كانت مباراة المنتخب المحلي المغربي ونظيره المالي، فرصة للم شمل مشجعي الفريق الوطني، الذين قرروا التمرد على الشتات وتوحيد الصفوف، بخلق جمعية أطلق عليها إسم «الجمعية الرياضية لمشجعي المنتخب المغربي»، وتتكون نواتها الصلبة من «مانولوات» اعتادوا متابعة جميع مباريات المنتخب المغربي داخل المغرب وخارجه. جاءت الفكرة من مدينة مراكش، واختمرت في جلسات جمعت مشجعين يعرفهم الجمهور المغربي ويحفظ سحناتهم عن ظهر قلب لأنهم تحولوا إلى طرف في معادلة المنتخب المغربي، في جلسات حوار اختمرت الفكرة وتمخض الحلم فولد لجنة تحضيرية عهد إليها بوضع قانون أساسي للكيان الجمعوي الجديد والتشاور مع بقية الأطراف المعنية ب»قضايا مساندة الفريق الوطني»، في أفق عقد جمع عام سيعلن عنه قريبا لتحديد هياكل الجمعية وأهدافها والقطع مع العهد القديم الذي كان فيه كل مناصر يعتمد على شبكة علاقاته لتدبير رحلة تشجيع للفريق المغربي. مبدئيا تتكون اللجنة التحضيرية من مشجعين مراكشيين، وهم عز الدين الاعطراوي وعبد الله كرتي وهشام صامد وعبد الواحد جحا ويوسف كوجاك، إضافة إلى عناصر من خارج مدينة البهجة كابن الرباط وقيدوم المناصرين نور الدين فلاح ومانولو الرجاء مصطفى رشيق وشقيقه أيوب رشيق والعاشق السلاوي رشيد الفيلالي والمشجع القاسمي محمد الدليمي، فيما تجري المفاوضات لاستقطاب مشجعين وداديين لهذه الجمعية، التي قال عنها رشيق إنها تهدف إلى وضع أسس متينة للتشجيع وتجاوز حدود فريق كرة القدم للوقوف إلى جانب بقية المنتخبات الوطنية، مع شرعنة الدعم الذي سيتم وفق قنوات محددة. وتداول أعضاء اللجنة التحضيرية السبل الكفيلة بترجمة هذا الحلم إلى حقيقة، وناقشوا قبيل مباراة المنتخبين المغربي والمالي في مدرجات ملعب مراكش الكبير، «حلما يكبر كل يوم» على حد قول عز الدين العطراوي، بل إنه على الرغم من الطابع الودي للمباراة الأخيرة وتوقيتها إلا أن مناصري الفريق الوطني كانوا حاضرين في المدرجات بأعلامهم الوطنية وهتافاتهم وطبولهم وحناجرهم، وشوهد نور الدين فلاح الشهير بلقب الظلمي وهو يحمل صورة للملك وكله إصرار على «الوقوف وراء المنتخب المغربي في جميع مبارياته الداخلية والخارجية». ولأن موعد رحلة الفريق الوطني إلى دار السلام قد داهم المشجعين، فإن مناصري الفريق الوطني تدارسوا إكراهات الرحلة في ظل غياب الإمكانيات المادية وتنصل الجامعة والوزارة من هذه الفئة، ويخشى بعضهم من تكرار ما حصل في نهائيات كأسي إفريقيا في الغابون سنة 2012 وفي جنوب إفريقيا سنة 2013، حين ظل هؤلاء عرضة للتسويف قبل أن يقرروا السفر إلى عمق القارة في رحلة محفوفة بالمخاطر، بعد أن تدبروا من محسني الكرة مبلغا يكفي بالكاد لاقتناء التذاكر. واضطر «مانولوات» الفريق الوطني إلى استئجار شقتين للمبيت في جوهانيسبورغ وديربان وإيداع الطبول والأعلام ولوازم التشجيع من لافتات وصور وغيرها من الأدوات التي يتم استعمالها في مدرجات الملاعب خلال مباريات المنتخب المغربي، ووجدوا صعوبة في تأمين واجبات الكراء المحددة في 500 درهم يوميا لكل شقة، وهو مبلغ يفوق إمكانيات المناصرين الستة الذين تحملوا عبر اكتتاب محلي ووطني نفقات السفر إلى جنوب إفريقيا. وإذا كانت «الحاجة» قد ساعدت هذه الفئة في ليبروفيل فإن مواطنا هنديا متزوجا من مغربية قد تكلف بصوائر الإقامة في جوهانيسبورغ لبضعة أيام، فضلا عن دعم بعض أفراد الجمهور المغربي، القادم من المغرب في رحلة منظمة، ساعد المشجعين الستة على تدبير مقامهم في دوربان التي تتميز بارتفاع مستوى المعيشة فيها، كما تكلفوا بنقلهم من جوهانيسبورغ إلى دوربان جوا. وقال رشيق «نحن جزء من مكونات المنتخب حرام أن نعاني قبل كل مباراة للمنتخب من إشكالية السفر رفقة الفريق الوطني، نحن نشجع المنتخب طيلة تسعين دقيقة بل ومنذ ظهوره على أرضية الملعب لإجراء التسخينات ونترك أسرنا ومشاغلنا من أجل حب الوطن».