على «مسرح الأحلام» قدم الكرواتي لوكا مودريتش أروع أداء له منذ انضمامه لريال مدريد الإسباني، وفرش الطريق للملكي للعبور إلى دور ربع بطولة دوري أبطال أوروبا بعد الإطاحة بالمرشح الدائم للقب مانشستر يونايتد الإنجليزي من معقله «أولد ترافورد» في نهائي مبكر ومثير. ورغم أن دخول مودريتش للملعب تحقق في الدقيقة 59 بدلا من الظهير الأيمن ألفارو أربيلوا، إلا أنه تمكن خلال نصف ساعة من إثبات أحقيته بارتداء قميص «الميرينغي»، وجدارته بمبلغ ال35 مليون أورو الذي دفعه النادي لشرائه من توتنهام الإنجليزي. وقدم لوكا عصارة خبراته السابقة في «البريميير ليغ»، وثمرة احتكاكه بكبرى الفرق الإنجليزية، حيث ساهم في إيجاد ثغرات بدفاع «مان يونايتد» المحكم عن طريق مراوغاته وتمريراته الدقيقة، قبل أن يفك شفرة مرمى الحارس الإسباني دافيد دي خيا بقذيفة بعيدة المدى هز بها الشباك محرزاً هدف التعادل للريال في الدقيقة 66. كان البرتغالي جوزي مورينيو مدرب الفريق المدريدي موفقا جدا في تبديله، فمن ناحية أدرك أنه لزاما عليه أن يسحب أربيلوا من الملعب خشية أن يلقى البطاقة الحمراء بعد إنذاره، خاصة أنه كان سببا في طرد البرتغالي الآخر لويس ناني في الدقيقة 56. ومن ناحية أخرى استعان مورينيو بلاعب يملك مهارات فردية وتمريرات حريرية من أجل تأدية الواجبات الهجومية في منتصف الملعب، وهو خيار أفضل من الألماني سامي خضيرة المتميز في المهام الدفاعية، والذي اضطر للقيام بوظيفة أربيلوا كظهير أيمن. ودمر هدف مودريتش معنويات «الشياطين الحمر»، ليفتح المجال لزميله البرتغالي كريستيانو رونالدو لتسجيل هدف الفوز بعد ثلاثة دقائق فقط. وظهر مودريتش في أفضل حلة له هذا الموسم، ليبرهن لمورينيو أن دوره في المرحلة المقبلة لن يكتفي بالبديل غير القادر على تقديم الإضافة، فهذا الهدف هو الثاني له بالموسم بجانب خمس تمريرات حاسمة، آخرها كانت في مباراة «الكلاسيكو» في البطولة، عندما منح تمريرة ذهبية للمدافع سيرخيو راموس سجل منها هدف الفوز للملكي. وكان مودريتش قد اعترف بأن سر أدائه المتذبذب مع ريال مدريد هو عدم خوضه فترة إعداد مع الفريق، بسبب المشاكل المتعلقة بإنهاء صفقته مع توتنهام، حيث مكث لأشهر طويلة بدون تدريب حقيقي، وتعهد لجماهير «الميرينغي» بارتفاع تصاعدي وتدريجي في مستواه، وهو ما ثبت مصداقيته في معركة «أولد ترافورد» سهرة في الثلاثاء.