛ إما لخطورتها، وإما لأنها تكشف عن توجهات فكرية أو حركية تمثل منهجا حقيقيا للجماعة غير منهجها أو خطابها المعلن». الخطر القادم بعد صمت عن الكتابة أزيد من عقد من الزمن، كان لزاما أن يشرح الخرباوي في كتابه أسباب قراره الكتابة أخيرا بعد سنوات من التردد. متتبعو شؤون جماعة الإخوان المسلمين يقرنون صدور هذا الكتاب بالسياق السياسي الجديد بمصر، خصوصا بعد وصول مرسي للرئاسة واحتدام الجدل بين الجماعة والقوى السياسية المعارضة. كما أنهم يرجعون النجاح الكبير الذي حققه الكتاب على مستوى المبيعات إلى خصوصيات هذا السياق، واهتمام المصريين عموما بمعرفة كل شيء عن الجماعة التي خلصها الربيع العربي من وشم «المحظورة»، وجعل منها رقما صعبا في المعادلة السياسية ببلاد الكنانة، بعد أن حمل أحد قيادييها البارزين إلى كرسي رئاسة جمهورية مصر العربية. وقد أثار الخرباوي في كتابه أسباب تأخره في إصدار الكتاب. إذ كتب «تلح علي أحيانا الرغبة في الصمت، اصمت، اكسر قلمك، إنك لن تصلح الكون أبدا، سيجهل قومك مقصدك، سيمزقون صورتك، سيتهمونك في وطنيتك أحيانا، وفي عقيدتك أحيانا أخرى، كن كباقي أصحابك، أمسك العصا من المنتصف، حاول أن ترضي الجميع، ما الذي ستربحه من كشف الحقيقة؟». كانت الإجابة عن السؤال الأخير مفتاح اتخاذ القرار النهائي القاضي بإصدار «سر المعبد» من أجل الحديث عما يعتبره الخرباوي «الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين». وقد حدد الهدف من الكتاب في كشف الخطر الناجم عن بقاء هذه الأسرار طي الكتمان، وذلك على مستويين رئيسيين. يتعلق المستوى الأول بالأخطار المحتملة على مصر كلها، والثاني بخطرها على مريدي الجماعة وأعضائها من الذين يطلق عليهم الكاتب اسم «أصحاب النوايا الطيبة». في المستوى الأول، قال الخرباوي إن «هذه المغامرة (يقصد الكشف عن أسرار الجماعة) تكشف عن الخطر الذي يواجهنا جميعا. ذلك الخطر الذي يتسلل برفق إلى حياتنا، وهو يبتسم وكأنه «داعية» يحبب إلينا أخلاق الإسلام، لكنه في الوقت ذاته يخفي خلف ظهره نصلا حادا يريد غرسه في قلوبنا». وفي المستوى الثاني، يتحدث القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين عما ينعته ب«الوهم الذي يعيشه أصحاب النوايا الطيبة..لا يدرون أنهم يجلسون على طاولة متفجرات فوق فوهة بركان، وحين تنفجر القنبلة ويثور البركان، فإنه ينفجر أو يثور في وجه أولئك الذين يظنون أنهم يتهادون فوق مركبهم النوراني في الموكب الرباني، ولكنه سينفجر في وجه الجميع، سينفجر في وجه مصر كلها». وهنا، يشير الكاتب إلى صفة تكاد تكون ثابتة في الإنسان المصري حين يتعلق الأمر بالانتماء للتنظيم. وتتمثل هذه الصفة في الطاعة للقادة والزعماء. فعندما يقرر المصريون الانتماء إلى تنظيم معين «يصبحون أكثر الناس طاعة لمن هم أعلى منهم في التنظيم، أكثر الناس طاعة لقادتهم، ولا يفضل جندي على جندي إلا بالطاعة». ومن خلال المستويين معا، يبرز مبرر آخر أو بالأحرى تحذير آخر من خطر عدم الاطلاع على هذه الأسرار على مستقبل الإسلام. فما سينجم عن ذلك «الوهم» ستوجه أصابع الاتهام فيه إلى الإسلام باعتبار تبنيه منهجا، على الأقل ظاهريا، من قبل الجماعة من أجل تحقيق أهدافها. وفي هذا السياق يتوقع الخرباوي أن يصبح الإسلام، بعد افتضاح أمر «الوهم»، «في عيون العالم متهما، ومن حيث يظن الطيبون أنهم يذهبون لدولة الإسلام المفقودة، فإنهم سيفقدون دولة المسلمين المشيدة». داخل الجماعة تحدث ثروت الخرباوي عن قصته داخل الجماعة بإيجاز شديد، ولكن ذي دلالات كبرى. يجزم بأنه انتمى إلى الجماعة بآمال كبرى في العثور على ما يسميه «الكنز الأسطوري»، غير أن آماله ذهبت أدراج الرياح. «تحكي أسطورتي أنه ذات يوم منذ زمن بعيد تسربت روحي، فدخلت جماعة الإخوان المسلمين، وذات زمن آخر تسربت روحي، فخرجت من تنظيم الإخوان، وبين الزمن والزمن، كانت لي أيام أبحث فيها عن الكنز الأسطوري، وكلما ظننت أنني اقتربت منه وجدته قد ابتعد عني بمقدار ما اقتربت منه، تحكي أسطورتي أنني وأنا أبحث عن الكنز صرت من الإخوان...