هشام العزوزي الشهير في أوساط مشجعي الرجاء البيضاوي بلقب «الكربة»، كان الغائب الأكبر عن مدرجات «المكانة» في ديربي الدارالبيضاء بين الرجاء والوداد، هشام يتواجد منذ بداية الموسم الرياضي الحالي بالإمارات العربية المتحدة كمشجع معار لفريق العين، لذا كان من الطبيعي أن يغيب رفقة طبله عن موعد هام كديربي الغريمين التقليديين الوداد والرجاء. حاول «الكربة» إقناع مسؤولي العين بمنحه ترخيصا للسفر إلى الدارالبيضاء، إلا أن العقد المبرم بينه وبين إدارة النادي لا ينص على بند يمكن هشام من الاستمتاع بطقوس الديربي، لذا فضل استبدال مدرجات المكانة بكراسي مقهى في وسط مدينة العين، هناك اختار متابعة المباراة بطقوس مغربية، فقد أقنع صاحب المقهى باستعمال الطبل والشعارات الخضراء وتعويض اللون البنفسجي للعين باللون الأخضر استنادا إلى اتفاقية شراكة تنص على الدفاع المشترك بين الناديين. آمن «الكربة» بحقه في دعم الرجاء عن بعد، واعتقد أن قرع الطبل سيصل إلى آذان اللاعبين، بل إن رواد المقهى وأغلبهم من المغاربة شعروا مع هشام بأنهم معارون إلى «المكانة» فرددوا بكورال جماعي مقاطع من ألبوم مناصري الخضراء. ليس هشام هو المشجع الوحيد المعار إلى ناد إماراتي، فقد سبق لفريق الوحدة أن استقدم مانولو من البرازيل وقع عقد تفوق مخصصاته المالية عقود أشهر اللاعبين المغاربة، ومنحه كل شروط العمل أملا في إشعال فتيل الفتنة في المدرجات وتدفئة المدرجات الباردة لملعب فريق أصحاب السعادة. ليس طبل «الكربة» هو المعار الوحيد إلى مدرجات أخرى، فقد حرص الخياطي ابن المحمدية على وضع طبله وحواسه الخمس رهن إشارة الفرق، بل إنه عبر مرارا عن استعداده لتوقيع عقد إعارة أو الانتقال بشكل نهائي إلى فريق آخر يقدم له أتعابا في مستوى الجهد المبذول طيلة أطوار المباراة. الخياطي كان وفيا لشباب المحمدية ولاتحادها، لكن سوء النتائج جعلته يبحث عن فريق ينافس على الألقاب، فاختار دعم المنتخب الوطني ولف جسده بالأخضر والأحمر، لكن سوء نتائج المنتخب جعلته يفكر في الاستقالة من قرع الطبول، لكن كيف له أن يفعل ذلك وله أسرة تقتات من «جدبة المدرجات». وعلى الرغم من الدور الذي يقوم به أصحاب الطبول في خلق الفرجة داخل المدرجات، إلا أن بعضهم يجد صعوبة في ولوج الملعب، ويضطر إلى أداء ثمن التذكرة ونقل الطبل من مقر سكناه إلى مختلف الملاعب، فمشجع الوداد الشهير بلقب الصولدا رفض إغراءات مالية من أجل تشجيع الرجاء، رغم أنه يجد بالكاد قوت يومه، بل إنه لا يملك بطاقة تمكنه من ولوج الملعب دون حواجز ودون إجراءات التأكد من هويته. الآن ونحن نتحدث عن احتراف آت لا ريب فيه، ألا يحق للأندية وللجامعة أن تلتفت إلى هذه الفئة التي تقتات من قرع الطبول؟، ألم يحن الوقت لتقنين هجرة الطبول وتخليق التشجيع والحيلولة دون ضياع هوية أشهر المناصرين، وبالتالي التصدي لظاهرة الاسترزاق التي مست كل مكونات المشهد الكروي، أليس البعيد عن العين بعيدا عن القلب؟.