وصار الإخوان مني» يقول الخرباوي. يعترف الكاتب نفسه بأنه انصهر كليا في الجماعة وتبنيه أفكارها قبل أن يقرر وضع حد لمسيرته داخل التنظيم. «في الإخوان نسيت نفسي..فتلاشيت ..كقطرة ماء تبخرت وحين يوم وقعت قطرة الماء من السحابة..فتألمت... ومن ألمها ستنبت شجرة الكنز، وذات يوم عرفت قطرة الماء أن الضياء ينير الطريق، ولكنه أحيانا يعمي البصر». أعداء الحرية ` يصنف الكاتب جماعة الإخوان المسلمين أيضا في خانة أعداء الحرية. أكثر من ذلك، يتحدث المؤلف عند تطرقه للحرية داخل أجهزة الجماعة عن «عبودية التنظيمات الجديدة». وفي هذا الإطار، كتب «مرت سنوات وأنا في قلب الإخوان، رأيت فيها أفكارا ترتفع وأفكارا تتهاوى، شخصيات حملت الجماعة، وشخصيات حملتها الجماعة، كان في ظني أن التنظيم ما هو إلا وسيلة لتوجيه طاقات الفرد الإبداعية وتنميتها، فإذا به وسيلة لتكبيل الفرد في سلسلة برية طويلة أشبه ما تكون بسلسلة العبيد». ويذهب الخرباوي إلى أن «عبودية التنظيمات الجديدة هي أشد وأنكى من عبودية «كونتا كونتي» (الشاب الإفريقي المسكين الذي كان يتم أسره قبل قرون من غرب إفريقيا قهرا وغصبا ليدخل في سلسلة المستعبدين)، إذ إنها عبودية الأجساد والأرواح والأنفس». كما يشبه هذا النوع الجديد من الرق بقصة «فاوست»، الذي كان يبحث عن «حجر الفلاسفة»، فباح برغبته للشيطان. ما أقسى أن ترهن روحك لآخرين حتى ولو كانوا ملائكة، وما أروع أن تكون عبدا لله وحده. حين قرأت ترجمة الفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي لقصة «فاوست» لغوته أدركت أن شقاء الإنسان لا يكون إلا بفعله، ولكن هل يدرك الإنسان حجم المأساة التي تنتج عن تفريطه في حريته؟»، وفي هذا المقطع حديث مرموز عن وضع كارثي لحرية إبداء الرأي داخل الجماعة. النقد الممنوع في عام 1999، تلقى ثروت الخرباوي دعوة للمشاركة في ندوة علمية خاصة تم تخصيصها لمدارسة كتاب جديد للمرشد العام للجماعة وقتها. رأى الخرباوي يومها عدم جدوى أن يقتصر على تقديم قراءة جافة للكتاب في تلك الندوة، خصوصا أنه يدرك أن جميع، أو معظم من سيحضر الندوة، اطلعوا على الكتاب موضوع القراءة. ولما أزف موعد بدء الندوة، بادر الخرباوي إلى اقتراح فتح نقاش عن الكتاب. غير أن المنظمين والجمهور رفضوا ذلك، وطالبوا بإلقاء كلمته على الشكل الذي طلب منه أول الأمر. وكذلك فعل الخرباوي معتقدا أن الأمر سينتهي عند هذا الحد. غير أن الأمر بلغ المرشد الحاج مصطفى مشهور، فبادر إلى استدعاء الخرباوي ليسأله عن حقيقة تلك الحادثة. ولما دلف الخرباوي إلى مكتب المرشد بمقر الجماعة بالمنيل، دار بينهما حوار اعتبره مؤلف «سر المعبد» المسمار الأخير في نعش الأمل في النقد والانتقاد. ويورد الخرباوي ما جرى في ذلك اللقاء في المقطع التالي: في مقر جماعة الإخوان بالمنيل، انفرد بنا المرشد الحاج مصطفى مشهور، كان كعادته منتصب الرأس عميق النظرات، سألني مباشرة: «إنت زعلان مني؟». تعجبت من السؤال، إلا أنني قلت له على الفور: «لا، أبدا فضيلتك، ربنا ما يجيب زعل». قال بهدوء: أخبروني أنك كنت تريد أن تنتقدني. زاد عجبي وابتسمت قائلا: لا، أبدا لم يحدث هذا، من أخبر فضيلتك؟ المرشد: من منطقتك، لذلك فضلت أن تأتي إلي عن غير طريقهم، أيكذبون عليك أم علي؟ قلت: ممكن أن يكون بعضهم فهم أمرا ما خطأ. المرشد: كيف؟ قلت: كلفني إخواننا في مدينة نصر بإلقاء محاضرة في إحدى الكتائب عن كتاب لفضيلتك، هو كتاب: تساؤلات في طريق الدعوة»، وبعد أن قرأت الكتاب، وجدت أن بعض الأفكار، التي كتبتها فضيلتك تستحق المناقشة والتعقيب والأخذ والرد. لذلك اقترحت عليهم أن تكون المحاضرة عبارة عن دراسة نقدية لكتاب فضيلتك، ولكنهم رفضوا فألقيت المحاضرة بشكلها العادي. المرشد: إذن لم يكذبوا علي أو عليك، كنت تريد أن تنتقدني. قلت: لا يا فندم فيه فارق بين حضرتك وبين كتابك، أنا لا أنتقدك، ولكني أنتقد بعض أفكار وجدت أن لي وجهة نظر في بعضها، وطبعا حضرتك تعرف أن عقولنا نسبية، ثم اسمح لي حضرتك..لو فرض وكنت أريد أن أنتقد موقفا صدر منك أو تصريحا أو شيئا من هذا القبيل، فهل في هذا شيء؟ افتر ثغر المرشد عن ابتسامة خفيفة: لا ليس في هذا شيء. إذا أردت أن تنتقدني، فلا تقل نقدك لأحد، ولكن تعال إلى هنا، وانتهز فرصة أكون فيها وحدي، وانتقدني كما تشاء، فإخوانك يحبونني، وقد يحملون في نفوسهم موجدة منك إن سمعوك وأنت تنتقدني». التفكير والتكفير يستعرض «سر المعبد» محطات هامة من تاريخ الجماعة منذ الإعلان عن ميلادها عام 1928. ويرى الخرباوي بأن توالي السنوات أدى إلى دخول «لغة غريبة إلى قاموس الإخوان؛ أهل الدعوة والذكر والطاعات». ويجزم بأن هذه اللغة تزكي منطق التكفير داخل الجماعة، وتضيق الخناق على المجالات المفتوحة لإعمال الفكر. ويسوق أمثلة العبارات التي تكشف عن وجود هذه اللغة: «خصوم الإخوان يكرهون الإسلام»، «المختلفون مع الإخوان لا يقبلون الحل الإسلامي»، «ينقمون عليهم أن آمنوا بالله العزيز الحميد»، «الليبراليون وأصحاب المناهج الأرضية أعداء الله». وهذه عبارات لا تزال موجودة إلى اليوم، حتى بعد أن وصل قياديو الجماعة إلى سدة الحكم في مصر. وإذا كان للتفكير أدوات مثل الاستنباط والاستقراء والملاحظة والتجربة، يتوصل بها إلى ما يمكن أن يعد حقائق علمية أو أطروحات فكرية، فالتكفير وجد طريقه إلى الجماعة، على غرار جميع التنظيمات، عندما فقد المفكر أدوات التفكير، ولم يجد أمامه إلا التكفير. ويعرف الخرباوي التكفير في هذه الحالة باعتباره «بضاعة الغبي الذي يأخذ الدين على حرف»، لذلك يبدأ الشاب متشددا في تدينه، فإذا سلك طريق العلم «توسط دينه»، حسب الخرباوي. استعمال القوة ينطلق الكاتب من قول حسن البنا، مؤسس الجماعة، في إحدى رسائله، بأن «استخدام القوة قد يترتب عليه فناء الجماعة إذا كانت الجماعة ضعيفة أو مستضعفة». وتساءل في الرسالة نفسها التي وردت فيها هذه القولة قائلا: «هل أوصى الإسلام، والقوة شعاره، باستخدام القوة في كل الظروف والأحوال؟». يعتبر الخرباوي أن توجيهات البنا «واضحة صريحة. الإخوان سيستخدمون القوة حيث لا يجدي غيرها. وحين يستكملون عدة الإيمان والوحدة، وقبلها سينذرون، وقد أعذر من أنذر»، قبل أن يؤكد أن «وقت زمن القوة التي أنذر بها البنا قد اقتربت، ويبدو أنهم استكملوا عدتهم». غير أنه أكد على أن الإخوان المسلمين لن يستخدموا القوة إلا إذا ضمنوا أنهم يحكمون السيطرة على الجيش المصري، وأن قوة نظامهم الخاص أو جيش الإخوان الخاص بهم قد وصلت إلى الذروة. وفي هذا الإطار، ينعت الخرباوي الرئيس المصري، محمد مرسي، ب«القطبي»، نسبة إلى المفكر الإسلامي سيد قطب. ويذهب إلى أن مرسي يتنبى كثيرا من أفكار قطب «المتشددة»، على حد وصف صاحب «سر المعبد».